الخميس 5 آب (أغسطس) 2010

1701 سَقَطَ بـ «السكتة القلبية»

الخميس 5 آب (أغسطس) 2010 par سعد محيو

المشهد في الجنوب، كما في بيروت، كان رائعاً :

الجيش اللبناني يتحوّل إلى مقاومة، والمقاومة تتحوّل إلى جيش مساند. وبيروت تتبنى عبر رئيسها ميشال سليمان ومجلس الدفاع الأعلى فيها ورأس المقاومة نصر الله، مواقف تُجسّد هذا الكوكتيل الوطني والاستراتيجي.

هذا الحدث، الذي أطلقه حادث شجرة العديسة، رسم لوحة جديدة للصراع بين لبنان و«إسرائيل»، ويجب أن يدفع هذه الأخيرة إلى إعادة النظر في تكتيكاتها وحساباتها. فلم يعد من الممكن لها الرهان على شرخ بين أجهزة الدولة اللبنانية، وفي مقدمها الجيش وأجهزة الأمن في الشرطة (التي تكتشف شبكات الجواسيس)، وبين المقاومة. كما لم يعد من الجائز لها اعتبار القوى المُسلحة اللبنانية مجرد ديكور عسكري يمكن تحييده في أي حرب جديدة.

الآن، وبعد قول كل شيء عن هذا المشهد الجميل، نأتي إلى الأبعاد الحقيقية لما يجري. وهي أبعاد تشجّع على الاستنتاج بأن القرار الدولي الرقم 1701، الذي أوقف إطلاق النار في صيف 2006، سقط بالفعل من جراء «سكتة قلبية».

كيف؟

هذه بعض الدلائل :

معركة العديسة اندلعت في قلب منطقة قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) على الحدود اللبنانية - «الإسرائيلية» وخلال الوجود العملي لجنود هذه القوات. ومع ذلك، لم تستطع «اليونيفيل» لا منع حدوث هذا الخرق الكبير للقرار 1701، ولا حتى مد يد العون الطبي للجرحى اللبنانيين.

جاءت هذه المعركة المفاجئة بعد احتقان غير مفاجئ، حيث كانت «إسرائيل» تُنفّذ منذ العام 2006 مايزيد على سبعة آلاف خرق لـ 1701، براً وجواً وبحراً تحت سمع «اليونيفيل» وبصرها.

كما جاءت بعد الاجتياح الكبير الذي نفذّته المخابرات «الإسرائيلية» للبنان، عبر عشرات شبكات الجواسيس التي زرعتها في كل أنحاء البلاد، ما شكّل هو الآخر خرقاً للقرار 1701 الذي نص على العمل على حفظ سيادة لبنان.
ثم برزت في موازاة ذلك المناوشات بين بعض أهالي الجنوب والوحدات الفرنسية في «اليونيفيل»، لتثير أسئلة خطرة حول الدور والمهام الحقيقية للقوات الدولية.

كل هذه المعطيات تّشجّع على الاستنتاج بأن أحداً لم يعد يريد 1701: لا «إسرائيل»، التي اعتبرته منذ البداية هدنة مؤقتة بانتظار استئناف القتال، بدليل خروقها المتكاثرة له وعدم انسحابها من قرية الغجر ومزارع شبعا وكفر شوبا، ولا حزب الله، الذي كان ممتعضاً منذ البداية من تواجد وحدات من حلف الأطلسي في الجنوب . ولا حتى ربما الدول المشاركة في «اليونيفيل»، والتي وضع العديد منها خططاً طارئة للانسحاب من لبنان إلى قبرص خلال يومين في حال تجدد القتال.

علاوة على ذلك، الظروف التي أملت القرار 1701 لفظت أنفاسها. «تل أبيب»، التي اضطرت لقبوله لتجنّب كوارث عسكرية جديدة لها، انتهت من استخلاص دروس حرب 2006 وباتت مستعدة لاستئناف الحرب. وحزب الله أنهى هو الآخر استعداداته العسكرية ولم يعد يرى في القرار أي ضمانة لمنع الخروق «الإسرائيلية».

ما بديل 1701؟

قرار آخر، على الأرجح، سيصدره مجلس الأمن، استناداً إلى موازين القوى الجديدة التي ستفرزها أي حرب جديدة في لبنان.

وفي الانتظار، سيكون في المقدور من الآن فصاعداً سماع حشرجات موت 1701، أولاً في لبنان و«إسرائيل»، ثم في بقية العواصم الإقليمية والدولية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2178672

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

2178672 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40