الأحد 12 كانون الأول (ديسمبر) 2021

وول ستريت جورنال: شعبية حماس في ارتفاع.. فهل ستقنع الناخب الفلسطيني بقدرتها على تنظيف الفساد والنفايات؟

الأحد 12 كانون الأول (ديسمبر) 2021

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده توماس فولو وفاطمة عبد الكريم، قالا فيه إن شعبية حركة حماس التي قاتلت إسرائيل، تعتمد على قدرتها في جمع وتنظيف نفايات الضفة الغربية.

وأشار الكاتبان إلى أن الانتخابات المحلية في الضفة الغربية ستكون بمثابة امتحان حول ثقة الناخبين بالمرشحين المرتبطين بالحركة في غزة، وقدرتها على تنظيف الفساد المزعوم في الضفة. وقالا إن الحرب الدموية التي استمرت 11 يوما بين حماس وإسرائيل أعطت الحركة دفعة من الدعم في الضفة الغربية.

وستعطي الانتخابات المحلية صورة إن كانت مشاعر الدعم مستمرة أم لا. وهذه أول مرة تنظم فيها السلطة الوطنية انتخابات للمجالس المحلية ورؤساء البلديات منذ خمسة أعوام في كل الأراضي الفلسطينية والتي تخللها الغضب على السلطة الوطنية. وتعلق الصحيفة أن الدعم لحركة حماس تزايد مع تزايد إحباط الفلسطينيين مع حركة فتح، الحزب الذي يدير السلطة، في مسائل تتعلق بالفساد والسلامة العامة وقربها من إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن خضر خليفة (49 عاما) من بلدة المزرعة، في تلال المنطقة الوسطى من الضفة: “نريد من يقوم بإصلاح الطرق وجمع النفايات ودعم تطوير المدن” مضيفا: “هم يتنافسون على أصواتنا وعلينا المطالبة بالمزيد”. وتعمل حماس التي تدير غزة وصنّفتها الولايات المتحدة وإسرائيل كحركة إرهابية، سراً في الضفة الغربية وتقاطع رسميا الانتخابات المحلية. لكن هناك عددا من المرشحين المشاركين بمباركة من حماس وينظر إليهم كمرشحين غير رسميين لها.

وتعلق الصحيفة أن الدعم الفلسطيني لحركة حماس تزايد أثناء حرب أيار/ مايو، حيث أطلق مقاتلو الحركة آلاف الصواريخ على إسرائيل ردا على التوتر المتزايد منذ بداية العام. وأثنى الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية على حركة حماس وقدرتها على الوقوف في وجه إسرائيل، مع أن العنف أدى لمقتل 13 إسرائيليا وأكثر من 250 فلسطينيا. وتم التوصل إلى هدنة هشة منذ ذلك الوقت.

وسجلت استطلاعات الرأي صعودا في شعبية حماس وتفوقها على فتح بحوالي 20 نقطة. وتعيش الحركتان منذ 2007 نزاعا، بعد رفض حماس اتفاق المشاركة بالسلطة وسيطرتها على الحكومة في غزة بالقوة، حيث طردت وقتلت أحيانا سياسيين من حركة فتح. وردت إسرائيل على زيادة شعبية حركة حماس بقلق واسع، واتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوات لتقوية السلطة الفلسطينية وإضعاف حماس. ومع ذلك، فالتعبير عن دعم حماس بات معلنا وبشكل متزايد. ففي الشهر الماضي، شارك آلاف المشيعين في جنازة قائد معروف بالحركة في مدينة جنين، حيث خرج عناصر بزي الحركة الكاملن ورفعوا البنادق ولوّحوا بأعلام حماس.

وقامت قوت الأمن الفلسطينية بالتدخل مباشرة وإجبار المشاركين على خفض علم حماس وعزلت قائد الأمن في جنين. وقالت الحركة إن المناسبة أظهرت شعبيتها في الضفة الغربية. وفي تحد للحكومة، لا تزال أعلام الحركة ترفرف على أعمدة الكهرباء في البلدات الصغيرة والقرى بالضفة الغربية، أو مرسومة على جدران البنايات.

وتشير الصحيفة إلى أن البعض يرى في دعم الحركة رفضا للسلطة الوطنية الفلسطينية التي أنشئت قبل 3 عقود تقريبا كهيئة حكم انتقالية وعادة ما توصف بالتسلط. ولم تعقد الانتخابات الرئاسية منذ عام 2005، أما الانتخابات المحلية، فقد عُقدت آخر مرة عام 2017.

وتكشف استطلاعات الرأي أن نسبة 80% من الفلسطينيين ترغب باستقالة الرئيس الثمانيني، محمود عباس. ويشتكي الفلسطينيون من عدم توفر الخدمات الأساسية مثل جمع النفايات وإصلاح الشوارع والأرصفة، وهناك تدهور في النظام القضائي وزيادة في عنف الشوارع.

ويدير عماد أبو الحيات محل حلاقة في جنين منذ عام 1971، بكراسٍ جلدية وحواف فضية استوردها من مصر. وقال إن الأمن أصبح رفاهية للأغنياء والمرتبطين جيدا بالسلطة، مما دعا عددا من سكان الضفة الغربية للنظر إلى غزة، حيث تتم معاقبة المجرمين وعلنا في بعض الأحيان. وأضاف: “رغم كل هذا والوضع الذي يعيشون فيه، فلديهم نظام وأمن. في غزة يُقتل القاتل، لكن القتل هنا يحدث يوميا وفي وضح النهار، ويتم حل الجريمة بفنجان قهوة”.

وتؤكد السلطة الفلسطينية أنها ملتزمة بالحريات المدنية وأن انتهاك الحقوق هي حوادث معزولة. وتحمّل سلطات الضفة الغربية إسرائيل مسؤولية المتاعب الاقتصادية، وتقول إن استمرار الوجود العسكري يعرقل عمل سلطات الأمن المحلي. وقررت السلطة الفلسطينية بداية العام الحالي تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد رفض إسرائيل السماح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة فيها.

ويقول النقاد إن السلطة الفلسطينية أجّلت الانتخابات خوفا من خسارتها أمام حماس. وتقول الحركة عن زيادة شعبيتها إنها نابعة من دعوتها للنظام وعدم خوفها من مواجهة إسرائيل. وغضب الفلسطينيون من قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بها عاصمة لإسرائيل، وكذا إغلاقه القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.

كما استفادت حماس من إمكانية طرد فلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية وعززت من خطابها الذي يقول إن إسرائيل تحاول طرد المسلمين من الأرض المقدسة. وقال خالد الحاج، عضو حماس: “يثق الناس بحماس لأنها تعد وتفي بالوعد”، ولاحظ الحاج ارتفاعا في شعبية الحركة منذ الإفراج عنه من السجن. وقال: “يريد الناس المقاومة ويقدرون أن حماس تقاوم وتقاتل من أجلهم”.

ومع زيادة العنف، يقول الكثيرون في الضفة وإسرائيل إنهم لم يشعروا أبدا بحس العجز كما هو اليوم، وهم محصورون بين السلطة وإسرائيل. ويقول عيساوي فريج، وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية: “تقف السلطة الوطنية على حافة الانهيار. ولا تسيطر على الأرض”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3797 / 2184527

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2184527 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40