– محمود القيعي:
أعلن عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والأدباء المصريين دعمهم الكامل للمقاومة الفلسطينية، معبرين عن غضبهم على الولايات المتحدة الأمريكية بعد إرسالها حاملة طائرات للبحر المتوسط.
الغالبية العظمى أجمعت على أن إسرائيل كُسرت، ولن تعود إلى ما كانت عليه.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية قال إن ارسال امريكا لاحدي حاملات طائراتها الي البحر الابيض المتوسط في هذا التوقيت وبهذه السرعة، هو لدعم واسناد اي هجوم اسرائيلي محتمل علي ايران،لان ما يدور من قتال في غزة وحولها لا يستدعي ارسال حاملة طائرات كبيرة في بادرة دعم امريكية غير مسبوقة الا اذا كان وراءها هدف كبير يحرص الطرفان علي تكتمه، مشيرا إلى أن اسرائيل لا تحارب جيشا نظاميا، وانما مجموعات محدودة من المقاتلين غير النظاميين،وهو ما لا يكفي مبررا لارسال مثل هذه الحاملة العملاقة بقدراتها الهجومية الهائلة.
وتوقع مقلد بعد أن تنتهي اسرائيل من إحكام قبضتها علي الموقف الامني في غزة بحربها الشاملة الحالية عليها ، فإنها سوف تستدير لتضرب حزب الله وايران لاقتناعها بأن ما حدث من قبل حماس بهذا السيناريو المذهل من التخطيط والتنفيذ والذي كبدها كل هذه الخسائر الفادحة والتي لم تكن واردة لها علي بال ، لم يكن بعيدا عنهما ، وكان لهما دور رئيسي فيه، حتي وان تجنبت اسرائيل عامدة الاشارة الي ذلك في البداية لتتفرغ لحربها علي جبهة واحدة، وهو ما ساعدتها امريكا عليه بالتحذيرات التي صدرت عن الرئيس الامريكي بايدن نفسه، وكان لها بالتأكيد وقعها وصداها في ابعاد حزب الله وايران عنها.
ad
وقال مقلد إن اسرائيل لن تترك الفرصة تفلت منها، مهما كان الثمن الذي سوف تتكبده في حرب شاملة ضد ايران، وهو ثمن لا بد وان يكون باهظا للغاية ، ويرجح من هذا الاحتمال، الاتجاه الي تشكيل حكومة طوارئ او حكومة حرب في اسرائيل تضم بعض قيادات المعارضة، مع استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وهو اجراء رهيب له دلالته ومغزاه ولا تلجأ اسرائيل اليه الا اذا كان هناك شيء كبير سوف يحدث.
وتابع قائلا: “أما المؤشر الآخر، فهو ما بدأ يصدر عن الاوساط الرسمية الايرانية الآن محذرا بشدة من العواقب الوخيمة المحتملة لاي هجوم اسرائيلي علي ايران وان الرد عليه سوف ياتي من كل مكان.. وهذه التحذيرات هي بحد ذاتها علامة قلق واضح في طهران، وهي قد تتجاوز معني الردع الي توقع الهجوم في اي وقت”.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تكون ايران دخلت مرحلة استنفار قواها الثأرية حتي تكون في اعلي مستويات جاهزيتها للرد الشامل، مشيرا إلى أن حرب غزة قد تكون هي الطريق الي هذه الحرب الاسرائيلية الايرانية المتوقعة،وقد تكون عي الذريعة التي تحتاجها اسرائيل الآن لضرب ايران، ومن ورائها الغرب كله.
واختتم مؤكدا أن كل ما يمكن قوله هو ان الموقف في الشرق الاوسط خطير جدا، وان احتمال نشوب حرب اقليمية كبيرة يبقي واردا ولا يجب استبعاده،وحرب بين اسرائيل وايران بدعم عسكري امريكي غير محدود لها ، قد يدفع بالمنطقة كلها الي كارثة هائلة غير معلومة المدي، داعيا إلى توقع اي شيء في اي لحظة.
من جهته انتقد السفير محمد مرسي الاتحاد الأوروبي الذي قرر وقف المساعدات مؤقتاً عن الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، كما انتقد مواقف أمريكية وأوروبية داعمة ودون أدني تحفظ لإسرائيل ، مؤكدا أن ذلك عقاب جماعي للشعب الفلسطيني الذي يخوض حرباً من أجل الحرية والكرامة .
وأضاف السفير مرسي أن دعم ومساندة الفلسطينيين فرض عين علي كل عربي ، خاصة في الأيام القادمة التي ستنطلق فيها آلة القتل والتدمير في غزه وباقي الأراضي المحتلة بمباركة ومشاركة أمريكية وأوروبية .
وقال إن الحكومات العربية مطالبة بالتحرك ومناصرة الحق الفلسطيني الذي يوصف من يدافع عنه الآن بالإرهابي.
وقال إن عقاب التاريخ سيكون قاسياً علي كل المتقاعسين، وأن عقاب الله في الدنيا وفي الآخرة فهو أقرب مما يتوقعون.
واختتم متعجبا من هرولة الولايات المتحدة لتحريك حاملة طائرات بالقرب من غزة وحشد القوات وامداد إسرائيل بالطائرات والصواريخ والذخيرة والادعاء بوقوع ضحايا أمريكيين في عملية طوفان الاقصي .
وتساءل: فهل تمهد واشنطن للتدخل بجانب إسرائيل في عدوان واسع النطاق علي غزة، أم تستعد لهجوم مزدوج أمريكي – اسرائيلي علي ايران ؟!
موت أو حياة
في ذات السياق ذكّر الأكاديمي المصري المرموق د.سعد مصلوح بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: وقفتمْ بينَ موتٍ أو حياة* فإنْ رُمْتمْ نعيمَ الدهرِ فاشْقُوا ومن يَسْقِي ويَشْربُ بالمنايا* إذا الأحرارُ لم يُسْقَوْا ويَسْقُوا ففي القتلى لأجيال حياةٌ* وفي الأسرى فدًى لهمُ وعِتْقُ وللحرية الحمراء بابٌ* بكل يدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدقُّ
من جهته قال السياسي المصري سيد مشرف إن أبطال حماس تذوقوا لحم جنود النخبة في جيش إسرائيل ووجدوه اطيب من لحم الضأن ، مؤكدا أن اسرائيل لن تعود ابدا كما كانت وأوهمت الجميع بقوتها.
أحمد السيد النجار الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام قال إن سباق جمهور الأهلي والزمالك وكل الأندية الجماهيرية على دعم فلسطين ومقاومتها البطلة، مؤشر لا يخطئ، مؤكدا أن مصر كلها مع الحق الفلسطيني وكل أشكال النضال لانتزاعه، باستثناء حفنة من المطبعين وأصحاب المصلحة المباشرة مع الصهاينة وأسيادهم في الغرب.
RLS
