ذكرت إحدى وكالات الأنباء أن السيد سليم الزعنون سيتكرم بزيارة قطاع غزة قريباً لمتابعة إجراءات تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقعته حركتا «فتح» و«حماس» وبقية المنظمات الفلسطينية في القاهرة يوم 4/ 5/ 2011 برعاية مصرية وبحضور أمين عام جامعة الدول العربية.
والأمر الذي يثير الضحك والاستغراب معا هو أن السيد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يسير على خطى رئيسه السيد محمود رضا عبَّاس الذي يحمل لقب رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فهو قد وعد قبل عام بقرب زيارته لقطاع غزة، وبعد عدة شهور عاد ليبشر أهالي القطاع بأنه سيزورهم قريباً جداً، ولا أدري لماذا يصدر عنه هذا الوعد بين الحين والآخر ثم لا يفي بوعوده؟! أم أنه يريد بتكرار هذا الوعد والإخلال به وبتأجيله دون أن يصدر عنه اعتذار، وكأن شعب فلسطين لا يستحق أن يعتذر له فهو وحده السيد الذي يعد ويخلف متى شاء وكيفما شاء.
وهاهو رئيس المجلس الوطني ابن الثامنة والسبعين منذ عدة سنوات يريد أن يزور غزة ولا يفعل، وكان يجب أن يفعل ذلك على فترات زمنية متقاربة لأن موقعه الوظيفي يحتم عليه القيام بذلك. أليس السيد سليم الزعنون (أبو الأديب) رئيساً للسلطة التشريعية الفلسطينية وهي إحدى السلطات الثلاث المستقلة بعضها عن بعض؟ أوليس الرجل رئيس المجلس الذي يمثل كل شعب فلسطين، ومن واجبه أن يتابع كل قضايا هذا الشعب ومشاكله السياسية منها والخدماتية حتى يقوم بمراجعة أو محاسبة السلطة التنفيذية التي يرأسها السيد محمود عبَّاس؟!
ولماذا يرضى لنفسه أن يظل بعيداً عن ممارسة مهامه التي أوكلها إليه منصبه الذي يتربع على كرسيه منذ سبعة عشر عاماً؟! لماذا يرضى أن تكون لعضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه كلمة مسموعة ومؤثرة أكثر من كلمته؟! ولماذا لم يقم منذ ست سنوات بمحاولات جادة وصادقة لرأب الصدع الذي أصاب الصف الفلسطيني مما له من آثار مدمرة على الشعب الفلسطيني تاركاً هذا العمل المقدس لغيره من المسؤولين العرب أو الشخصيات الوطنية المخلصة؟ أليس هو الأولى من الجميع للقيام بهذه المهمة، أم لأنه ينتمي إلى حركة «فتح» نجده ينحاز إلى ما تريده حركة «فتح» دون أن يسعى جاهداً للاستماع إلى حركة «حماس» للتعرف إلى وجهة نظرها ومناقشتها حول كل شيء، فلعله يصل إلى قواسم مشتركة تساهم في إزالة الأورام التي أصابت الجسم الفلسطيني ليعود موحداً معافى قوياً كما كان!! أين هي جهوده في هذا المضمار؟ أم أنه يستمع إلى حفنة المنافقين من ممثلي الفصائل القزمية التي يصفها الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور بالفسيفساء الفلسطينية التي قال رئيس إحداها: نحن يهمنا ألا يتفقوا! بينما قال زميله من ممثلي فصيل آخر: «أبعدونا عن وجع الراس الذي تسببه لنا حركة حماس».
باختصار إن تصرفات السيد سليم الزعنون تؤكد أهمية وفائدة أن يكون رئيس المجلس الوطني مستقلاً كما كان الحال حتى عام 1994 أما غزة فهي مزار المناضلين الشرفاء وليس المرتدين الكذابين!