الجمعة 1 أيلول (سبتمبر) 2017

صرخة الروهينجا المسكوت عنها

الجمعة 1 أيلول (سبتمبر) 2017 par جودة مرسي

قال العديد من الضحايا الذين تعرضوا للضرب أو الاغتصاب إن مرتكبي هذه الأفعال قالوا لهم “ماذا يمكن أن يقوم به الله من أجلكم؟ انظروا ما يمكن أن نقوم به نحن؟” والسؤال: لماذا هذا الكم الكبير من الكراهية لهؤلاء القوم؟ ولماذا الصمت الدولي إزاء هذه المذابح التي لم تتوقف منذ العام 1942؟ وأين الدول الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي من هذه المذابح؟ أم أن للحقيقة وجوها أخرى لا نعرفها ونجهل أسبابها؟
يحتفل العالم الإسلامي هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركات، وتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم وأضحيتهم ودعاءهم، الذي نأمل أن لا يخلو من التذكير بمأساة إخوانهم في البشرية المعرضين لكل أنواع الاضطهاد الديني والعنصري والإبادة الجماعية لأبناء الروهينجا سكان أراكان المسلمين في ميانمار الذين يتعرضون للمذابح منذ العام 1942، ما أدى إلى تهجير 4.3 مليون نسمة منهم هربا من المذابح التي يتعرضون لها في ميانمار ـ بورما سابقا ـ ففي أحد التقارير الصادرة من الأمم المتحدة والذي يوثق الانتهاكات التي تحدث لأبناء الروهينجا وهي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تمثل القتل الجماعي والاغتصاب، والضرب المبرح، وقتل الأطفال، والتمثيل بجثث الضحايا، مع صمت مخزٍ من المجتمع الدولي، وحالات القتل التي تروى كثيرة، لأم تشاهد طفلتها ذات الخمس سنوات وهي تذبح وتغتصب، ورضيع يبلغ من العمر 8 أشهر قتل عندما اغتصب خمسة من قوات الأمن أمه تحت تهديد السلاح. هذا بخلاف حفلات القتل الجماعي والعنف الجنسي وإحراق مئات المنازل والمدارس، والأسواق، والمحلات، والمساجد التي تعود إلى الروهينجا.
كما ذكر تقرير الأمم المتحدة أن عدة شهادات أكدت أن الجيش تعمد إضرام النيران في منازل كان سكانها بداخلها. وحالات أخرى أرغم الجيش أفراد الروهينجا على الدخول إلى منازل تحترق. وقال العديد من الضحايا الذين تعرضوا للضرب أو الاغتصاب إن مرتكبي هذه الأفعال قالوا لهم “ماذا يمكن أن يقوم به الله من أجلكم؟ انظروا ما يمكن أن نقوم به نحن؟” والسؤال: لماذا هذا الكم الكبير من الكراهية لهؤلاء القوم؟ ولماذا الصمت الدولي إزاء هذه المذابح التي لم تتوقف منذ العام 1942؟ وأين الدول الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي من هذه المذابح؟ أم أن للحقيقة وجوها أخرى لا نعرفها ونجهل أسبابها؟ فكل الأخبار التي تردنا تردد حكايات عن تلك المذابح في ذلك الجزء من العالم المسكوت عنه والذي يقع في الجانب الشرقي من قارة آسيا على حدود الصين والهند وبنجلاديش التي اعتقلت 90 شخصا من الروهينجا وأجبرتهم على العودة إلى بورما، بعد ساعات على إطلاق القوات البورمية المنتشرة على الحدود النار على أشخاص حاولوا الفرار من جحيم القتل والتنكيل. بعدما عبروا “خط الصفر” في المنطقة الحدودية، حيث استخدمت القوات البورمية مدافع الهاون والأسلحة الرشاشة ضد قرويين كانوا يحاولون الهروب من ولاية راخين في شمال بورما إلى بنجلاديش. وتم العثور على القرويين بعد أن عبروا حوالي أربعة كيلومترات داخل أراضي بنجلاديش متوجهين إلى مخيم للاجئين في كوتوبالونج التي تأوي آلافا من الروهينجا يعيشون في ظروف بائسة. وقال شاهد عيان من شرطة بنجلاديش “كانوا يتوسلون إلينا لكي لا نعيدهم إلى بورما”. وقال ضابط بحرس الحدود: إنه سُمِعَ إطلاق نار جديد عبر الحدود في راخين، مركز العنف الديني والاضطهاد الذي تعاني منه أقلية الروهينجا المسلمة في بورما ذات الغالبية البوذية. وفر آلاف الروهينجا باتجاه بنجلاديش، ولكن السلطات منعت أكثرهم من عبور الحدود، فيما بقي عدد غير معروف من الأشخاص معظمهم نساء وأطفال عالقون على الحدود”. وتستقبل بنجلاديش حوالي 400 ألف لاجئ من الروهينجا. ووصلت مئة امرأة وطفل على الأقل مؤخرا إلى مخيم مؤقت أقيم في بالوخالي، وبجعبتهم روايات عديدة عن الرعب الذي ذاقوه على الجانب الآخر من الحدود. إن القتل الجماعي لمسلمي الروهينجا لم يتوقف والعالم يشاهد دون أي تدخل، والنداء موجه إلى الدول الإسلامية أن تتدخل سواء بالطرق الدبلوماسية أو بالعلاقات الدولية، أو بمساعدة آلاف اللاجئين في كوتوبالونج البنجلاديشية بدلا من إجبار السلطات البنجلاديشية لهم على العودة إلى معسكرات القتل والإبادة في بورما، وعلى منظمة العالم الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أن تدافع عن أناس يتعرضون لأسوأ أنواع التمييز العنصري ويتعرضون للإبادة جماعية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 85 / 2160487

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2160487 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010