الاثنين 30 حزيران (يونيو) 2014

بلير وبريمر: مدمرا العراق يتحدثان من جديد!

الاثنين 30 حزيران (يونيو) 2014 par باتر محمد علي وردم

حسب تقرير لصحيفة بريطانية قبل سنتين يتقاضى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ما قيمته 190 ألف جينه إسترليني نظير أية محاضرة يلقيها في مكان عام، كما أنه أنشأ شركة للاستشارات السياسية والأعمال جعلته يحصل على حوالي 80 مليون جنيه استرليني من العوائد المتعلقة بتقديم الاستشارات الاستراتيجية لبضع دول وشركات تتراوح ما بين كازاخستان والكويت.
لا أعرف باي منطق يمكن منح توني بلير فلسا واحدا على استشاراته وهو الذي اسهم في سوء نيته وأكاذيبه والعمى التام في سياساته الخارجية في تدمير العراق منذ العام 2003. قبل ايام نشر بلير مقالا على موقعه الإلكتروني يقول فيه بأنه “يستغرب من الإدعاءات الغريبة” التي تحاول الربط ما بين الازمة والفوضى التي تسيطر على العراق الآن وما بين غزو الولايات المتحدة وشركائها للعراق في العام 2003. ربما كان يرى السيد بلير أن سبب المشاكل الرئيس في العراق منذ انهيار الدولة في العام 2003 هم سكان من الفضاء الخارجي وليس الغزو الذي دمر مؤسسات الدولة العراقية وترك جيشها مشتتا واسقط المجتمع العراقي في فخ الطائفية. لا يريد بلير أن يعترف بالخطأ الكبير الذي تم ارتكابه في العراق ويواصل التجاهل الأعمى لنتائج السياسات التي تم اتخاذها في واشنطن ولندن في تلك الأيام.
بعد تصريحات بلير جاء من الماضي السحيق بول بريمر أحد اسوأ الشخصيات التي اسهمت في تدمير بنية الدولة العراقية عندما حاكما عاما مغرورا مسنودا بأوهام المحافظين الجدد. بريمر وضع اللوم على سياسات أوباما لتفسير الوضع في العراق الآن مطالبا بإرسال قوات أميركية إلى العراق وتنفيذ غارات جوية ضد المتمردين ردا على تأكيدات أوباما بعدم الحاجة إلى إرسال القوات. بريمر كان من الأسباب الرئيسة في تفكيك مؤسسات الدولة العراقية وحل الجيش وحل حزب البعث وغيرها من القرارات الحمقاء التي جعلت ملايين الناس في يوم وليلة بلا عمل ولا حياة ولا مستقبل واسرى لأحكام الماضي وهذا ما حولهم جميعا إلى متمردين غاضبين بدلا من مشاركين في صناعة مستقبل جديد للعراق.
صانعو الدمار في العراق خاصة بلير وبريمر وجورج بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد وغيرهم من المحافظين الجدد هم آخر من يمكن أن يسمح له بإسداء النصح حول حالة العراق الحالية، ولحسن الحظ أن في الإعلام الأميركي والبريطاني بقايا من مسؤولية أخلاقية جعلت واحدة من مذيعات الس إن إن تقصف بريمر بوابل من الأسئلة والملاحظات خلال مقابلة تلفزيونية مثيرة حيث سألته بصراحة “ألست أنت الذي وضع الجميع في هذه المشكلة”؟ لم يستطع بريمر أن يتحلى بالشجاعة لتحمل المسؤولية، وكذلك الأمر بالنسبة لتوني بلير.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165336

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2165336 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010