الثلاثاء 21 نيسان (أبريل) 2015

(اليرموك) .. حين يضاعف الإرهاب معاناة اللجوء

الثلاثاء 21 نيسان (أبريل) 2015 par هيثم العايدي

وكأن قدر الفلسطيني أن تتفاقم معاناته يوما بعد يوم وأن يضاف الى تحمله أوزار انقسام سياسييه ليأتي الارهاب ليضاعف من مراراته وما أدل على ذلك من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي وجد الارهاب فيه ضالته ليتخلل من معاناة سكانه قاصدا تحويله الى بؤرة تهديد لسوريا.
فحتى كتابة هذه السطور كانت المعارك لا تزال دائرة بين فصائل فلسطينية وسورية من جهة وارهابيي “داعش” و”جبهة النصرة” من جهة أخرى حيث يدحض تحالف داعش والنصرة أية ادعاءات أو محاولات لعمل تصنيفات بين الارهابيين كما يرسم مستقبل أي محاولات لانتاج جماعات أخرى بدعوى المعارضة المعتدلة.
وكانت المعارك قد احتدمت في اليرموك عندما هاجم ارهابيو داعش المخيم الواقع على بعد 8 كيلومترات فقط من العاصمة السورية حيث تواترت الأنباء عن قيام ارهابيي ما يسمى جبهة النصرة بتسهيل دخول داعش الى المخيم.
وتواصلت الاشتباكات بعد سيطرة الارهابيين على نحو 90% من مساحة المخيم وفق ما تفيد التقارير حيث يخوض مقاتلو الفصائل الفلسطينية معارك عنيفة وسط كثافة أبنية سمحت للارهابيين باستخدام سكان المخيم كدروع بشرية.
والواقع أن هذه الاشتباكات تمثل حلقة جديدة في قصة معاناة مخيم اليرموك الذي تأسس في العام 1957 جنوب العاصمة السورية قبل أن تتوسع دمشق ليكاد يكون المخيم جزءا من مكوناتها.
ورغم أن المخيم يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين كما أنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن إلا أنه لا يعتبر مخيما رسميا وفق تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) غير أن الأخيرة تقوم بتطوير عدد من المدارس والمراكز الصحية فيه.
ورغم تجسيد مخيم اليرموك لمعاناة الشتات الفلسطيني كان لبعض الفصائل الفلسطينية السبق في ادخال المخيم وأهله في أتون الأزمة السورية وذلك مع انقلاب هذه الفصائل على الدولة السورية عند اندلاع الأزمة ووقوفها الى جانب من يقاتلون ضد سوريا رغم ما وفرته لهم من دعم واعاشة لهم وقياداتهم.
وبلغ الأمر بهذه الفصائل الى توفير ملاذ آمن للمسلحين داخل المخيم الأمر الذي حدا بالجيش السوري الى فرض حصار على المخيم قبل أن تعمد السلطات السورية بالتنسيق مع الأمم المتحدة إلى تخفيف هذا الحصار وادخال المساعدات مراعاة للوضع الانساني الصعب لسكان المخيم.
واذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد طالبت في أخر اجتماع لها بتجنب الخيار العسكري في حل أزمة مخيم اليرموك خشية منها أن يؤول الأمر الى تدمير المخيم وتهجير أبنائه فإن الدولة السورية في المقابل لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد ارهابي على بعد 8 كيلومترات من العاصمة دمشق اذا ترك في مكانه فلا شك أنه سيتوسع وتتعاظم خطورته.
فالتعامل مع أزمة مخيم اليرموك يتطلب من الفلسطينيين تنحية انقساماتهم جانبا والنأي بنفسهم تماما عن الدخول على خط الأزمة السورية وهو الأمر الذي ينسحب الى عدم تقديم أية حاضنة للمسلحين فالفلسطينيون في غنى عن أية معاناة جديدة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2177458

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع هيثم العايدي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2177458 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40