أعلن محمود عباس عقب مجزرة جنين الأخيرة وقف التنسيق الأمني مع أجهزة العدو واستثنى منها التنسيق المدني، وكما تابعنا رقصت جماعات العرض المستمر على أنغام هذا المرسوم أو القرار الذي تلي شفاهة، ولم يجف الحبر الذي يفترض أن تكون قد كتبت فيه هذه التعليمات حتى دهم بلينكن مقر المقاطعة في ثلاثاء الثلجة الماضية معلنا بوضوح كلمتين: أنتم أو التنسيق.
لم يكتف هذا بوفده الغازي من التحذير من مغبة وقف التنسيق ولو شكلانيا بل ذهب إلى طرح خطة أمنية كما قيل قوامها باختصار ضرورة توفير السلطة لقوة مناسبة يتولى الأمريكان تأطيرها وتدريبها لإنجاز مهمة محددة فيها كما قال بلينكن للمقاطعة ضمان أن لا تقل هذه الأخيرة عقلها وتلجأ إلى ترديد مثل هذه الأقاويل حتى في مناماتها السعيدة، والمهمة هي : «كيف تقتل شعبك»!
أمريكا تتابع بقلق شديد تواصل تظاهرات الصهاينة في تل أبيب المغتصبة ضد نتنياهو وعصابته وتتابع أيضا كيف تحاول هذه العصابة اليوم تغيير كامل صورة الكيان من خلال لصوصية جديدة ضد قضاء الصهاينة أنفسهم بحيث يتحول الكيان إلى صورة جرافيت باهت عن أي نظام قامع ولص وفاشل في ههذا الشرق الرغيد، يعني صورة عن أنظمة عربية وغير عربية تتبجح بأشياء عديدة وكلها أفيشات صحف بينما هي في الواقع صورة مخزية للاستغلال واللصوصية والقهر بل وحتى القتل والاجرام.
تضع أمريكا في حسبانها الواقع الصهيوني ومحاذير الانفجارات الداخلية بين عصابة الحريديم من جهة وبين بواقي الأشكناز في دولة الكيان المتحولة جنسيا وبنيويا وتخشى أن يكون هذا الانفجار المقترب جدا قادراً على افتتاح فصل المذابح التي ستعصف بأي إدارة أمريكية من أي نوع كان، وهي بالمقابل تفضّل أن ترى هذا الانفجار وهذه المذابح بين الفلسطينيين أنفسهم فهذه كلفة أقل بكثير ويمكن تدوير الزوايا فيها ومعها.
تعتقد ادارة بايدن وربما مخابرات امريكا ان الزمن لا زال بيد السلطة وبيد أجهزتها حتى تنصاع لهذا الأمر وتطبقه دون تأخير كما انصاعت بالأمس وقدمت لكيت دايتون ما أراده من عجين لصناعة الفلسطيني الجديد الذي تبجّح بكونه قادرا على صناعته، لكن أوهام هؤلاء سوف تنكسر مع أول مواجهة من هذا النوع تحصل داخل المجتمع الفلسطيني لأن زوجات وأمهات وبنات هؤلاء الفتية العجين الذين يطلبهم بلينكن لهذه المهمة سوف لن تبص على وجوههم فقط بل ربما ستسحب حبال سرتهم قبل ولادتهم وتلقي بهم إلى أقرب مكب نفايات.
لن يكون في فلسطين دم بدم، فإن كان لا بد فدم الجواسيس والعملاء وليصنع العرين فهده الأسود الجديد منذ الآن...