السبت 11 تموز (يوليو) 2020

مركز أبحاث الأمن القوميّ: القضيّة الفلسطينيّة لم تعُد مطروحةً على أجندة نظام السيسي

السبت 11 تموز (يوليو) 2020

- زهير أندراوس

رأت أوساط سياسيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب أنّه بينما أعربت مصر عن قلقها بشأن خطة الضم، فإنّ القضية الفلسطينية ربّما لم تعد الأولوية الرئيسية للنظام، وفي هذا السياق يقول عوفر وينتر، الذي يدرس العلاقات المصرية الإسرائيلية في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، عن سبب سكوت مصر شبه المُطلق عن مخطط الضمّ الإسرائيليّ إنّ هناك أزمات أكبر بكثير تواجه مصر اليوم: أزمة فيروس كورونا والعواقب الاقتصادية المصاحبة لها، التدخل العسكري التركي على أطول حدود مصرية، سد النهضة الإثيوبيّ، وكلّ هذه الأزمات لها الأولوية على قضية الضم، طبقًا لأقواله.
وكانت القاهرة حذرة في انتقادها للخطة، وقال محللون في الكيان لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنّ الحكومة المصرية، التي تتعامل مع تفشي خطير لفيروس كورونا في الداخل وتواجه العديد من الأزمات على حدودها، لا يمكنها تحمل عزل الحلفاء المقربين، وخاصّةً إسرائيل والولايات المتحدة.
وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن المسؤولين الأردنيين يعملون على مدار الساعة لمنع الضم الإسرائيلي المخطط له. وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز في شهر مايو أنه إذا قامت إسرائيل بالضم، فإن الأردن ستدرس مراجعة جميع جوانب علاقتها بإسرائيل، بما في ذلك معاهدة السلام التاريخية لعام 1994.
وعن هذا قال الباحث وينتر إنّ كلّ ما يحدث بين إسرائيل والفلسطينيين يؤثر بشكل مباشر على الأردن، أكثر من نصف سكان الأردن فلسطينيين. مصر أقل عرضة للخطر، بسبب هذه الحقيقة الديموغرافية، ولذا، أكّد، انتقد المسؤولون المصريون الضمّ بعبارات عامة، دون تهديد علني بتغييرات في علاقتهم مع إسرائيل. وتابع وينتر: “ستعتبر مصر ذلك نهاية عملية السلام. من وجهة نظرهم، هذا أيضًا ليس في مصلحتهم. إنهم يريدون أنْ يروا حلاً يوفر حقوق الفلسطينيين، لكنهم سيفعلون ذلك بطريقة تتوافق مع المصلحة المصرية”.
ورأى وينتر أنّ الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي يدعم عامّةً خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والتي هي أساس الضم المخطط له، وإذا تمّ تنفيذ خطة ترامب بصورتها الحالية، فستتلقى مصر مساعدات بحوالي 9.167 مليار دولار.
أمّا قال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر يتسحاك ليفانون فقال إنّ السيسي يجلس بهدوء، خلف الكواليس، يستمع، وينتظر أنْ يرى شكل الضم الذي ستنفذه إسرائيل. وقال محلل لشؤون الخارجية المصرية لـ(تايمز أوف إسرائيل)، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ سدّ النهضة الإثيوبي الكبير هو، حرفيًا، قضية حياة أوْ موت بالنسبة للقاهرة. ليس رام الله، وليس الضم. في العقلية الإستراتيجيّة المصرية، لماذا نضيع وقتنا على ذلك؟.
وقال وينتر إنّ سدّ إثيوبيا قد لا يؤثر على علاقات مصر مع إسرائيل بشكل مباشر، لكن مصر تحتاج إلى دعم أمريكي لموقفها، وقد يؤدي الاشتباك مع إسرائيل بشأن الضم إلى إثارة الغضب في واشنطن، التي تدعم الضم المخطط له، لافتًا إلى أنّ القاهرة تعتمد على واشنطن، وهي بحاجة لدعم الولايات المتحدة لموقفها ضد إثيوبيا بشأن سد النهضة. لهذا، فإنهم لا يريدون الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن إسرائيل والضم، قال وينتر.
ولفتت المصادر في تل أبيب إلى أنّه منذ الانقلاب العسكري عام 2013، سعى نظام السيسي إلى علاقات أوثق مع إسرائيل، لدرجة أنّ السفير السابق في مصر حاييم كورين وصف العلاقات الحديثة بين البلدين بـ”أفضل علاقات تكون لدينا حتى الآن”.
وتعتمد مصر على إسرائيل للتعاون العسكري في شبه جزيرة سيناء، حيث استمر تمرد عنيف لعدة سنوات. “السيسي لا يستطيع اليوم القتال في سيناء بدون إسرائيل. على الرغم من جيشه الكبير، لم يتمكن التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية هناك”، قال ليفانون، فيما أكّد وينتر أنّ إسرائيل ساعدت أيضًا في عودة مصر إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة بعد انقلاب السيسي.
وشدّدّ وينتر على أنّ المشكلة بالنسبة لمصر هي أنّها تعطي أقل بكثير لإسرائيل في علاقاتها، ولهذا لديها أقل بكثير ما تهدد إسرائيل به. الطريقة الوحيدة التي يمكنها فيها أنْ تضر بالطموحات الإسرائيلية ستكون من خلال الانسحاب من منتدى الغاز، ولكن ستضر مصر نفسها بذلك، لأنها مصلحة مشتركة، مُضيفًا إنّ تل أبيب ساعدت القاهرة في الحصول على الاعتراف ودعت الولايات المتحدة إلى تجديد مساعدتها لمصر، مُضيفًا أنّ الخيارات المتاحة أمام مصر للردّ على الضم الإسرائيليّ محدودة، قال وينتر.
وقال محلل مصريّ للموقع الإسرائيليّ إنّه إذا تمّ الضمّ، فسيكون على القاهرة الرد بطريقة أوْ بأخرى، لكنّه شكك في أنْ يكون الرد المصريّ أكثر من مجرد خطاب، قائلا إنّ النظام ببساطة لا يعتبر القضية مصلحة أساسية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8279 / 2184593

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184593 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40