الأحد 9 أيار (مايو) 2021

ملف: معركة العاصمة المحتلة....لن يمرّ المستوطنون

الأحد 9 أيار (مايو) 2021

هيئة الأسرى: الاحتلال اعتقل واستدعى عشرات المقدسيين

أشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت على مدار الأيام القليلة الماضية عشرات الاعتقالات بحق المقدسيين، خلال الهبة الجماهيرية التي تشهدها المدينة، رفضا لسياسات الاحتلال.

وقالت الهيئة إن سلطات الاحتلال، سلّمت مواطنين مقدسيين آخرين استدعاءات للمقابلة “في هجمة شرسة تنفذها أجهزة وقوات الاحتلال بأوامر من المستوى السياسي الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة وأهلها”.

وأوضحت الهيئة في بيان، أن الاعتقالات طالت عددا كبيرا من كوادر حركة فتح، من بينهم أمين سر الحركة في إقليم القدس شادي مطور، وأمين سر منطقة واد الجوز عرين الزعانين، وكل من: أشرف الأعور وعادل أبو زنيد وعاهد الرشق وأحمد العباسي وعباده نجيب وبركات الزعتري ومنصور محمود وفادي مطور وجهاد مرعي ومحمد عويسات ونور الشلبي وشادي خروف وغيرهم العشرات.

وأضافت أنه خلال عمليات الاعتقال تم الاعتداء على الغالبية العظمى من المعتقلين بالتنكيل والضرب العنيف، ما تسبب لهم بجروح وكسور ورضوض في مختلف أنحاء أجسادهم.

ولفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال “تشدد يوميا من إجراءاتها العنصرية” بمنع دخول الفلسطينيين إلى مدينة القدس، والاعتداءات المتواصلة على المصلين بإطلاق قنابل الغاز، والصوت، والرصاص المطاطي، ووضع الحواجز أمام المواطنين والمصلين والمارة.

- الأقصى يقهر الاحتلال.. 100 ألف أحيوا ليلة القدر والأنظار تتجه لـ”معركة الإثنين” ودعوات فلسطينية للنفير

تسود مدينة القدس المحتلة حالة من الهدوء الحذر، بعد مواجهات حامية انفجرت ليل الجمعة واستمرت حتى فجر الأحد، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد يوم الإثنين، الذي يصادف 28 رمضان، وهو الموعد الذي قرر فيه المستوطنون تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، احتفالا باليوم الذي أكملت فيه إسرائيل احتلال المدينة.
100 ألف ليلة القدر

ورغم إجراءات الاحتلال المشددة، وقمع المصلين المتعمد، إلا أن نحو 100 ألف مصل، من المقدسيين وسكان مناطق الـ48 وآخرين قدموا من عدة مناطق بالضفة الغربية، أقاموا ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى.

وقد استبقت قوات الاحتلال، وصول المصلين وأقامت العديد من الحواجز العسكرية على مداخل القدس المحتلة، ومنعت الكثير منهم من الوصول للأقصى، وتعمدت الاعتداء على من تمكنوا من الوصول لبواباته، في مسعى منها لحرمانهم من إقامة الليل.

وبسبب إجراءات الاحتلال العسكرية التي حولت القدس المحتلة إلى ما أشبه بثكنة عسكرية، من كثرة الجنود والحواجز، اندلعت مواجهات شعبية في عدة أماكن، حيث هاجمت قوات الاحتلال المقدسيين واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم، ما أدى إلى إصابة الكثيرين، في الأحياء القريبة من المسجد، كما أصيب مواطن، في اعتداء للمستوطنين على مواطنين في حي الشيخ جراح المهدد بالمصادرة، حيث يتواجد هناك سكان الحي والعديد من المتضامنين معهم، كما اندلعت مواجهات بين الشبان وشرطة الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين المتواجدين في محيط البيوت المهددة بالإخلاء.
مواجهات عنيفة

وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها قدمت الإسعافات لـ90 مواطنا أصيبوا بجروح خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال، ليل السبت، في محيط باب العامود وباب الساهرة وحي الشيخ جراح وباب الأسباط وحطة في القدس المحتلة، من بينهم أب وأطفاله الأربعة.

وأفاد الهلال في بيان صحافي، بأنه تم نقل 16 إصابة لمستشفى المقاصد، و14 أخرى للمستشفى الميداني التابع له، وكانت معظمها بالرصاص المطاطي، وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب، لافتة إلى أنه كان من بينها عدة إصابات بين الأطفال دون 18 عاما، منهم طفلة تبلغ من العمر عاما واحدا، لافتا إلى أن الاحتلال لم يسمح لسيارات الإسعاف من الدخول لمحيط باب العامود، رغم وجود عشرات الإصابات، وتم تسجيل إصابة لأحد المسعفين.

وفجر الأحد جددت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المواطنين، خلال خروجهم من المسجد، بعد أداء صلاتي القيام والفجر، حيث أصيب عشرة مصلين على الأقل. كما اعتدت قوات الاحتلال بعنف، على المواطنين المتواجدين في محيط حي الشيخ جراح، المهدد بالمصادرة، وقامت بالاعتداء على فتيات تواجدن في خيمة اعتصام لسكان الحي، وتخلل الاعتداء اعتقال خمسة مواطنين.

وكانت قوات الاحتلال، منعت مساء السبت، إدخال شاحنات تحمل وجبات إفطار للصائمين المعتكفين في المسجد الأقصى، وذكرت مصادر من المدينة أن قوات الاحتلال منعت شاحنات تابعة للأوقاف الإسلامية من الدخول للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط، ونوهت إلى أن هذه الوجبات تقدم من الأوقاف الإسلامية سنويا لمن يفطر في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، كما منع جيش الاحتلال، مساء السبت، وصول حافلات تقل فلسطينيين من مناطق الـ48، من التوجه إلى مدينة القدس المحتلة، للصلاة في المسجد في ليلة القدر.

إلى ذلك فقد اندلعت عدة مواجهات شعبية حامية في المناطق الفلسطينية، رفضا لما يجري في القدس، حيث أصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع في مخيم العروب، وقرية التوانة بمسافر يطا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، كما حاولت مجموعة من مستوطني مستوطنة “بيت هداسا” و”رمات يشاي” الاعتداء على المواطنين.

كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حاجز عسكري الجلمة شمال شرق جنين، فيما اعتدت قوات الاحتلال على مواطنين في قرية بدرس غرب رام الله، والذين شاركوا في مسيرة تضامنية مع سكان القدس، ونظمت أيضا في المدارس فعاليات مساندة للقدس، حمل خلالها الطلاب لافتات تندد بقمع الاحتلال للمصلين، وتندد بخطط الترحيل القسري التي تهدد سكان حي الشيخ جراح.

كذلك أصيب ثلاثة شبان، بنيران قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت شرق قطاع غزة، بعد مسيرات خرجت للتضامن مع المصلين في المسجد الأقصى وسكان حي الشيخ جراح.

وذكرت إحصائية محلية أن الأسبوع الماضي شهد اندلاع مواجهات مع الاحتلال في 78 نقطة بالضفة والقدس، تخللها عمليات إطلاق نار بطولية وإلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة، واستشهد خلالها 4 مواطنين، وقتل مستوطن بعملية “حاجز زعترة”، فيما أصيب 23 جنديا من الاحتلال و9 مستوطنين.

خطط عسكرية

وكانت قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية والجنود إلى مدينة القدس المحتلة، وإلى العديد من مناطق الضفة الغربية، خشية من تطورات ميدانية تحدث على الأرض، في ظل تنامي موجة الغضب الشعبي التي تشهدها المناطق الفلسطينية، رفضا للاحتلال، ومخططات الاستيطان، وخاصة تلك التي تنوي سلطات الاحتلال تنفيذها في حي الشيح جراح.

وفي محاولة لوضع الخطط العسكرية، الهادفة إلى الضغط على المقدسيين وسكان الضفة، وتسهيل عمليات الاقتحام، ومنع ردود الفعل الغاضبة، عقد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، اجتماعا مع كبار ضباطه على ضوء التصعيد الأخير في مدينة القدس المحتلة، وإمكانية انعكاسه على كل الجبهات، حيث تقرر الدفع بالمزيد من القوات القتالية إلى المناطق الحساسة، كما تقررت خطوات أخرى دون الإفصاح عنها، وقالت تقارير عبرية إن كوخافي دعا قادة الجيش للاستعداد لإمكانية حدوث تصعيد آخر على الأوضاع الأمنية.

تنديد عربي ودولي بأفعال إسرائيل المخالفة للقانون وقائد جيش الاحتلال يدعو للاستعداد للقادم

ورغم قرار الاحتلال منذ منتصف الأسبوع الماضي منع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، خشية من تصاعد موجة الغضب الفلسطيني، وبسبب ازدياد عدد المصلين في هذه الأوقات، حيث أيام العشر الأواخر، تستعد جماعات استيطانية متطرفة، لتنفيذ عمليات اقتحام واسعة لباحات المسجد ومناطق عدة بالقدس، منها البلدة القديمة، يوم 28 رمضان، الذي يصادف يوم احتلال القدس الشرقية، في إطار احتفالات كبيرة تريد إحياءها هذه الجماعات، وهو ما قوبل برد فعل فلسطيني غاضب، ودعوات للنفير العام وشد الرحال، لحماية المسجد من هذا الهجوم، وإنذارات من المقاومة بتوسيع دائرة الاشتباك.

وفي هذا السياق أشاد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، بصمود المرابطين في القدس والأقصى، وأضاف “نقول لهم بأن قائد أركان القسام محمد الضيف وعدكم ولن يخلف وعده”، في إشارة إلى تهديد الضيف السابق بالرد على تلك الاعتداءات، بعد أن وجه تحذيرا أخيرا للاحتلال والمستوطنين.

يشار إلى أن الرئيس محمود عباس قال في كلمة وجهها للشباب الفلسطيني “إن بطش وإرهاب المستوطنين لن يزيدنا إلا تمسكا بحقوقنا المشروعة”، محملا حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الكاملة لـ”وقف العدوان على أهلنا وشعبنا ومقدساتنا”.
دعوات لتوسيع المواجهات

وفي السياق، دعت حركة فتح الجميع في الأيام والساعات القادمة إلى رفع وتيرة المواجهة في الأراضي الفلسطينية ونقاط الاحتكاك وطرقات المستوطنين، كما حذرت حركة فتح “حكومة اليمين العنصري” في إسرائيل من مغبة التمادي في البطش والعدوان، وقال المتحدث باسمها حسين حمايل، إن الاعتقالات التي طالت قادة وكوادر الحركة في القدس “لن تزيدنا إلا تمسكا بالقدس والدفاع عنها، والتصدي لمخططات الاحتلال بتصفية وجودنا في هذه المدينة المقدسة”.

من جهتها دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، الفلسطينيين لـ”الانخراط الكامل” في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان في القدس والضفة وغزة ومناطق 48، وطالبت، في بيان لها، الفلسطينيين في الشتات إلى التظاهر أمام السفارات والمؤسسات الدولية، كما دعت أهالي غزة والشباب الثائر إلى الانطلاق في فعاليات تضامنية وكل أشكال المقاومة الشعبية، وأكدت أن يوم 28 رمضان هو “يوم للمواجهة والاشتباك على كافة نقاط التماس والحواجز والمستوطنات”، ودعت لتحويل هذا اليوم إلى “يوم معركة حقيقية”، ودعت للبدء الفوري بإطلاق القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية بمشاركة الجميع، من أجل أن تقود الهبة الشعبية والجماهيرية في مواجهة الاحتلال والاستيطان.

وكان المصلون في المسجد الأقصى عادوا منتصرين فجر السبت، بعد ليلة شهدت مواجهات شعبية حامية الوطيس مع الاحتلال، التي اعتقلت منهم خلالها العشرات وأصابت أكثر من 200 آخرين، حين اقتحمت المسجد، واعتدت عليهم بالضرب، بهدف طردهم منه، وما تخلل العملية وقتها من اقتحام مصلى باب الرحمة، وتدمير ما فيه من مقتنيات، وبسبب الإصابات الكثيرة اضطرت طواقم الهلال الأحمر لإقامة نقاط طبية ميدانية لتقديم العلاج لهم.

وفي سياق الهجمات الاستيطانية، هاجمت مجموعة من المستوطنين، مساء السبت، بالرصاص الحي واعتدت على الأهالي والمزارعين ورعاة الماشية بمسافر يطا جنوب الخليل، وقال منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، إن مستوطنين هاجموا بحماية جنود الاحتلال، منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي صوب الأهالي في قرية التوانة واعتدوا عليهم وعلى المزارعين ورعاة الماشية، وعلى متضامن أجنبي بالضرب، في خربتي الطوبا ومغاير العبيد أثناء رعيهم ماشيتهم وحصادهم محاصيلهم.

كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المزارعين في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية من حصاد محاصيلهم الزراعية، وقامت باحتجازهم لساعات.
تنديد دولي

يشار إلى أن حوادث الاعتداء الأخيرة على المسجد الأقصى، لاقت تنديدا دوليا وعربيا واسعا، حيث حملت الكثير من الدول والمنظمات الدولية إسرائيل المسؤولية عما يجري، وأعرب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقه البالغ من تصاعد التوترات والعنف في القدس ومحيطها، في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وأحياء فلسطينية بالمدينة.

وقال الاتحاد الأوروبي، إن “الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد”، واصفا ما يجري هناك من خطط الاحتلال لطرد سكان الحي بأنها “أعمال غير قانونية”، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض.

كذلك دعت اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، إسرائيل إلى “ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي من شأنها تصعيد الموقف في مدينة القدس” المحتلة.

- هبّة القدس الشعبية.. بواعثها واحتمالات ديمومتها واتّساعها بعد رمضان

تتواصل هبة القدس وتتصاعد المواجهة مع قوات الاحتلال التي أدت لإصابة أكثر من 200 فلسطيني معظمهم بالرصاص المطاطي مقابل إصابة 20 شرطيا إسرائيليا وسط مخاوف إسرائيلية من المزيد من التصعيد.

وتأتي هذه المخاوف في ظل مؤثرات متنوعة منها التخطيط لتنظيم مسيرة استيطانية استفزازية ضمن ما يعرف بـ”مسيرة القدس” السنوية الإثنين وفيه من المتوقع صدور حكم المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن البيوت المهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح.

ومما يزيد خطورة الانفجار الكبير في القدس رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مواصلة اللعب بالنار بدوافع سياسية حزبية وشخصية محاولا دق الأسافين بين مكونات المعسكر المناهض له وإفشال مهمته بتشكيل حكومة بديلة وبالتالي الذهاب لانتخابات خامسة علها تنتهي بنتيجة تبقيه في سدة الحكم.

وتحوم شكوك كثيرة حول تورط نتنياهو بالخلط بين الحسابات والاعتبارات الشخصية والعامة منذ أن بادرت شرطة الاحتلال بشكل غير مفهوم لمنع الشباب المقدسيين في مطلع رمضان من الجلوس مقابل باب العمود بخلاف السنوات الماضية قبل أن يجبرها الفلسطينيون على التراجع عن موقفها.

وزادت هذه الشكوك الإسرائيلية أيضا بنتنياهو وحساباته غير المعلنة مع إقدام عضو الكنيست من حزب “الصهيونية الدينية” المستوطن المتطرف ايتمار بن غفير على بناء مقر برلماني له في قلب حي الشيخ جراح، واضعا إصبعه في عيون أهاليه المقدسيين. وقتها قال مكتب نتنياهو رسميا وفق تسريبات صحافية إن نتنياهو طلب من بن غفير الخروج فورا من الشيخ جراح بسبب وجود إنذارات بأن حركة حماس تنوي الثأر بإطلاق صواريخ من غزة نحو القدس.

غير أن بن غفير لم يكن ليدخل الشيخ جراح دون ضوء أخضر من نتنياهو خاصة أن علاقة متينة مباشرة تربطهما ولا يمكن قراءة التصعيد الإسرائيلي في القدس بمعزل عن تجاذبات الساحة السياسية داخل دولة الاحتلال.

بعدما فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة وانتقال التكليف بتأليفها للمعارضة يتضح أن هناك حالة تعادل شبه كاملة فقد انخفض عدد نواب المعسكر المناهض لنتنياهو اليوم إلى 57 نائبا فقط عقب إعلان أحد نواب حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت عن عدم دعمه حكومة بديلة تعتمد على دعم غير مباشر من قبل نواب عرب.

يشار إلى أن حكومة يتناوب على رئاستها نفتالي بينيت ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد لن تقوم في المرحلة الحالية سوى بدعم نواب عرب وعلى ما يبدو ستكون هذه القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس (4 نواب) أما المشتركة (6) فتميل بمعظم مكوناتها لعدم القيام بأي نوع تعاون معها حتى ولو من خلال الامتناع المتفق عليه مسبقا عن التصويت على خلفية ما تشهده القدس. وهذا يعني أن الحكومة البديلة مرشحة لأن تقوم بأغلبية صوت واحد فقط ولذا يسعى نتنياهو من خلال إشعال حرائق محاولا خلق صراعات ونقاشات جديدة داخل الأحزاب وبينها على أمل أن يتراجع نائب واحد على الأقل عن دعم حكومة جديدة مما يشق الطريق لانتخابات خامسة باتت هي عجل النجاة الوحيد بالنسبة له.

ويرى المحلل العسكري طال ليف رام أن شرطة الاحتلال قد حضرت للقدس جاهزة لكن الحكومة اختفت، معتبرا أن التصعيد في المدينة يعكس عجز الحكومة الانتقالية التي لا تدرك أن المواجهات تنتقل لسائر الضفة الغربية وغزة. وينوه في تحليله إلى أن مركز المواجهة انتقل هذه المرة للحرم القدسي الشريف، معتبرا ذلك درجة جديدة فيها تنذر لتصعيد خطير سريع. ويتابع “في مثل هذه الحالة من الضروري حشد قوات كثيرة لمواجهة أعداد من كبيرة جدا من مثيري الشغب ولكن في المقابل يجب عدم فقدان السيطرة والحفاظ على ضبط للنفس في حالة يمكن أن تنزلق بسهولة لحدث أخطر بكثير”.

ويقول رام إن شرطة الاحتلال تستحق التقدير على عملها المهني الذي يجمع “الرد القوي مع رباطة الجأش” في القدس مدركة مهمتها في إبعاد التصعيد الأمني بعيدا عن القدس.
تصعيد برعاية نتنياهو

من جهته انتقد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، قيام شرطة الاحتلال هذه باعتراض حافلات أقلت آلافا من فلسطينيي الداخل وحرمتهم من حق ممارسة شعائر دينية، معتبرا أن مشاهد اقتحام أفراد الشرطة للحرم القدسي والدوس بأقدامهم على سجاد الصلاة وإلقاء القنابل الصوتية داخل الأقصى سيكون لها تأثير أسوأ على صورة الوضع، محذرا من احتمالات نشوب موجة عنف أشد، داخل أراضي 48 أيضا لا في القدس وكل الضفة الغربية فحسب.

وسط مخاوف إسرائيلية من “برميل بارود” في الحرم القدسي الشريف

ويوضح هرئيل أن المشاكل في حي الشيخ جراح لا تنتهي عند النائب إيتمار بن غفير أو بعنصريين آخرين يرعاهم نتنياهو، خلال محاولاته اليائسة للتمسك بالحكم. في معرض اتهامه لنتنياهو وحكومته بإشعال حريقة لخدمة مصلحته الشخصية يضيف هارئيل: “عقب الخطوة الغبية بوضع الحواجز عند باب العمود، في البداية جاء التراجع وإخلاء هذه الحواجز. وليس واضحا بعد إذا كان أداء الشرطة في هذه الأيام نتيجة إملاءات سياسية مباشرة أم مبادرة مستقلة من جانب قيادتها، لكن يبدو أن شيئا ما أساسيا جدا تشوش في رجاحة رأي المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي وضباطه”.
مسيرة “يوم القدس”

وضمن تسليطه الضوء على تأثير التجاذبات السياسية الداخلية في إسرائيل يكشف هارئيل أن جهاز الأمن العام (الشاباك) يبحث عن طريقة لتقصير مسار “مسيرة الأعلام” منوها أن الأوضاع السياسية، التي يتعين فيها على نتنياهو ونفتالي بينيت أن يظهرا من الأكثر وطنية من منافسه، لا تساعد في تسهيل الأمور.

وتابع محذرا “إذا سقط قتلى يهود وعرب خلال الأيام المقبلة، فسيضع ذلك صعوبة أمام أحزاب اليمين في كتلة التغيير للاستعانة بأحزاب عربية من أجل تشكيل ائتلاف. وإلى جانب ذلك، قد تجد القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس نفسها بحالة قاسية وعاجزة عن دعم لحكومة إسرائيلية بديلة يرأسها نفتالي بينيت الذي يحاول القيام بمزاودة مضادة على نتنياهو خاصة إذا استمر الصراع في القدس باكتساب طابع ديني. وفيما يدعو هارئيل نتنياهو لإبداء مسؤولية كبيرة وتغليب العام على الخاص فإنه يحذر من احتمال اقتران نهاية حكمه بالكثير من الدم والنار ضمن الصراع مع الفلسطينيين.
حالة غليان

كما يرى المحلل البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” نحوم بنياع أيضا أن قرارات شرطة الاحتلال بوضع حواجز في باب العمود، اقتحام المسجد الأقصى، واعتراض الحافلات التي نقلت المصلين إلى القدس “كانت خاطئة” مستدلا على عدم وقوع قتلى علامة نجاح ومهنية للشرطة. لكن برنياع بخلاف رام يستبعد سفك دماء لأن نتنياهو ورغم لعبه بالأوراق وخلطها حذر وسبق أن تعلم على جلده خطورة ذلك بعد “أحداث النفق” في القدس التي قتل فيها 17 جنديا إسرائيليا و100 فلسطيني في بداية ولايته الأولى عام 1996.

أما المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور فيتهم حركة حماس بالسعي لخلق حالة غليان داخل القدس والضفة من أجل ترسيخ تأثيرها عليها بعد إلغاء الانتخابات التشريعية وبناء معادلة قوة جديدة مقابل إسرائيل، منوها لعودة البالونات الحارقة كدليل على تهمته هذه.

وحذر ليمور من وضع خطير قابل للمزيد من الانفجار لحد فقدان السيطرة في أي لحظة ويتوقع المزيد من المواجهات التي تؤثر عليها لحد بعيد مدى قوة رد الفعل الإسرائيلي عليها. ورغم قوله إن الأوامر الصادرة إلى قوات الأمن السبت هي باحتواء الأحداث قدر المستطاع ومنع سقوط قتلى يلمح ليمور لوجود اعتبارات غريبة لدى قادة حكومة الاحتلال الراهنة بالقول: “الواقع الآخذ بالتطور في المناطق المحتلة واحتمال تصاعده، تأتي في وضع سياسي إسرائيلي حساس مما يتطلب من صناع القرار والقيادة الأمنية الميدانية التحلي بأعصاب حديدية، والامتناع عن تصريحات وأعمال استفزازية”.

وبذلك يتطابق ليمور مع تصريحات الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد رئيس الجناح السياسي – الأمني في وزارة الأمن سابقا والذي قال لإذاعة جيش الاحتلال في معرض انتقاداته واتهاماته أيضا لنتنياهو بخلط الأوراق “أشعر بنقص الحكمة في معالجة الحكومة الإسرائيلية للأزمة الحالية”. وتبعه موشيه كرادي المفتش السابق لشرطة الاحتلال الذي دعا في تصريح للإذاعة العبرية العامة حكومة نتنياهو للتصرف بحكمة وإن كان هو الآخر يوجه إصبع الاتهام للرئيس محمود عباس وحركة حماس بمحاولة استغلال الوضع المتفجر في القدس لاعتبارات وحسابات فلسطينية داخلية. ولذا أعرب عن تأييده لفكرة تغيير مسار مسيرة “يوم القدس” وتقليص عدد المشاركين فيها بسبب التوتر الشديد السائد في المدينة.
تحذيرات أمنية

على مستوى المهني التنفيذي قالت صحيفة “هآرتس” إن المؤسسة الأمنية تحذر من مغبة تنظيم “مسيرة الأعلام” فيما يعرف بـ”يوم القدس” الإثنين وتخشى من إشعال نار أكبر. وحسب “هآرتس” ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بضرورة تغيير توقيت ومسار المسيرة وتقليص عدد المشاركين فيها منعا من الاحتكاك مع الفلسطينيين محذرة من أن دخول اليهود للحرم القدسي الاثنين من شأنه لتصعيد التوتر في الضفة والقطاع أيضا.

وما زالت شرطة الاحتلال غير مكترثة بهذه التحذيرات وقال عدد من الناطقين بلسانها الأحد إن مسيرة يوم القدس التي تأتي للاحتفال بتوحيد شطري القدس ستتم دون تغيير. ولذا فإن جيش الاحتلال رفع الأحد درجة جاهزيته بدفع المزيد من القوات للقدس والضفة الغربية وفي محيط القطاع خوفا من انفجار جديد ومن إطلاق صواريخ من غزة كما كشفت الإذاعة العبرية العامة ظهر الأحد.

وتزداد حساسية هذا الاستفزاز بأن “مسيرة” يوم القدس تؤدي لإغلاق شوارع كثيرة في الشطر الشرقي من القدس واضطرار التجار المقدسيين إغلاق محالهم عشية عيد الفطر وبالتزامن مع الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية. على خلفية كل ذلك يعرب عدد من مديري المدارس اليهودية في القدس المحتلة عن معارضتهم لمرور “مسيرة يوم القدس” من البلدة القديمة معتبرين ذلك استفزازا خطيرا ولذا فهم يعارضون في مذكرة مشتركة لبلدية الاحتلال مشاركة تلاميذ مدارسهم فيها وفق ما أكده موقع “والا” العبري.
مشعل الحرائق

كما حذر النائب أحمد الطيبي في مقال بالعبرية من مشعلي النار ومن الحرائق مؤكدا أن فقدان الحكم لا يبرر إحراق القدس وذلك في اتهام موجه لنتنياهو بعد فشله في تشكيل حكومة.

وحذر من ذلك أيضا رئيس لجنة المتابعة العليا في أراضي 48 محمد بركة الذي قال في حديث لإذاعة جيش الاحتلال إن اعتراض الشرطة الإسرائيلية الحافلات القادمة من الداخل نحو القدس تنم عن رغبتها ترهيب الشعب الفلسطيني وإنتاج صورة بالقمع لردعه من الوصول للحرم القدسي عشية ليلة القدر وبعدها.

ويواصل عشرات آلاف الفلسطينيين من أراضي 48 كما في كل رمضان الرباط في رحاب القدس والحرم القدسي الشريف وشاركت أوساط شبابية منهم في الاحتجاجات والمواجهات في عدة مواقع منها وأصيب العشرات منهم بعضهم ما زال يمكث للعلاج في المستشفيات جراء الرصاص المطاطي.
دور فلسطينيي الداخل بين الواقع وبين الرومانسية

وتأتي مشاركة فلسطينيي الداخل بمثل هذه الفعاليات والاحتجاجات بالأساس على خلفية كون الأقصى رمزا دينيا مقدسا وصرحا وطنيا تاريخيا جامعا يوحد كل الفلسطينيين. وسبق أن صعد فلسطينيو الداخل من دورهم ونشاطهم مع بقية شعبهم بحكم تأثير القدس والأقصى بالذات كما حصل يوم اقتحم أرئيل شارون للحرم عام 2000 مما تسبب باندلاع انتفاضة استمرت سنوات شاركوا فيها من خلال ما يعرف بهبة القدس والأقصى واستشهد 13 منهم وأصيب واعتقل مئات آخرون منهم. ويبقى السؤال الأهم ما يرتبط بمصير هذه الهبة الشعبية العفوية والسلمية في القدس والتي تشارك أطراف كيرة في محاولة استغلالها مثلما أن هناك أسئلة مهمة أخرى منها هل تنجو الانتفاضة الشعبية من العسكرة وهل تشكّل مشاركة فلسطينيي الداخل في التكافل مع القدس والرباط في الحرم مؤشرا قاطعا على رغبتهم بالانتقال لدور عملي فعال في مقاومة الاحتلال؟

تأتي هذه الهبة في القدس نتيجة عوامل محلية متراكمة تنبع كافتها من جرائم احتلالية حولت حياة المقدسين لكابوس ودفعتهم للعيش داخل “طنجرة ضغط” في ظل التفتيشات والاستفزازات اليومية وهدم المنازل والتهويد والحصار الاقتصادي والترحيل الصامت ولذا هناك من يرى أن هبة القدس الحالية هي فصل جديد من هبة أوسع بدأت عام 2015 كما يؤكد الباحثان المقدسيان سليمان أبو دية وزياد الحموري لـ”القدس العربي”.

ولا شك أن نصرة هذه الهبة الشعبية من قبل أوساط فلسطينية على طرفي الخط الأخضر تعبّر عن مركزية القدس والعامل الديني في الصراع التاريخي مع الاحتلال وعن حالة غضب وإحباط من حالة العجز الفلسطيني الرسمي والغياب العربي والإسلامي والدولي حيال استمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وبما يتعلق بفلسطينيي الداخل تعبر هذه الهبة أيضا بالإضافة للموقع الخاص للقدس في وجدانهم في رمضان بالذات عن غضب على استمرار محاولة تهميشهم ونزع الشرعية عن مواطنتهم رغم استعداد بعض فعالياتهم السياسية خاصة القائمة العربية الموحدة المشاركة في اللعبة الإسرائيلية وتبنّي قوانينها ومصطلحاتها وتسمياتها ليجدوا أنفسهم مع ذلك في وضع ينطبق عليهم قول “رضينا بالبين والبين لم يرض فينا”.
بين الواقع والرومانسي

على خلفية ألسن اللهب المرتفعة في القدس يغالي بعض المراقبين والمحللين الفلسطينيين في توصيف دور فلسطينيي الداخل والمقدسيين واعتبارهم مركزا جديدا بديلا للنضال الفلسطيني ولحركة التحرر. رغم المشاركة في الهبة تشهد السياسة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل أزمة حقيقية في ظل تراجع دور الأحزاب وتفضيلها المسار البرلماني على العمل الاحتجاجي الميداني وعلى خلفية الاحتراب بين قادتها ناهيك عن عوامل أخرى ترتبط بالواقع الفلسطيني العام والحالة العربية والعالم. ولذا يحق من يحذر من تحميل هذه الهبة المقدسية المسنودة من فلسطينيي الداخل أكثر مما تحمل داعين للبحث عن سبل لتوسيعها وتعزيزها وترشيدها.

ويعتقد الكاتب السياسي منسق “ملتقى فلسطين” ماجد كيالي أن فكرة وضرورة مشاركة وإشراك فلسطينيي الداخل في صلب العملية الوطنية والإطار الوطني الجامع قد جرى ترجمتها فعلا في هبة القدس الراهنة.

ويضيف “أكد فلسطينيو الداخل وحدة شعبنا وقضيته وأرضه وروايته التاريخية بمشاركتهم في هبة القدس المجيدة. هذا يؤكد مجددا أهمية تمثيلهم في الكيان الوطني الجامع لشعب فلسطين ويرد كل الدعوات لغير ذلك. المقاومة الشعبية طريقنا لتوحيد شعبنا ومواصلة كفاحه لاستعادة حقوقه في وطنه فلسطين”.

في المقابل يرى المحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا في الداخل بروفيسور أسعد غانم أن التغيير الحقيقي في الساحة الفلسطينية العامة يحتاج لتغيير داخلي جوهري ولفكرة جديدة تحتل الفراغ القائم من الناحيتين الفكرية والتنظيمية. ويدعو غانم لمناقشة دور الفلسطينيين في الداخل منهم منصور عباس وأيمن عودة وغيرهما كثر من الذين يقودون خطا سياسيا واهما.

وينوه غانم إلى أن الوضع مركب جدا مشكّكا بجدوى إعادة التعامل مع فلسطينيي الداخل للخطاب الرومانسي في تغيير الموقف الراهن. وتابع “أي تغيير يجب أن يأتي من عموم الفلسطينيين ولابد من وقف تقسيم الفلسطينيين حسب الموقع، مرة اللاجئون ومرة الضفة وغزة ومرة الـ48 ومن النظر لنضال فلسطين متكامل”.

- جنود الاحتلال يعتدون بوحشية على شابة فلسطينية في القدس.. وتتحداهم

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لفتاة فلسطينية في القدس، أثناء الاعتداء عليها بوحشية من قبل قوات الاحتلال ثم اعتقالها.

ويظهر الفيديو عنصرا من شرطة الاحتلال وهو يعتدي على الشابة الفلسطينية مريم العفيفي، أثناء المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والشرطة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

ويقوم الشرطي الإسرائيلي بضرب مريم بعنف وجرها من شعرها بينما هي تصرخ مستنجدة، قبل أن يقوم لاحقا بتقييدها.

وتقول مريم إن عناصر الشرطة الإسرائيلية اعتدوا عليها بالضرب، قبل أن يقوم أحدهم بالتقاط صورة “سيلفي” غير قانونية معها وهي مقيدة.

- الشيخ جراح.. حي مقدسي تاريخي على اسم طبيب صلاح الدين الأيوبي

الشيخ جراح، إحدى الأحياء التاريخية في القدس المبنية خارج أسوارها العثمانية، لا يعرف الراحة ويجد نفسه اليوم مجددا أمام حلقة قديمة جديدة في وجه غول التهويد والتهجير من قبل جهات يهودية واستيطانية تزور التاريخ للسطو على الجغرافيا. والتهديد الحالي المتمثل بقرار بإخلاء عدة عائلة فلسطينية من منازلها في شارع عثمان داخل “الشيخ جراح” بدايته تعود لسنوات كثيرة سابقة.

منذ مطلع شهر أيار/مايو الجاري، تواجه أربع عائلات فلسطينية، أو 30 شخصاً، خطر الطرد من منازلهم في حي الشيخ جراح بعد أن رفضت محكمة إسرائيلية، في منتصف شباط/فبراير الفائت، الالتماسات التي قدمتها ضد قرارات إجلائها من الحي ولاحقا دعت الطرفين لـ ” تسوية “. كما من المتوقع أن تعاني ثلاث عائلات أخرى من المصير نفسه في مطلع شهر آب/أغسطس القادم، بعد أن رفضت محكمة إسرائيلية كذلك استئنافاً تقدمت به هذه العائلات ضد قرار إخلاء منازلها في الحي لصالح المستوطنين. وتمثّل عمليات الطرد هذه وما يتلوها من إحلال المستوطنين اليهود في الممتلكات المسروقة من الفلسطينيين جزءاً من الخطة التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز الأغلبية اليهودية في المدينة.

يسكن حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشرقية المحتلة لاجئون فلسطينيون طردتهم المليشيات الصهيونية من بلداتهم خلال نكبة 1948. وكانت الحكومة الأردنية قد توصلت في سنة 1956 إلى اتفاق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ، قضى بتوطين 28 عائلة فلسطينية من هؤلاء اللاجئين في القدس وتزويدها بالمساكن، التي بنتها الحكومة الأردنية، على أن يتم نقل ملكية العقارات تلقائياً إلى أسمائهم بعد موافقتهم على التخلي عن صفة لاجئين، بحيث أصبح السكان، في سنة 1959، أصحاب عقاراتهم. ونمت هذه العائلات الـ 28 منذ ذلك الحين لتصل إلى حوالي 72 عائلة ونحو 550 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال.
حرب 1967

بيد أنه بعد حرب 1967 فوجئ سكان الشيخ جراح في سنة 1972 بحصول منظمات استيطانية يهودية على ملكية أرض في منطقة كرم الجاعوني في الشيخ جراح، وطالبت بإخلاء أربع عائلات فلسطينية تقطن فيها. وكان قانون ” أملاك الغائبين ” الصادر سنة 1950 قد مكّن حكومة الاحتلال من مصادرة ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين “الغائبين”، رغم منعهم من العودة، كما سمح قانون صدر سنة 1970 وحمل اسم ” قانون الشؤون القانونية والإدارية”، للمستوطنين اليهود بالاستيلاء على أملاك فلسطينية في القدس الشرقية إذا تمكنوا من “إثبات” أن عائلاتهم كانت تعيش في هذه المدينة قبل حرب سنة 1948، وهو أمر لم يكن صعباً عليهم. وفي سنة 2001، جرت أول محاولة للاستيلاء على منازل فلسطينية في كرم الجاعوني، عندما اقتحم نشطاء من اليمين اليهودي المتطرف منزلًا ورفضوا مغادرته. ثم صدر في 2008، حكم من إحدى المحاكم الإسرائيلية قضى بأن جزءاً من حي الشيخ جراح “كان مملوكاً لليهود الشرقيين الذين استقروا هناك خلال العهد العثماني”، في وقت سعى فيه عدد من المستثمرين الإسرائيليين والأميركيين، المدافعين عن “القدس اليهودية”، إلى شراء ممتلكات فلسطينية في الحي. وفي شباط/فبراير 2010، صادق مجلس بلدية القدس على مشروع لبناء 16 وحدة سكنية للمستوطنين الإسرائيليين في الشيخ جراح.
تجارب معاناة الفلسطينيين

تمثل تجربة نبيل الكرد الشخصية مع الاحتلال الإسرائيلي خير مثال على معاناة الفلسطينيين على أيدي المستوطنين. فهذا الفلسطيني السبعيني، الذي يعاني من خطر الطرد من الحي، بنى في سنة 2001 منزلًا مجاوراً للمنزل الذي كان يمتلكه بالفعل، قبل أن تصادر سلطات الاحتلال المفاتيح وتمنعه من الانتقال إليه.

وفي سنة 2009، وصل مستوطنون مسلحون واحتلوا المنزل، فنصب خيمة عند مدخل المنزل صار يتردد عليها نشطاء فلسطينيون وأوروبيون ويهود للتعبير عن دعمهم له. لكن المستوطنين قاموا بمضايقتهم، ورشّوهم باللبن الزبادي، ورشقوا عليهم الفاكهة والخضار المتعفنة والقمامة. وبعد خمس سنوات أضرم المستوطنون النار في الخيمة، ولم تتوقف المضايقات ضد الأسرة حتى بعد أن أنهت اعتصامها.

ويروي نبيل بعض معاناته “كان المستوطنون يجردون أنفسهم من ملابسهم ويقفون عند النوافذ المطلة على منزلنا؛ فكان عليّ تعليق قطعة من القماش لحماية زوجتي وبناتي” . ويؤكد الرجل أن المستوطنين ليس لديهم أي دليل على امتلاكهم هذه الأرض ويسعون لإخراج الفلسطينيين منها تماشياً مع سياسة التهويد الإسرائيلية في القدس الشرقية. ويقول إن سكان الحي لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم ما لم يلجأوا إلى القانون، لكن هذا المسار محفوف بالعقبات بعد أن “أظهر نظام العدالة الإسرائيلي بشكل متكرر تحيزه لصالح المستوطنين”. وكانت قريبة له تدعى فوزية الكرد، المعروفة باسم أم كامل الكرد، قد طردت قسراً من كرم الجاعوني في سنة 2008، فصارت تزور الحي ثلاث مرات في الأسبوع وتمشي أمام منزلها، الذي يسكنه المستوطنون حالياً، لإظهار صمودها وتأكيد رفضها للتخلي عنه.

وعن ذلك تضيف: “عشت في هذا المنزل أربعين سنة. كانت السنوات الخمس الماضية هي الأصعب حيث استولى الإسرائيليون على نصف منزلي بالقوة قبل أن يرموني في الشوارع مع زوجي المريض ورغم ذلك لم أستسلم وعشت في خيمة بجوار منزلي لمدة عام كامل”.
الأمم المتحدة

وفي كانون الثاني/يناير 2021، اعتبر مايكل لينك، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967، أن أوامر الطرد التي تصدرها المحاكم الإسرائيلية ترقى، عندما تنفذ، إلى مستوى انتهاك إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، “لحظر التهجير القسري للسكان المحميين بموجب المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة”.

وتستذكر مؤسسة الدراسات الفلسطينية بهذا المضمار الأممي أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة، بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، لضمان احترام إسرائيل الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القدس الشرقية. أما منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية فهي ترى أن المحاكم التي تصدر أوامر الطرد هذه ليست “سوى الأداة التي يستخدمها المستوطنون، وبدعم وثيق من سلطات الدولة، لارتكاب جريمة تهجير مجتمع بأكمله واستبداله بمستعمرة واحدة”، مضيفة أنه “لا توجد مشكلة لدى الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين في ترحيل آلاف الفلسطينيين باسم ” قانون العودة” بينما يؤكدون بشكل قاطع أن آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون على أراض مملوكة للفلسطينيين قبل عام 1948 لا يمكن ترحيلهم؛ لم يكن هناك مثل هذا الترحيل من القدس منذ طرد حي المغاربة لتوسيع ساحة الحائط الغربي في عام 1967 “.

ووفقًا لتقارير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد زادت في الآونة الأخيرة طلبات الإخلاء القسري من منظمات المستوطنين، إذ إن هناك في الوقت الحالي نحو 877 شخصاً من بينهم 391 طفلاً، معرضون لخطر الإخلاء القسري نتيجة هذه المطالب، وأن عمليات الإخلاء القسري في القدس الشرقية تطال مئات العائلات الفلسطينية، بما في ذلك في البلدة القديمة وأحياء الشيخ جراح وسلوان. وتؤكد هيئة الأمم المتحدة أن ما يدور من أحداث في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، وتعرض أسر فلسطينية لخطر الطرد، “هو غير قانوني بموجب القانون الدولي” ولكن حتى الآن لا تتعرض إسرائيل لضغوط دولية فعالة وهي ما زالت لا تحترم مثل هذه القرارات الأممية.
وثائق مزورة

يشار الى أن جمعية يهودية استيطانية،” نحلات شيمعون”، قد استصدرت أحكام قضائية إسرائيلية بملكية قسيمة الأرض هذه بدعوى أن يهودا قد ابتاعوها قبل 130 عاما. وهذا ما ينفوه الأهالي ويؤكدون أن الوثائق الموقعة من قبل المحكمة الشرعية حول الأرض مزورة. بعد هدم بلدية الاحتلال لفندق شيفرد في 2008 بهدف بناء حي يهودي واجه الحي المقدسي العريق مخططا إسرائيليا متصاعدا لمصادرة قطع أرض جديدة من بينها قطعة أعدت لتكون موقفا للمراكب لصالح مقام يهودي مزعوم. واتضح في حينه من خرائط هندسية قدمتها بلدية الاحتلال و” المركز القطري لتطوير الأماكن المقدسة” للجنة التنظيم والبناء المحلية أن هناك خطة لمصادرة نحو خمسة دونمات خاصة في الشيخ جراح.
الصّديق المزعوم

ولهذا الغرض اعتمدت قانون” الصالح العام” وبذريعة بناء موقف سيارات عام للمتدينين اليهود الذين يزورون مقاما مزعوما مجاورا يعرف بـ ” شيمعون الصديق” ولا يجدون أين يركنون مراكبهم. وادعى مدير المركز المذكور المستوطن نوري حنانيا في تصريح لصحيفة ” معاريف” العبرية أن الأرض المعدة للتطوير وبناء الموقف يهودية وتتبع ملكيته له وهذا ما ينفيه مالك الأرض واللجنة الشعبية لحماية الشيخ جراح جملة وتفصيلا. وأوضح مالك الأرض كمال عبيدات(40)أن موظفي البلدية قاموا في بداية الاعتداءات بـ تعليق بيانات رسمية على شاحنته في الأرض تنذره بضرورة إخلاء المكان كونه “مكانا عاما”.
مقام إسلامي

وتوضح عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن الشيخ جراح أمل القاسم لـ “القدس العربي” أن مقام شيمعون الصديق المزعوم هو مقام إسلامي يعرف باسم الولي المدفون فيه منذ 400 سنة سعد الدين حجازي لافتا لحيازة اللجنة خريطة عثمانية تؤكد ذلك. وأشارت الى أن المقام اليهودي المزعوم عبارة عن كهف منحوت بالصخر تحت الأرض في قلب الحي العربي الذي يسكنه نحو ستة آلاف فلسطيني وفيه منزلان يهوديان فقط. منوهة أن اليهود الأصوليين بدأوا بـ زيارة الموقع وممارسة الشعائر الدينية اليهودية فيه في 1978 منبهة الى أنه صار مزارا رسميا يؤمه المتدينون اليهود يوميا.
أفعال لا أقوال

وتوضح القاسم وهي صاحبة أحد المنازل المهددة بالهدم أن أصحاب المنازل هذه هم مهّجرون من ضحايا النكبة لجأوا للشيخ جراح من يافا،حيفا،عكا والقدس الغربية، وأقاموا في منازلهم في الحي بعد اتفاقية وقعت بين وكالة غوث اللاجئين والحكومة الأردنية عام 1956. وتشير القاسم لـ “القدس العربي” أن العائلات هذه تنازلت عن بطاقة الوكالة في حينه مقابل حيازتها على البيوت التي بنتها الوكالة في ألشيخ جراح وحولت لملكيتها الرسمية بعد تسديد أجرتها الرمزية لـ ثلاث سنوات.

يشار الى أن حي الشيخ جراح الذي سمي بذلك على اسم طبيب صلاح الدين الأيوبي المدفون في مقام داخل مسجد تحول في العقد الأخير لمحور احتجاج حركات يسارية محلية ودولية بعدما تحول لنقطة احتكاك بين العرب والمستوطنين.

وكانت صحيفة “هآرتس” قد حملت عام 2010 في افتتاحيتها بشدة المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة بخصوص إخلاء منازل الشيخ جراح وقالت إنه ليس هناك عاقلا يقتنع بحق مطلق لليهود بالعودة لأي بيت في شرقي القدس فيما لا يكتفي القانون الإسرائيلي بسلب حق الفلسطينيين للعودة لمنازلهم في غربي المدينة بل يطردهم من منازلهم سكنوها 60 عاما.

- استبدال اجتماع المندوبين بآخر لوزراء الخارجية العرب.. وفلسطين تطالب بقرارات ترتقي لمستوى الهجوم على القدس

طالبت دولة فلسطين، من الجامعة الغربية، بأن تتخذ قرارات وإجراءات ترتقي لمستوى الهجوم الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة، وذلك خلال الاجتماع المقرر عقده الاثنين، بعد أن جرى تعديله ليصبح على مستوى وزراء الخارجية، بدلا من المندوبين الدائمين، في وقت عمم فيه وزير الخارجية الفلسطيني، على السفراء، بالتحرك مع نظرائهم الأردنيين، في العواصم العالمية، تجاه وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام والبرلمانات، لشرح ما يحري في القدس.

وجاءت المطالبة، من خلال دعوة فلسطين للجامعة العربية، بعقد اجتماع عاجل، لبحث ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة.

وبسبب أهمية الموضوع، جرى الاتفاق على استبدال الاجتماع ليكون على مستوى وزراء الخارجية، بدلا من المندوبين الدائمين، حيث أعلن مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة والمنظمات الدولية عمر عوض الله، أنه تم تعديل الاجتماع الذي ستعقده جامعة الدول العربية “نظرا لأهمية هذا الاجتماع الذي سيبحث اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة”.

وأضاف عوض الله، بأن الجهود متواصلة على المستويات كافة لـ”وقف العدوان الإسرائيلي، ويجري الاعداد لجلسة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح”.

وأشار في تصريحات للإذاعة الفلسطينية، إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد أيضا الاثنين جلسة بشكل عاجل وطارئ، وذلك بعد مشاورات أجرتها بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة بتعليمات من الرئيس محمود عباس مع عدد من الدول وأعضاء مجلس الأمن وخاصة الصين بصفتها رئيس المجلس.

تعميم بتحرك مشترك لسفراء فلسطين والأردن ومجلس الأمن يعقد جلسة

وأشاد بالمواقف الدولية الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، والمطالبة السلطة القائمة بالاحتلال بوقف انتهاكاتها وجرائمها، وقال إنها “تدل على أن هناك صحوة دولية”، وأضاف “هبة القدس وصمود شعبنا وضع معيارا جديدا للتعامل مع دولة الاحتلال، وأعاد فرض الرواية الصحيحة بأن القدس لأصحابها الأصليين”.

وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعلنت أنه تقرر عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية، برئاسة قطر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، بناء على طلب دولة فلسطين وأيدته عدد من الدول العربية، لبحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين في شهر رمضان المبارك، إضافة إلى الاعتداءات الوحشية والمخططات للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خاصة بحي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة من سكانها وتهجير أهلها.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في تصريح له، إن الاجتماع سيبحث خطورة الاعتداءات الوحشية على المصلين بالمسجد الأقصى ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لتهويد القدس وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمدينة ومقدساتها.

وكان سفير فلسطين لدى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح، إنه بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، قام بتقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، لبحث مواجهة جرائم واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين.

وشدد على ضرورة أن ينتج عن الاجتماع “قرارات وإجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق”، وذلك لتوصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية تؤكد ضرورة توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني ضد مثل هذه الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتواصلة والخطوات التصعيدية الخطيرة”.

وأكد أن الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى تتطلب تحركا سريعا لاتخاذ إجراءات لـ”منع استمرار هذه الانتهاكات ولجم عصابات المستوطنين ووقف ممارساتهم الإجرامية ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.

يشار إلى أن الدول العربية نددت بما قامت به قوات الاحتلال من هجوم شرس ليل الجمعة وفجر السبت، على المصلين داخل المسجد الأقصى، والذي تسبب بإصابة أكثر من 200 واعتقال العشرات من المصلين.

وأكدت الدول العربية في اداناتها أن ما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية، وجددت موقفها الداعم للشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وطالبت بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

وفي السياق، قال إبراهيم خريشة مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في مقر جنيف، إن هناك اتصالات ومشاورات مع سفراء من الاتحاد الاوروبي والمنظمات العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز، لبحث إمكانية عقد اجتماع أو جلسة خاصة لمجلس حقوق الانسان، بشأن اعتداءات الاحتلال في القدس المحتلة.

وأشار إلى أنه يتم الانتظار حتى يوم الاثنين لمعرفة ما سينتج عن اجتماع مجلس الأمن، وقال “في حال استمر التصعيد ربما ستكون هناك جلسة لمجلس حقوق الإنسان”، داعيا الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف أن تقر آليات تلزم إسرائيل بالحفاظ على حرية دور العبادة في القدس، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تمنع منذ عشر سنوات لجان تقصي الحقائق من دخول الأراضي الفلسطينية للاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال.

ويشار إلى أن وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، عمم على سفراء دولة فلسطين بضرورة التحرك الفوري المشترك مع سفراء الأردن، تجاه وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام والبرلمانات في الدول المضيفة، لشرح تطورات الأوضاع في القدس المحتلة، وما تتعرض له من عدوان إسرائيلي متواصل.

وأوضح المالكي، في بيان صدر عن مكتبه، أن هذا التحرك المشترك للسفراء يأتي في إطار “تنسيق الجهود المشتركة لحشد اوسع جبهة دولية ضاغطة على دولة الاحتلال لوقف عدوانها فورا، ووقف انتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ولقانون حقوق الإنسان بحق الفلسطينيين القاطنين في القدس المحتلة”.

وطالب الدول والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الجرائم والتلويح بإجراءات قد تتخذ بحقها في حال تجاهلها لهذه الدعوات الدولية. وكذلك المطالبة بتوفير كل أشكال الحماية للمواطنين الفلسطينيين.

- “الرباعية الدولية” تدعو إسرائيل إلى ضبط النفس

دعت اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، السبت، إسرائيل إلى “ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي من شأنها تصعيد الموقف في مدينة القدس” المحتلة.

كما دعت اللجنة، في بيان صحافي، جميع الأطراف إلى “التمسك بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة واحترامه”.

وأعربت عن قلقها لاحتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها التي عاشوا فيها لأجيال في حيي الشيخ جراح وسلوان بالقدس الشرقية.

وعبرت اللجنة عن رفضها للإجراءات الأحادية الجانب التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد البيئة المتوترة بالفعل.

وقالت: “قلقون إزاء الاشتباكات اليومية والعنف في القدس الشرقية، لا سيما المواجهات التي وقعت الليلة الماضية (مساء الجمعة) بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية”.

وتضم اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط كل من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتّحدة.

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح”.

ومساء الجمعة، أسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، عن إصابة 205 أشخاص، معظمها في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي، بحسب الهلال الأحمر.

إسرائيل تواصل الاعتداء.. ارتفاع إصابات المقدسيين لـ100

أُصيب 10 فلسطينيين، فجر الأحد، خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى، وسط القدس المحتلة، ليرتفع عدد الإصابات إلى مائة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بكثافة، بعد نشوب المواجهات.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع 10 إصابات خلال مواجهات داخل المسجد، فجرا.

وأشارت الجمعية إلى أنّ إحدى الإصابات نقلت للمستشفى إثر إصابتها برصاص مطاطي في الفم.

ونوهت جمعية الهلال الأحمر إلى أنّ الإصابات الأخرى، تمت معالجتها ميدانيًا، حيث أنّ 5 منها بالرصاص المطاطي بمنطقة الرأس، و4 بالرصاص المطاطي بمنطقة الأقدام واليدين.

وأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة الفجر، ومن ثم تجمع الآلاف منهم قرب المصلى القبلي، ورددوا هتافات منددة بالاحتلال.

وأشار المراسل إلى أنّ المواجهات بدأت عند باب الأسباط، وامتدت إلى داخل باحات المسجد الأقصى، حيث أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، واقتحموا بأعداد كبيرة باحات المسجد الأقصى.

وفي وقت سابق، أُصيب 90 فلسطينيًا خلال مواجهات عنيفة في منطقة “باب العامود” أحد أبواب المسجد الأقصى، حيث تم نقل 16 منهم للمستشفى.

وقالت جمعية الهلال الأحمر إن من بين المصابين رضيعة تبلغ من العمر عاما واحدا، إضافة إلى 5 أطفال آخرين، فضلا عن مسعف.

وأوضحت الجمعية أن “معظم الإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب”.

وأشارت إلى أن من بين الضحايا رب أسرة أصيب بجروح و4 من أطفاله بالهلع والخوف بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت عليهم بشكل مباشر.

وأحيا أكثر من 90 ألفا، السبت، ليلة القدر في المسجد الأقصى، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية، وذلك رغم التشديدات الإسرائيلية.

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح”.

الأردن يحذر إسرائيل من مواصلة انتهاكاتها “الهمجية” للمسجد الأقصى

ذكر بيان رسمي أن الأردن حذر إسرائيل من مواصلة هجومها “الهمجي” على المصلين في المسجد الأقصى، وقال إنه سيصعد الضغط الدولي لحمل “إسرائيل على وقف اعتداءاتها”.

وقالت المملكة، التي تشرف على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس، إنه لا بد لإسرائيل من “الكف عن انتهاكاتها واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين والوضع القائم التاريخي والقانوني”.

وكانت إسرائيل اشتبكت مع آلاف الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 157 / 2184549

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184549 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40