رئيس وزراء كيان الاحتلال والضم والتوسع العنصري بنيامين نتنياهو يعوّل على المستقبل ليجد بين أبناء الشعب الفلسطيني “جيلاً شاباً” يعترف بما يسمى يهودية “إسرائيل”، ولعله يكرر في ذلك مقولات أحد مؤسسي الكيان المحتل ورئيس وزرائه ديفيد بن غوريون الذي أطلق عبارته المشهورة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، في سياق الرد على جرائم الاقتلاع والتطهير العرقي التي ارتكبها وشركاؤه بحق مئات آلاف الفلسطينيين عام 1948 .
لكن مقولة ذاك راحت أدراج الرياح، وثبت بالوجه القاطع بعد 66 عاماً على ذكرى نكبة الفلسطينيين، أن النكبة تعيش في وجدان صغارهم حلماً بالعودة، وفي حكايات ومفاتيح وصكوك ملكية حملها كبارهم وورثوها، على أمل أن تكتحل العيون برؤية الوطن .
مهما كان عمق حالة الوهم التي يغرق فيها نتنياهو، إلا أنه يدرك أن ما يقوله لا يمثل إلا التزاماً حديدياً بالدعاية الصهيونية، ومواصلة في البناء عليها، وهو يعلم أنها لن تؤثر في الشعب الفلسطيني ولن تجد له أي صدى، والدلائل كثيرة جداً على ذلك، وعلى رأسها أن الجيل الذي عاش فترة التسوية الأولى في إطار اتفاقات أوسلو، هو نفسه الذي قاد الانتفاضة الثانية حينما حاول الاحتلال المساس بالحرم القدسي الشريف .
أوهام نتنياهو وسياساته وجرائمه على طرفي نقيض، فهو إذ يطلق هذه الأحاديث الدعائية، ويواصل توجيه الاتهامات لحلفائه قبل أعدائه بمحاربة الكيان، وما يسميه “معاداة السامية”، إثر حملات المقاطعة الكبيرة في أوروبا لمنتجات الاحتلال وشركاته وجامعاته وغيرها، فإنه يواصل حملته المسعورة على القدس المحتلة، هادفاً إلى تهويدها تماماً، وآخر ملامح هذه الحملة تمثل في ما كشفته الهيئة الإسلامية المسيحية العليا لنصرة القدس والمقدسات، من مخطط للاحتلال لإضافة المسجد الأقصى المبارك إلى قائمة ما يسمى “التراث اليهودي” .
هذا لوحده يؤكد إدراك الكيان وقادته الأشد تطرفاً، أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه الثابتة والتاريخية، وأنه سيواصل نضاله لانتزاعها واستعادتها، ويثبت أن الاحتلال وقادته يخشون لحظة يجدون أنفسهم فيها مضطرين لدفع ثمن غالٍ .
أن ينسى الشعب الفلسطيني حقوقه، هذا وهم، أن يتواصل تمسك الأجيال الفلسطينية القادمة بالحقوق والثوابت، هذه حقيقة، هذه هي المعادلة التي يحاول هؤلاء الغارقون في أوهام الغطرسة والقوة أن يلغوها منذ بضعة عقود، وقد حصدوا الفشل تلو الآخر، وأدركوا أن الحقوق لا تموت، ولا تسقط بموت أصحابها، ولا تقادم الزمن .
القدس الآن أمام خطر التهويد الكامل، وأهلها يواجهون سياسة التدمير والحصار ومحاولات الاقتلاع والتطهير العرقي، بمزيد من الصمود والثبات في أرضهم، والعدو لا يتردد في محاولاته إفراغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين بكل الطرق والوسائل، ومع ذلك نجد بكل أسف من يحاول البحث عن جهات في الكيان ليخاطبها ويتحدث معها عن السلام، أي سلام؟ وأي تسوية ينتظرها الفلسطيني؟ وهو يرى بأم العين أن الكيان غير معني، ولا مهتم، وهو يدرك أن مجرد التواصل معه أو مع أي عنصر فيه، مباشرة أو بشكل غير مباشر، لا يخدم هدفاً ولا يحقق مصلحة .
الخميس 20 شباط (فبراير) 2014
أوهام نتنياهو
الخميس 20 شباط (فبراير) 2014
par
محمد عبيد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
53 /
2192793
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن
2192793 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 22