الإسرائيليون يتنّدرون على بايدن

ما زالت قضية رفض المطربة الإسرائيليّة اليهوديّة، المُتزمتة دينيًا، يوفال دايّان، (28 عامًا) رفض مصافحة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن بعد حفلٍ غنائيٍّ بالقدس، ما زالت تُسيطِر وبقوّةٍ على المشهد الإعلاميّ وحتى السياسيّ في دولة الاحتلال، حيثُ انقسم الإسرائيليون إلى معسكريْن اثنيْن، الأوّل يؤيّد خطوة المغنية دايّان، والثاني يلومها لإحراجها وإرباكها الرئيس الأمريكيّ، الذي يصفه الإعلام العبريّ بأنّه من أكثر الرؤساء الأمريكيين دعمًا ومساندة للكيان الإسرائيليّ.
وفي هذا السياق، كشف موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، كشف النقاب، نقلاً عن مصادر رسميّةٍ في إدارة إنتاج وتنظيم “حفل إحراج بايدن” بالقدس، نقل عنها قولها إنّ المطربة الإسرائيليّة أبلغت المنتجين والمخرجين مُسبقًا بأنّها ترفض مصافحة الرجال لأسبابٍ دينيّةٍ، وقام المنتج والمخرج بإعلام الرئيس الأمريكيّ بالأمر، ولكن، شدّدّت المصادر عينها، على أنّ الرئيس بايدن نسي المعلومة المهمة، ومدّ يده لمصافحة الفنانّة دايّان، التي رفضت مصافحته لتبقى يده في الهواء، على حدّ تعبير المصادر.
وكانت المطربة الإسرائيلية يوفال دايان، قد وضعت الرئيس الأمريكي جو بايدن، في موقف محرج وذلك خلال حفل غنائي في القدس، تمّ خلاله منح بايدن “وسام الرئيس الإسرائيليّ”، حيث أنهت المطربة فقرتها وتوجه لها الرئيس لمصافحتها باليد إلّا أنّها لم تقابله بالمثل واكتفت بابتسامة وانحناء بسيط ردًا على التحية.
وانتشر الفيديو الذي يوثق رفض المغنية الشهيرة في إسرائيل مصافحة الرئيس الأمريكي، ليرد الإعلام العبري في إسرائيل بأنّ سبب رفض المصافحة الرئيس بايدن يرجع لكون المطربة، يوفال دايان، يهودية متدينة ولا تصافح باليدين، مُضيفًا أنّ المطربة بدأت بالتدّين في الفترة الأخيرة.
وأظهر مقطع الفيديو المتداول تقدم بايدن وإلى جانبه الرئيس الإسرائيليّ يتسحاق هرتسوغ لتحية مغنيين إسرائيليين، إلّا أنّ المغنية رفضت مصافحته، وسمعت وهى تقول له كلمة “متدينة” (religious)، حسبما ظهر في الفيديو المأخوذ عن القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ.
وقالت وزيرة التربية والتعليم والثقافة الإسرائيليّة السابقة، ميري ريغيف، ليلة أمس الجمعة للقناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، قالت إنّها تُحيي المطربة الإسرائيليّة على موقفها الأخلاقيّ، على حدّ تعبيرها، والذي أكّد لبايدن وللجميع مدى التزامها بيهوديّة الكيان.
الوزيرة ريغيف، وهي من حزب (ليكود) بقيادة بنيامين نتنياهو، أضافت في معرِض ردّها على سؤالٍ إنّ رئيس الوزراء، يائير لبيد، لم يهتّم بتنظيم زيارةٍ للرئيس الأمريكيّ إلى ما يُسّمى بـ”حائط المبكى” لليهود بالقدس المُحتلّة، كما تفعل إسرائيل مع جميع الضيوف الأجانب إلى الكيان، الأمر الذي يُدلل على بُعد لبيد عن اليهوديّة، على حدّ قولها.
إلى ذلك، نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة مقالاً للمحللة كارولينا ليندسمان، جاء فيه:”رئيس الولايات المتحدة ينزل من درج الطائرة في مطار (بن غوريون)، وكلّ ما أفكّر فيه هو التمنّي بعدم وقوعه. الرئيس جو بايدن يُدلي بحديثٍ تلفزيونيٍّ للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، وأنا آمل ألّا يبدأ بالتلعثم والتأتأة، وألّا يقول أيّ شيءٍ لا علاقة له بأيّ شيءٍ، الشكر لله، لقد انتهى الحديث التلفزيونيّ”، على حدّ قوله المحللة الإسرائيليّة.
ليندسمان، تابعت قائلةً:”لدى زيارة متحف (ياد فاشيم) بالقدس، تحدّث الرئيس الأمريكيّ بايدن مع ناجيتيْن من (الهولوكوست)، وعندما انحنى باتجاههما قُمتُ بحبس أنفاسي متمنيّة إلّا يفقد توازنه”، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ “الاكتئاب يُسيطِر عليّ في كلّ ظهورٍ علنيٍّ للرئيس الأمريكيّ بايدن، والأمر الوحيد الذي يهدئ من روعي هو التفكير بأنّ بايدن ليس لوحده، بل محاطًا بعددٍ كبيرٍ من الأشخاص، إنّه عمليًا يُواكَب ويُحافظ عليه من قبل جهازٍ كاملٍ اسمه بايدن”، على حدّ قول المحللة الإسرائيليّة.

 زهير اندراوس