أفضل كثيرا استعمال كلمة “الصمود والتصدي” بديلا عن كلمة الممانعة، رغم ان الأولى من مخلفات زمن لكنه يشبهها كان فيه بعض العرب على شاكلتها .. اما الذي لا أجد له مكانا في حقيقته، فهي جملة “الاعتدال العربي” التي ليس فيها أي اعتدال، طالما ان دوله ينحازون إلى المعسكر الاميركي الاسرائيلي والغربي عموما، يقدمون الولاء له، وهم أيضا من يحارب سوريا على سبيل المثال، ويقدم لمعارضتها كل هذا الوبال، وهم مع معسكر واحد في لبنان مؤلف من جهات ضد حزب الله ..
معسكر الصمود والتصدي حقق حتى الآن مفهومه وشعاره. فلقد اظهرت الأحداث بتفاعلاتها قدراته الاصيلة على الصمود فعلا، ثم على التصدي بكل أنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني ... هي ظاهرة حميمة ليس فيها أي تعقيد لأنها تنطلق من أدبيات واضحة، ومن مفاهيم لا تحتاج كثيرا للتأويل.
رحم الله الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي قيل انه أول من أطلق جملة “الصمود والتصدي” .. كانت اللحظة التاريخية العربية في ذلك الوقت تستدعي مثل هذا المعسكر وما يليق به من تسميات، اذ كانت رحلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى اسرائيل ما يشبه تسمية “الاعتدال” اليوم، لكنها كانت الأخطر في التاريخ العربي، اذ قصمت ظهر العرب وقسمتهم وفتحت الأمل لعدو تاريخي ان يخرج إلى دنيا العرب بصورة المقبول من دولة عربية تشكل الأساس عند العرب. كان لا بد من الصمود في وجه تلك الهجمة الجديدة بكل متغيراتها الاستراتيجية، ويقينا، فإنها حققت اهدافها عندما حمت نفسها من ذلك التغيير لتبدأ على اثرها البحث عن مخارج مختلفة.
اليوم تصمد سوريا، بل يصمد المعسكر الذي تتكونه مع ايران وحزب الله ويحزنني ان لا تجد حماس مكانا لها فيه، اضافة إلى العراق الذي زادت جرعة التآمر عليه .. وبصمود سوريا تتغير معادلات. فلا الاعتدال العربي غير المعتدل موفق في خياراته مع انه مواظب بقوة على خياراته، ولا الاميركي بمستطاعه ان يغير من سير الاحداث التي تصنعها الدولة السورية ويقدم فيها الجيش العربي السوري خبراته الموفقة، ولا تركيا التي استباحت الحدود مع سوريا وجعلتها ممرات ومقرات لأعداء السوريين قد حققت ايا من اهدافها سوى ذلك المؤقت من الاستباحة التي لن تظل طويلا على ما هي عليه. ولأن سوريا صامدة وتتصدى، فهي تصنع الأمل الوحيد للمزيد من اشراقة هذا المعسكر المتداخل فيها والذي لم يعبر بالكلمات عن تمازجه معها وانما المشاركة بشتى المشاركات.
تتغير اللعبة كما تتغير المنطقة على وقع اقدام الجيش العربي السوري. بصموده الرائع سطوة على “الاعتدال” واللاعبين المضادين، وبتصديه لخططهم، انما يربك حتى الاميركي الذي نقترح ان يشتري لوزير خارجيته كيري شقة في العواصم العربية التي يزورها بعدما اصبح مقيما دائما فيها تحت بواعث قد لا تتحقق وان كان المتأملون يرون ان الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي بات على الأبواب، وهذا هراء لأنه بيع جديد لما تبقى من فلسطين.
الأربعاء 17 تموز (يوليو) 2013
الصمود والتصدي
الأربعاء 17 تموز (يوليو) 2013
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
92 /
2194878
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
21 من الزوار الآن
2194878 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 17