مؤسف أن تلجأ الأنظمة المهترئة بمختلف تصننيفاتها إلى تكرار مخادعة الناس بعد أن تكون قد خدعت نفسها أو اطمأنت إلى أنها في الطريق لمخادعة ذاتها على قاعدة إسكات صوت الضمير إن تبقى منه شيء أو إسكات احتمال صحوة ضمير لديها يوما ما.
مثل هذه التصرّفات لا تنبيء أصلا عن احترام لجماهيرها هي قبل أن تكون على الطريق لاحترام جماهير غيرها وربما إن هي سكتت لكان خيرا لها على قاعدة الهدي النبوي« من كان يؤمن بالله واليوم اللآآخر فليقل خيرا أو ليصمت»، وهنا إما أنه هذه لم تسمع بهذا الهدي أو أنها غير قادرة على تطبيقه.
من هذه النماذج الفاقعة ما صدر كتصريح سياسي عن السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية الدولة التركية والذي قال بملء فيه : «أنه لا خيانة في التطبيع مع العدو الصهيوني»، هكذا باختصار يريد السيد أوغلو أن يحدثنا عن عورة التطبيع المقيتة وكأنها ثمرة عادية ليست خبيثة ولا تحتاج ورقا لستر عورتها لا من الجنة ولا من النار.
يبدو أن اوغلو لا يفهم العربية ولا يفهم النص القرآني الواضح الصريح الذي نزل قبل اربعة عشر قرنا ليقطع الطريق على المتذاكين القادمين من هؤلاء النفر « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ، فَإِنَّهُ مِنْهُمْ». وهذا واحد من عشرات النصوص الصريحة التي لا تنفع معها تذاكيات أوغلو ولا نظامه ولا بقية الانظمة التي على شاكلته.
لن نقول عن الكيان المجرم مغتصب ارض المحشر والمنشر ومدنس القبلة الاولى وقاتل المسلمين فيه شيئا اضافيا فانت تراه وتسمعه ولو انك احببت ان تلقي به خلفك كما القيت آيات ربك لكن...
يا سيد أوغلو بما تلفّظت به لم تكتف أنت وأمثالك بالولوغ في الحرام بل اكتسبت بهذا القول خطيئة أخرى في مجال محاولة الكذب على الله وتحليل الحرام، هذا بأبسط الصور وفي مقام الابتداء بالكلام ليس إلا هداكم الله....