السبت 4 نيسان (أبريل) 2020

مواقع إسرائيليّة تُحاوِل تجنيد العملاء بالوطن العربيّ

السبت 4 نيسان (أبريل) 2020

- زهير أندراوس

في زمنٍ باتت فيه وسائط التواصل الاجتماعيّ مُهيمنة على العالم برمته، بالإضافة إلى الإنترنيت، يتعيَّن على المُتصفحين والمُتصفحات العرب الأخذ بعين الاعتبار أنّ إسرائيل أقامت عشرات الحسابات والمواقع الوهميّة في إطار الحرب النفسيّة من جهة، ومن أجل الإيقاع بعربٍ من الوطن العربيّ في مُستنقع الجاسوسيّة، وبالتالي يتحتّم على الجميع توخّي الحيطة والحذر عند الولوج في مواقع إسرائيليّة تظهر وكأنّها لا تُعنى بشؤون الاستخبارات، ولكنّها عمليًا تستغِّل الوسائل والأدوات لتغطية شخصيتها والتواصل مع أبناء وبنات الأمّة العربيّة لأهدافٍ دنيئةٍٍ للغاية.
ما هو الموقع الإسرائيليّ على الشبكة العالمية (الانترنت) الأكثر إقبالاً لدي المستخدمين في المملكة العربيّة السعودية؟ الجواب علي هذا السؤال كشفت عنه صحيفة (معاريف) العبريّة، والتي اعتمدت على مصادر أمنيّةٍ في الكيان وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، حيث قالت إنّ الموقع هو موقع أسسه عاملون سابقون في شعبة الاستخبارات العسكرية المسماة بالعبريّة وحدة (امان)، أيْ أنّه ليس رسميًا وليس تابِعًا للوحدة المذكورة أوْ للناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، أضافت قائلةً إنّه بناءً علي مسح أجراه القيمون علي الموقع تبينّ أنّه في الشهر الأخير، لوحظ ارتفاع حاد في عدد الداخلين إلي الموقع المخابراتي الإسرائيليّ من السعودية، ولكن السعودية ليست وحدها في الميدان، فقد قالت الصحيفة الإسرائيلية إنّ عدد زوار الموقع من الدول العربيّة يفوق بكثير عدد الزوار من كيان الاحتلال الإسرائيليّ، لافتة في الوقت عينه إلى أنّ الموقع، وهو باللغتين الإنجليزية والعبرية، تحول إلى المحج الأكثر رواجًا في الوطن العربيّ، أوْ بكلمات أخرى بات نجمه ساطعًا في الدول العربية مستقطبًا اكبر عدد من الزوار.
واعتمادًا على نفس المصادر الأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، أّكّدت الصحيفة أنّ القيمين على الموقع تفاجئوا من الكم الهائل من الزوار العرب الذين يدخلون إلى الموقع الذي يعني بشؤون المخابرات والتحليلات الاستخبارية والإستراتيجية من وجهة نظر إسرائيلية خالصة، أي أنّ الموقع يروج للنظريات والسياسات الإسرائيلية الرسمية، وعُلاوةً على ذلك، شدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها على أنّ الموقع يحث زواره على التواصل، ويستخدم لتجنيد عملاء.
وقالت الصحيفة أيضًا إنّه بموجب تقرير أعدته وحدة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيليّ (أمان)، فإنّ الموقع المذكور يحتل المرتبة الثالثة من بين 302 ألف موقع تهتم بمسائل الاستخبارات والإرهاب، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّه يحتل المرتبة السادسة من بين 15 مليون موقع انترنت في العالم تعني بشؤون المعلومات عن الإرهاب الدوليّ، على حدّ مزاعمها.
وحسب التقرير فإنّه في شهر شباط (فبراير) المنصرم بلغ عدد زوار الموقع 85 ألف زائر من جميع أنحاء العالم وتبوأ الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية المكان الأول تليهم بريطانيا، هولندا، كندا، ألمانيا، فرنسا وبولندا. أمّا في الوطن العربي فكانت تقسيمة الزوار في شهر شباط (فبراير) الماضي كالتالي: بلغ عدد الزوار من المملكة العربية السعودية 838 زائرًا ومن لبنان 385 ومن إيران 186 ومن الأردن 128 ومن الكويت 83 ومن باكستان 56 ومن البحرين 55، أمّا المرتبة الأخيرة فكانت حسب الصحيفة الإسرائيليّة من نصيب الزوار من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث بلغ عدد الزوار 48 زائرا.
وأعرب التقرير الإسرائيليّ، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، عن رضاه التام من عدد الزوار، لافتة إلى أنّ الموقع يقوم بنشر أبحاث تعني بشؤون الإرهاب، وأنّه يحصل علي وثائق من المخابرات الإسرائيلية باتت غير ذي صلة، وأنّ نشرها لن يؤثر على الأمن القومي للدولة العبرية، مُضيفةً في الوقت ذاته أنّ المخابرات الإسرائيليّة قامت بعملية تبييض لهذه الملفات الأمنية بحيث لا تعود بالضرر عليها، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ الموقع الإسرائيلي هو شبه رسمي ويقوم بنشر تقارير مهمة عن تورط عناصر وتنظيمات مختلفة في العمليات التي أسمتها الصحيفة بالعمليات الإرهابيّة في المناطق الفلسطينية التي احتلت في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، كما يقوم الموقع بنشر بروتوكولات جلسات لقادة التنظيمات الفلسطينية، والتي زعمت الصحيفة أنّ جيش الاحتلال تمكن من الحصول عليها خلال عمليات الدهم التي قام بها على مكاتب السلطة الوطنية الفلسطينية وعلي مكاتب التنظيمات الفلسطينية الوطنية منها والإسلامية. علاوة علي ذلك ينشر الموقع عن تورط العراقيين في دعم التنظيمات الفلسطينية وأسرى الشهداء والجرحى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وغنيٌّ عن القول إنّ هذا الموقع ومواقع أخرى شبيهة له، بالإضافة إلى وسائط التواصل الاجتماعيّ تُستغَّل من قبل كيان الاحتلال الإسرائيليّ لمُحاولة غسل أدمغة الأمّة العربيّة واستدخال الهزيمة، وفي الوقت عينه التأكيد على قوّة إسرائيل وعظمتها، وهذا بطبيعة الحال يدخل في إطار الحرب النفسيّة القذِرة والسافِلة التي تشّنها الدولة العبريّة على الوطن العربيّ، ولا غضاضة في هذا السياق التساؤل هل يُعقَل أنْ ينشر جهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) على موقعه إعلانًا أنّه بحاجةٍ إلى نجّارٍ؟.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2184635

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2184635 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40