الأربعاء 1 حزيران (يونيو) 2022

ارتياح إسرائيلي من ردّة فعل معظم الدول العربية والإسلامية تجاه (مسيرة الأعلام)

الأربعاء 1 حزيران (يونيو) 2022

- زهير أندراوس

تناول أحد الخبراء الإسرائيليين القضية التي أسماها بـ”هندسة الوعي”، وهي التي ساهمت في الردّ الشعبيّ الفلسطينيّ ضد “مسيرة الأعلام” الإسرائيليّة، ورباطهم في المسجد الأقصى، ومواجهتهم لقوات الاحتلال في مناطق متفرقة، وجاء ذلك خلال ندوةٍ متلفزةٍ في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، والتي جاءت تحت عنوان: “التحريض الأرعن ضدّ إسرائيل في شبكات التواصل الاجتماعيّ يتأجج، والخبراء شخّصوا ارتفاعًا حادًا ودراماتيكيًا بالتحريض الفلسطينيّ بالآونة الأخيرة”.
د. باراك بوكس، الذي يُقدّم نفسه كخبيرٍ في شؤون التنظيمات الإرهابيّة الفلسطينيّة بجامعة بار إيلان، المتاخمة لتل أبيب، قال في حديثٍ أدلى به لموقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، قال إنّ “وسائل الإعلام الفلسطينية تنتهج مبدأ التحريض على الاحتلال الإسرائيليّ على مدار الساعة، وتتهم اليهود بتعريض النساء والأطفال للأذى، وتواصل التحذير من أنّ “الأقصى في خطر”، وهي كلها مفردات تسهم فيما يمكن تسميتها “هندسة الوعي”، حيث ينشرون بشكل منظم ودقيق محتوى تحريضيًا يتضمن أقوالاً ونصوصًا وصورًا ومقاطع فيديو”.
الخبير الإسرائيليّ شدّدّ في سياق حديثه للموقع العبريّ على أنّ “الأيام الأخيرة شهدت بشكلٍ عامٍّ زيادة لافتة في مستوى التحريض الإعلامي والدعائي الفلسطيني ضد إسرائيل، عبر تكثيف العمل على وسائل التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية: فيسبوك، تويتر، تيك توك، من خلال الزيادة الكبيرة في حجم تدفق المعلومات عبرها، وتعريض المراهقين الفلسطينيين لهذه الكميات الكبيرة من التحريض”، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، لفت الأكاديميّ الإسرائيليّ إلى أنّه “الآن لم يعد الأمر مجرد عمل وسائل الإعلام الرسميّة، ذلك لأنّ مَنْ يقوم بهذا العمل أفراد عاديون يصورون مقاطع الفيديو على هواتفهم المحمولة، ويتم تحميلها على الويب، لكن سؤال المليون دولار هو كيف تسهم هذه المشاهد في خروج الشبان وهم يحملون سكيناً، ويطعنون اليهود”.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ قال الخبير: “يربط الإسرائيليون بصورةٍ عضويةٍ بين الجهد الإعلامي الفلسطينيّ، وترجمته إلى عمليات فدائية هجومية ضد أهداف إسرائيلية، عسكرية واستيطانية، وفي حين تحتاج منظمة مسلحة إلى التمويل والتحضير المسبق للخروج لتنفيذ الهجوم، فإننّا اليوم بفعل التحريض الحاصل على شبكات التواصل لا يحتاج حامل السكين إلّا لمشاهدة بعض هذه المقاطع، وهي كفيلة بأنْ تُوفّر لديه الدافع اللازم لتنفيذ عمليته الفردية”، كما قال.
في السياق عينه، نبّه أحد الكُتّاب الرئيسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، بن درور يميني، المعروف بمواقفه اليمينيّة، حذّر في مقالٍ نشره اليوم الأربعاء نبّه من حالة من القلق لدى المحافل الإسرائيلية المختلفة من رفع الشعب الفلسطينيّ شعار “الأقصى في خطر”، في الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمة الإسرائيليّة على القدس المحتلة بكلّ ما فيها.
ورأى الكاتب أنّ الحديث عن أنّ “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية الاستفزازية التهويدية، التي جرى تنظميها الأحد الماضي في مدينة القدس المحتلة، هي أحاديث “سخيفة”.
ومن الناحية الأخرى، عبّر عن ارتياح إسرائيل من ردّة فعل معظم الدول العربية والإسلامية تجاه المسيرة التهويدية؛ لأنّه على حدّ تعبيره فإنّ “الوضع لم ينفجر”، “باستثناء بيانات شجب من الأردن، وكشفت النقاب عن غضبها من رفع شعار “الأقصى في خطر”، الذي “بموجبه يتآمر اليهود على هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل مكانه”، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّ (رأي اليوم) نشرت يوم الـ18 من الشهر الفائت، وثيقةً إسرائيليّةً جاء فيها أنّ حماس، سيطرت منذ عقدِ على وسائط التواصل وترجمتها لمكاسب سياسيّةٍ، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ رفع صورة حماس بالأقصى أكّد هزيمة إسرائيل العاجِزة وانتصار (حماس)، وأنّ هذا الأمر زاد التأييد العالميّ لفلسطين.
الباحث الإسرائيليّ، د. هارئيل حوريف، وهو باحثٌ كبيرٌ ورئيس قسم أبحاث وسائل التواصل الاجتماعيّ في مركز (موشيه دايّان) التابِع لجامعة تل أبيب، الذي أعّد الوثيقة، رأى أنّه “مع كلّ الأهمية للسنوار، فإنّ خطابه “خطاب الفؤوس”، كان بمثابة نقطةٍ في تيّارٍ واسعٍ ينخر بالصخر منذ عدّة سنواتٍ”،
ومضى قائلاً إنّه “بالإضافة لفهم أحسنٍ وأفضلٍ حول كيفية وآلية عمل الإعلام، فإنّ الواقِع يفرِض على المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة عدم التعامل فقط وبشكلٍ تقليديٍّ مع التأثير المُباشِر لحركة (حماس) على مجريات الأمور، إنّما يتحتّم على الكيان أنْ يرى الأمور من منظارٍ آخرٍ ومُوسّعٍ لفهم الإستراتيجيّة التي لجأت إليها (حماس) في وسائل التواصل الاجتماعيّ”، على حدّ تعبيره.
واختتم دراسته بالقول: “يتعيّن على المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة ألّا تأخذ بالحسبان فقط عمليات (حماس) المُباشِرة ضدّ إسرائيل، بل أيضًا التأثير الهائل الذي تمكّنت (حماس) من جنيه وتحقيقه عبر وسائط التواصل الاجتماعيّ على مختلف أنواعها”، على حدّ قوله.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2184593

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184593 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40