الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2013

لهم عارهم .. ولعدرا أحلامها

الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2013 par هيثم العايدي

كانت أحلامهم بسيطة أن يعيشوا بسلام وأن يحسنوا مستواهم المعيشي وتفاعلت السلطة مع أحلامهم هذه وأخذت بأيديهم إلى مدينة حولوها بالعرق والجهد المشترك إلى أهم المراكز الصناعية في سوريا ومركز للتجارة الحرة .. شيدوا معا منطقة صناعية تُعتبر الأكبر في سوريا .. شمروا عن سواعدهم ومضوا في بناء كبرى المنشآت الصناعية ومختلف أنواع الصناعات الاستهلاكية والكيماوية والثقيلة .. لم تستهويهم تجاذبات السياسة وانما شغفوا بحب الوطن حتى وقعوا في براثن من لا يعرفون معنى كلمة وطن.
هكذا بدأت حكاية عدرا تلك المدينة التي أقيمت بهدف جذب الاستثمارات وتوطين رؤوس الأموال من خلال المشاريع الاستثمارية والمرافق الخدمية في اطار مساعي الحكومة السورية لدفع عجلة النمو الاقتصادي وايجاد صناعة وطنية حقيقية وتعيش الآن مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة.
فحينما اختار المنشغلون بالنهوض بأوطانهم موقعا للبناء اختاروا عدرا التي تقع في محافظة ريف دمشق شمال شرق دمشق العاصمة في موقع يتوسط دول الجوار ويرتبط مباشرة بشبكة طرق.
لكن سفراء الدمار الذين قدموا من بقاع مختلفة من الأرض حاملين رسائل الإرهاب لم يلتفتوا لكل هذا بل كانت عدرا ذات الـ100 الف نسمة بالنسبة لهم موقعا مثاليا ليكون منطلقا للهدم ويسهل من خلاله التزود بمعدات الدمار كما لم ينظروا الى أهلها الا انهم مجرد غنائم حرب ومسرحا لعمليات قتل وذبح بدم بارد ومن تبقى منهم يكون دروعا بشرية تحول بينهم وبين رجال يدافعون عن تراب وطنهم.
فالإرهابيون الذين خاب أملهم في السيطرة او المحافظة قرى صغيرة هاجموها بحثوا عن أي اختراق يفتح لهم ثغرة نحو العاصمة.
كما تعد عدرا أيضا مغنما كونها منطقة صناعية لا تزال تعمل رغم الأزمة كما أنها تضم مستودعات للغاز كما انها تتيح السيطرة على الطريق الوحيدة التي تصل إلى العاصمة السورية وقطع الصلة بين الجيش وقيادته.
تتعدد روايات من حالفهم الحظ في النجاة من مجازر الإرهابيين في عدرا لكنهم جميعا يجمعون على أهوال تلقي بظلال العار على كل من مول أو شارك حتى بالصمت.
ابرياء بينهم نساء وأطفال وشيوخ ذبحوا بدم بارد وسط هتافات الدين منها براء ما دفع بأسر عديدة الى القفز في رحلة هروب الى مجهول يكون الموت السريع فيه بالرصاص أهون من الذبح والتقطيع.
ومشهد آخر يرتقي إلى ما يصفه العالم الغربي بـ(الهولوكوست) عندما تم الزج بعمال أحد أفران الخبز الى الاتون المشتعل فقط لانهم قاوموا المسلحين الذين اقتحموا المنطقة.
وآخرون يروون كيف عمد المسلحون إلى قطع أيدي العاملين لمنعهم من معاودة العمل إضافه الى عمليات قطع رؤوس وتمثيل بالجثث جرت أمام مرأى الأطفال وجثث الضحايا الملقاة بالشوارع منكل بها ومقطعه الرؤوس والأوصال وغيرها من الحكايات المرعبة التي حالف شهودها الحظ في الهروب والوصول الى نقاط الجيش السوري المنتشرة حول المدينة.
حتى كتابة هذه السطور كان الجيش السوري يخوض معاركه في عدرا يعوقه فقط اتخاذ الإرهابيين للأهالي كدروع بشرية .. ولكن سيقضي الجيش السوري على الإرهابيين في عدرا وستبقى المدينة بأحلام وطموحات أهلها وستلحق العار بكل من مول ودعم الإرهاب بدعوى الجهاد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2183117

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2183117 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 31


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40