حسب تقرير لصحيفة بريطانية قبل سنتين يتقاضى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ما قيمته 190 ألف جينه إسترليني نظير أية محاضرة يلقيها في مكان عام، كما أنه أنشأ شركة للاستشارات السياسية والأعمال جعلته يحصل على حوالي 80 مليون جنيه استرليني من العوائد المتعلقة بتقديم الاستشارات الاستراتيجية لبضع دول وشركات تتراوح ما بين كازاخستان والكويت.
لا أعرف باي منطق يمكن منح توني بلير فلسا واحدا على استشاراته وهو الذي اسهم في سوء نيته وأكاذيبه والعمى التام في سياساته الخارجية في تدمير العراق منذ العام 2003. قبل ايام نشر بلير مقالا على موقعه الإلكتروني يقول فيه بأنه “يستغرب من الإدعاءات الغريبة” التي تحاول الربط ما بين الازمة والفوضى التي تسيطر على العراق الآن وما بين غزو الولايات المتحدة وشركائها للعراق في العام 2003. ربما كان يرى السيد بلير أن سبب المشاكل الرئيس في العراق منذ انهيار الدولة في العام 2003 هم سكان من الفضاء الخارجي وليس الغزو الذي دمر مؤسسات الدولة العراقية وترك جيشها مشتتا واسقط المجتمع العراقي في فخ الطائفية. لا يريد بلير أن يعترف بالخطأ الكبير الذي تم ارتكابه في العراق ويواصل التجاهل الأعمى لنتائج السياسات التي تم اتخاذها في واشنطن ولندن في تلك الأيام.
بعد تصريحات بلير جاء من الماضي السحيق بول بريمر أحد اسوأ الشخصيات التي اسهمت في تدمير بنية الدولة العراقية عندما حاكما عاما مغرورا مسنودا بأوهام المحافظين الجدد. بريمر وضع اللوم على سياسات أوباما لتفسير الوضع في العراق الآن مطالبا بإرسال قوات أميركية إلى العراق وتنفيذ غارات جوية ضد المتمردين ردا على تأكيدات أوباما بعدم الحاجة إلى إرسال القوات. بريمر كان من الأسباب الرئيسة في تفكيك مؤسسات الدولة العراقية وحل الجيش وحل حزب البعث وغيرها من القرارات الحمقاء التي جعلت ملايين الناس في يوم وليلة بلا عمل ولا حياة ولا مستقبل واسرى لأحكام الماضي وهذا ما حولهم جميعا إلى متمردين غاضبين بدلا من مشاركين في صناعة مستقبل جديد للعراق.
صانعو الدمار في العراق خاصة بلير وبريمر وجورج بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد وغيرهم من المحافظين الجدد هم آخر من يمكن أن يسمح له بإسداء النصح حول حالة العراق الحالية، ولحسن الحظ أن في الإعلام الأميركي والبريطاني بقايا من مسؤولية أخلاقية جعلت واحدة من مذيعات الس إن إن تقصف بريمر بوابل من الأسئلة والملاحظات خلال مقابلة تلفزيونية مثيرة حيث سألته بصراحة “ألست أنت الذي وضع الجميع في هذه المشكلة”؟ لم يستطع بريمر أن يتحلى بالشجاعة لتحمل المسؤولية، وكذلك الأمر بالنسبة لتوني بلير.
الاثنين 30 حزيران (يونيو) 2014
بلير وبريمر: مدمرا العراق يتحدثان من جديد!
الاثنين 30 حزيران (يونيو) 2014
par
باتر محمد علي وردم
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
30 /
2191864
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
14 من الزوار الآن
2191864 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 13