ارتفاعٌ حادٌّ في عدد مرضى الـ”كورونا” بإسرائيل

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع في تل أبيب، ذكرت صحيفة “معاريف” العبريّة أن جيش الاحتلال الإسرائيليّ رفع بالأمس درجة الجهوزية في أعقاب تفشي فيروس كورونا في الدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها، وبالمُقابِل، قالت محافل عسكريّة رفيعة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يستعِّد إلى حرب تدوم نصف عام على الأقل ضد فيروس “كورونا”، متسلحًا بأكثر الإجراءات اللوجستية تعقيدًا، طبقًا للمصادر.
وبحسب “معاريف”، اتخذ هذا القرار في جلسة تقدير وضع أجراها رئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي، بعد الإعلان عن حالة طوارئ، والتي حدّد فيها ثلاث مهمات لجيش الاحتلال في هذه الأيام، وهي: الحفاظ على الكفاءة العملانية، حماية الإسرائيليين ومساعدة كيان الاحتلال في موضوع الوباء، وأوضحت المصادر أيضًا أنّ مهمّةٌ إضافية أخذها الجيش الإسرائيليّ على عاتقه هي إرسال 7000 وحدة دم تبرع بها الجنود لمساعدة الطواقم الطبية، التي تواجه الآن ضغوطًا كبيرةً، وفق المصادر العسكريّة عينها.
وفي هذا السياق قال محلّل الشؤون العسكرية في الصحيفة، طل لف رام، قال إنّ الدولة العبريّة لم تُعلِن حتى الآن بشكل رسمي عن حالة طوارئ، أوْ عن وضع خاص في الجبهة الداخلية يُذكِّر بشكلٍ عامّ بحالة حربٍ، لكن حتى بدون توصيفات رسمية، أضاف المُحلّل العسكريّ الإسرائيليّ، حجم تداعيات كورونا على كل مجال من مجالات الحياة ازداد بشكل جوهري أكثر من أي حرب خاضتها إسرائيل في العقود الأخيرة، طبقًا لأقوال المصادر التي اعتمد عليها في تحليله، بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفت المُحلّل إلى أنّ السيناريوهات الأخطر لحرب ضد حزب الله وحماس لا يمكن توقع أنْ يكون لها تأثيرات فورية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كما يحصل الآن، وفقًا لما أكّدته المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وبحسب لف رام، لا تعكس المؤتمرات الصحافية لرئيس الحكومة والأجهزة المهنية المختلفة مستوى جهوزية إسرائيل للتعامل مع الوباء، حتى ولو أديرت بشكل جيد، عملية التنسيق بين الوزارات المختلفة غائبة الآن، بنيامين نتنياهو وصف الأزمة بأنها حالة طوارئ قومية، مُضيفًا في الوقت عينه:”نحن نقترب من المرحلة التي يصبح فيها هذا التصنيف رسمي، وهذا الوضع يتطلب آلية تنسيق بين وزارات الحكومة تعمل بشكل جارٍ على مدار الساعة، قال المصادر الأمنيّة الرفيعة في الكيان.
عُلاوة على ذلك، رأى المحلل العسكري أنه بعد العودة إلى الحالة الروتينية، مهمة الجيش ستكون محاولة الحفاظ على الكفاءة العملانية والعودة للتدريبات التي من المتوقع أن تتضرّر في الفترة القريبة، وهذا يتطلّب من رئيس الأركان أفيف كوخافي إعادة ملائمة الخطة المتعددة السنوات، ولذلك سيضطر إلى التخلي عن جزء من الخطط الغنية بالتكنولوجيا.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنيّة واسعة الاطلاع بالكيان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يستعّد إلى حرب تدوم نصف عام على الأقل ضد فيروس “كورونا”، متسلحًا بأكثر الإجراءات اللوجستية تعقيدًا، وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ هذه الحرب بدأت بعملية شراء ضخمة، لافتة إلى أنّ أكثر من مليون قطعة عتاد طبي ولوجيستي تتدفق إلى الجيش في هذه الأيام، تبلغ قيمتها عشرات ملايين الشواكل، بحسب قول المصادر.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبريّة عن ضابط في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات قوله إنّ ضخامة الشراء تذكّر من حيث المعايير بعمليات عسكرية مثل عملية “الجرف الصامد”، أيْ العدوان الإسرائيليّ على قطاع غزة في صيف العام 2014.
وقالت الصحيفة إنّه حتى مساء أمس الأربعاء من هذا الأسبوع سُجلت تسع إصابات لجنود، من بينهم عناصر في الخدمة الدائمة، بفيروس “كورونا”، وأضافت أنّه في الشعبة نفسها، يعملون- تحت مرسوم العملية الأركانية “شعاع نور”، على تحضير المنشأة العسكرية الأولى لاستيعاب الجنود المصابين بالفيروس، وذلك في منطقة الاستجمام التابعة لـ”الجمعية من أجل الجندي” في عسقلان (أشكلون)، جنوب الدولة العبريّة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ المنشأة المذكورة قادرة على استيعاب 500 جندي، وتتألف من طواقم طبية عسكرية في غرفة حرب مركزية بشكل مشابه لفنادق مرضى “كورونا” الموجودة في تل أبيب والقدس، وهي الفنادق التي تمّ استجاؤرها من قبل وزارة الأمن لاستيعاب مرضى الـ”كورونا”، والذين تُعتبر حالتهم خفيفة، وذلك في إطار الاستعداد لانتشار الوباء أكثر، لأنّه حتى اليوم، السبت الـ21 من آذار (مارس) 2020 وصل عدد المرضى بالدولة العبريّة 705 مرضى منذ الإعلان عن وباء الـ”كورونا”، وبالإضافة إلى ذلك أعلنت وزارة الصحّة الإسرائيليّة رسميًا اليوم السبت عن تسجيل أوّل حالة وفاة، امرأة في الـ82 من عمرها.