جاء كيري ورحل كيري وعاد مرة اخرى ويرحل مرة اخرى ويطرح في كل مرة كلاما على الفلسطينيين الذين يعانون من عجز الموقف العربي ومن الانهيارات في المنطقة وكأن الأمر يتم باستفرادهم في معركة ضخمة فيقفون عند حدودهم الدنيا التي تحافظ على أقل القليل ولكنهم بلا سند عربي او اسلامي.
في النصف الأول من سبعينيات القرن الفائت جمع لقاء ما بين الرئيس الجزائري المرحوم هواري بومدين والرئيس الأمريكي نيكسون وكان الأخير من المعجبين بقيادة الرئيس الجزائري وسمعته الوطنية والدولية فبادر بطرح رؤيته لضرورة تعاون بين البلدين والاستفادة من التكنولوجيا الغربية والخبرات في مقابل تجارة وعلاقات سياسية اكثر قوة.. فجاءت إجابة الرئيس الجزائري صاعقة له: هناك جدار سميك يقف بيننا وبينكم، انه اسرائيل، فرد الرئيس الامريكي: فلنحاول اختراق الجدار او الالتفاف حوله.. وكانت القنبلة الثانية من هواري بومدين: كيف أصدقكم وانتم تقيمون اسرائيل ثانية في شمال العراق.
بعد سنوات طويلة اعلن كلينتون عقب جولة له قادته إلى كل الدول العربية: انه لم يستمع من اي حاكم عربي اي كلام عن القضية الفلسطينية.. فهل بعد هذا هوان؟
اجل عندما كان هناك حكام عرب وساسة عرب يشعرون بأن فلسطين ملك للعرب وان قضيتها قضيتهم الأولى وليس فقط المركزية، كان الفلسطينيون يتقدمون للقتال والصمود وشعارهم: “لا يهم المقاتل حين يضحي ان يرى لحظة الانتصار.. سأرى لحظة الانتصار بعيني رفيقي”. وكان الشعب الفلسطيني رغم الاحتلال ورغم اللجوء يمتلك الإحساس بأن هناك أمة عربية واسلامية وجيوش وحكام بإمكانهم تزويده بالسلاح والمال والمواقف واحيانا بالجيوش للقتال ضد الكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض ويطرد الشعب.
من هنا لا بد من تصحيح الأسئلة، فقبل ان نتنازل ككتاب وسياسيين عن الموقف الفلسطيني، وقبل ان نتتبع الرأي الامريكي لا بد ان نتلمس حقيقة الموقف العربي من القضية الفلسطينية، فبعد ان شغلوا الأمة بحروب طائفية ونثروا بذور التفرقة في مكونات الأمة، استنبتوا الفصائل الأيديولوجية المسلحة وألقوا بها في مجتمعاتنا لإشغالها وهدر امكانيات الأمة وإرباك الدول لاسيما المحيطة بفلسطين، بل والاتجاه لتدمير جيوشها في العراق وسوريا ومصر بوسائل مختلفة لكي ينتهي الخطر القادم من الدول العربية.
يغيب الآن بومدين وعبدالناصر.. وتغيب الآن قوى اجتماعية سياسية صادقة المبدأ والموقف مع فلسطين.. يغيب اليوم كمال جنبلاط ومعروف سعد وموسى الصدر.. ويغيب اليوم رجالات كنا نشعر بأنهم هم المالكون الحقيقيون للملف الفلسطيني.
الفلسطينيون اليوم وحدهم امام آلات الجريمة الرهيبة ممثلة في الاستيطان والاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ،وفي ظل تخل عربي اسلامي رهيب عن حق الدفاع عن القدس ومحيطها وعن القضية الفلسطينية وأولوياتها.
العرب اليوم في ذكرى ميلاد نبيهم يمرون في مرحلة قاسية وصعبة ومؤذية على اكثر من صعيد، ولقد أدخلوهم في دوامة الديمقراطية اللعينة فأوقدوا نيران الفتنة بين صفوفهم، ولكنها مرحلة مهما كانت قاسية ستزول ويخرج العرب من هذا المأزق التاريخي نحو انتصارات كريمة.. تولانا الله برحمته.
الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014
العرب في ذكرى مولد نبيهم
الثلاثاء 14 كانون الثاني (يناير) 2014
par
صالح عوض
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
11 /
2182569
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
17 من الزوار الآن
2182569 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 17