ـ كمال خلف
كشفت مصادر عراقية أن القوات الأمريكية ستسلم غدا السبت وبشكل رسمي قاعدة الحبانية العسكرية بمحافظة الأنبار شرق البلاد الى الجانب العراقي وفق اتفاق سوف يوقع بين الجانبين وكانت القوات الامريكية وقوات اوربية ضمن التحالف الدولي لقتال داعش في العراق قد أخلت قواعد عسكرية في الموصل وكركوك وسلمتها للقوات العراقي، وتأتي هذه التطورات العسكرية في أجواء من التهديد المتبادل بين الولايات المتحدة من جهة وفصائل عراقية وطهران من الجهة المقابلة، خاصة بعد تسريب تقارير تتحدث عن نية الولايات المتحدة القيام بعمل عسكري كبير ضد الفصائل العراقية، وهو ما دفعها إلى إطلاق تحذيرات مباشرة للقوات الامريكية في العراق ولأي قوة محلية عراقية تتعاون مع الأمريكيين في هذا المخطط. وبالمقابل حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من تصعيد الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، وكتب الرئيس الاميركي على «تويتر» تغريدة قال فيها: «بناء على قناعتنا ومعلوماتنا، فإن إيران أو وكلاءها يخططون لهجوم خاطف على القوات الأميركية أو المصالح الأميركية في العراق، إذا حصل ذلك فإن إيران ستدفع الثمن باهظا بالتأكيد»
ورد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي على التهديد الأمريكي القول أن “العراق سيكون مستنقعاً لأميركا كفيتنام”، وأضاف رضائي أن “الشعب العراقي المسلم والثوري قادر على طرد الأميركيين أذلاء أكثر مما جرى لهم في فيتنام”.
وحذر مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي الولايات المتحدة من تبعات التصرفات الاستفزازية في العراق، وقال صفوي أن أي تصرف أميركي سيعد فشلاً استراتيجياً أكبر في سجل الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وظهر من جديد اسم التنظيم الوليد على الساحة العراقية المعروف” بعصبة الثائرين” من خلال فيديو نشره التنظيم يقوم به في تصوير السفارة الامريكية في بغداد جوا ووجه التنظيم رسالة للولايات المتحدة قال فيها “هذه سفارة الشر تحت أنظارنا وفي رحمة صواريخنا ولو شئنا لجعلناها هبائاً منثوراً وقد خبرتم بأسنا ودقة ضرباتنا”.
وتظهر الرسالة مدى قدرات التنظيم الجديد الذي تبنى في وقت سابق قصف قاعدة التاجي شمال بغداد في 11 اذار مارس و الذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وآخر بريطاني، وأصدر حينها التنظيم اول بيان عرف فيه عن نفسه وهدفه الذي يتخلص في طرد القوات الأمريكية من عموم العراق، ولفت التنظيم الجديد وسائل الإعلام الأمريكية، وقالت قناة “الحرة” الأمريكية الناطقة بالعربية “بشعار لا تخطئ العين تبعيته للحرس الثوري الإيراني، خرجت حركة عراقية جديدة تتوعد الجيش الأميركي في العراق، وذلك بعد أيام من هجوم معسكري التاجي وبسمايه قرب بغداد”. وأضافت القناة “لا توجد معلومات واضحة بخصوص الحركة الجديدة، إلا أن شعارها يشبه شعار الحركات المدعومة من إيران، كحزب الله اللبناني و”فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية، وحركات أخرى في الحشد الشعبي العراقي “.
وجاءت زيارة قائد قوة القدس في حرس الثورة اللواء إسماعيل قآاني إلى بغداد لأول مرة منذ توليه منصبه خلفا للجنرال قاسم سليماني وسط هذه التطورات لتزيد المشهد العراقي تسارعا في الأحداث، فمن الواضح أن العراق على موعد مع تغييرات كبيرة على وقع اشتداد الصراع بين ايران والولايات المتحدة.
وكان البرلمان العراقي قد تبنى قرارا يدعو الحكومة إلى العمل على إخراج القوات الأجنبية في البلاد، لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تشبث بإبقاء قوات بلاده وهدد بغداد بعقوبات قاسية في حال أصرت على موقفه.
RLS
