قال الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في حوار مكتوب مع موقع «شفقنا» الإيراني، إنه من الضروري للحركات الثورية العربية أن تتنبه «للمخططات الاستعمارية» التي تسبب «الاختلافات» داخل المجتمعات، فيما أكد على ضرورة ان تكون العلاقات الإيرانية السعودية «أكبر من المعادلات السياسية»، محذراً من مخاطر «الحرب الباردة» بين الدولتين.
وأشار رفسنجاني إلى ما يسمي «الربيع العربي» مؤكداً أنه «من الضروري أن تكون هذه الحركات على وعي تام، لأن الاستعمار والدكتاتورية يشبهان المقص ذا الحدّين، عندما يريان مصالحهما في خطر يجتمعان في مكان واحد ولا تتيسر الوحدة بينهما إلا بالانقسام والتفرقة بين الناس».
وفي إشارة الي الأوضاع في مصر وليبيا قال الرئيس الإيراني الأسبق «ان الاختلافات الموجودة حالياً في مصر وليبيا بعد سقوط الديكتاتورية، تكمن جذورها في الخطط الاستعمارية، وان لم يهتم قادة الثورات الشعبية لهذه الخطط المشؤومة فستتسبب بتراجع المسلمين».
وبشأن العلاقات بين إيران والسعودية صرح رفسنجاني «من كل النواحي والجوانب أذا نظرنا سنرى أن إيران والمملكة العربية السعودية تعتبران من أكبر البلدان الإسلامية، فمن حيث الجغرافيا هما من أهم الدول ذات الإستراتيجية في المنطقة وتتصلان بالمياه البحرية، ومن حيث الطاقة كلا البلدين لديهما المركزان الأول والثاني في النفط والغاز ومن حيث عدد السكان، هما الدولتان الإسلاميتان الأكثر سكاناً، ومن حيث السياسة فإن البلدين كانا وما زالا مطمعاً للغرب والشرق، ولو نظرنا الى داخل المجتمع الإسلامي من وجهة نظر أهل التشيع وأهل السنة نرى أن إيران هي ذات الأكثرية الشيعية والأقلية السنية وبالعكس تعتبر المملكة العربية السعودية ذات الأكثرية السنية والأقلية الشيعية. وان منعت هاتان الدولتان المتطرفين ولم تتأثرا باستقراءات الآخرين، تستطيعان أن تكونا عامل السلام والسكينة للمسلمين».
وأكد رفسنجاني «أن علاقات إيران والمملكة العربية السعودية يجب أن تكون أكبر من المعادلات السياسية»، مبيناً ان «الحرب الباردة بين الدولتين ستضيع طلقات المسلمين هباء».
وأضاف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام «أن الوهابية التي جلبت اليوم الخزي والاشمئزاز للمسلمين، لو تركت التطرف لكانت استطاعت أن تمنع الحكومات الاستبدادية العربية من نهب مصالح المجتمعات الإسلامية».