السبت 14 آذار (مارس) 2020

ترامب يعلن «الطوارئ»... ويلوم أوباما على إخفاق النظام الصحي

أوروبا «البؤرة الجديدة» لكورونا... وبلدان تغلق حدودها بالكامل
السبت 14 آذار (مارس) 2020

بعد أسابيع من تقليله من خطوره فيروس كورونا، اضطرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى إعلان حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأميركية، بهدف مواجهة الوباء. وقال ترامب من حديقة البيت الأبيض: «بهدف إطلاق القدرة الكاملة للموارد الحكومية الاتحادية، أعلن رسمياً حال الطوارئ الوطنية». وتعهد الرئيس الأميركي بتعزيز القدرات على إجراء فحوص كورونا في شكل كبير، بعد الأزمة التي تسببت بها معدات الفحص الأميركية غير الفعّالة.

وأعلن ترامب عن شراكة جديدة مع القطاع الخاص من أجل تعزيز وتسريع قدرات بلاده على إجراء فحوص كورونا بشكل كبير، وذلك بعدما تعرضت إدارته لانتقادات واسعة لناحية بطء إجراء الفحوص الطبية.
وأوضح الرئيس الأميركي أنّ القرار سيتيح الوصول إلى نحو 50 مليار دولار لمكافحة الفيروس. وأضاف: «أدعو كل ولاية إلى إنشاء مراكز طوارئ بشكل فوري»، كما دعا المستشفيات إلى تفعيل خططها «لاستجابة حاجات الأميركيين»، متعهداً «تعزيز» القدرات على إجراء الفحوص الطبية «في شكل كبير».
إلى ذلك، كان الرئيس الأميركي قد اتهم في وقت سابق من نهار الأمس بتغريدة من حسابه على تويتر، إدارة الرئيس السابق أوباما وحمّلها مسؤولية فشل نظام فحوص الأمراض الخاصة بمركز السيطرة على الأمراض الأميركي (CDC)، قائلاً: «لعقود، درس الـCDC نظام الفحوصات لديه، لكنه لم يفعل شيئاً حيال ذلك. نظام الاختبار هذا وفي ظل أي نوع من الأوبئة كان سيبقى بطيئاً ونتائجه غير دقيقة (في إشارة الى فشل أنظمة الفحص التي صنعها الـ CDC بدايةً، بدل استخدام أجهزة الفحص من منظمة الصحة العالمية)، اعتقدوا أن الوباء لن يحدث أبداً، فيما التغييرات التي أجراها أوباما زادت الأمور تعقيداً».

منظمة الصحة العالمية: أوروبا حالياً هي بؤرة وباء «كوفيد 19»

وسجلت الولايات المتحدة حتى أمس، أكثر من 2000 إصابة بالفيروس فيما لقي 41 شخصاً مصرعهم. وبات الفيروس منتشراً في 47 ولاية.
شريك ترامب في التشكيك بخطورة كورونا وفي غيرها من السياسات، الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بات من المشتبه في إصابتهم بالفيروس. فبعد إجرائه فحوصات، قال إدواردو بولسونارو، إبن الرئيس البرازيلي لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، إن النتيجة أظهرت أن والده مصاب بفيروس كورونا، وأن عليه أن يعيد الفحص قريباً. لكن بولسونارو الابن عاد ونفى للمحطة نفسها أن تكون نتيجة الفحص إيجابية. وتجدر الإشارة إلى أن بولسونارو التقى ترامب قبل أيام في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان برفقة مسؤولين برازيليين آخرين تبين أن أحدهم على الأقل مصاب بالفيروس.

أوروبا
وفيما تنخفض أرقام الإصابات في الصين، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن «أوروبا حالياً هي بؤرة وباء كوفيد 19 العالمي»، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تُسجّل يومياً يفوق عدد الحالات اليومية التي سجلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض.
وأغلقت دول أوروبية بشكل تام أو جزئي حدودها بشكل منفصل، واقترح الرئيس الفرنسي ماكرون على الاتحاد الأوروبي، فرض قيود مشددة على حدود منطقة شنغن والتي تضم 26 بلداً أوروبياً، وإغلاقها في المناطق الأكثر تضرراً.
إلى ذلك، سجلت إيطاليا أمس 250 حالة وفاة، وهو رقم قياسي خلال 24 ساعة (الرقم الأعلى الذي سُجِّل سابقاً في الصين لم يتجاوز الـ150 حالة وفاة في 24 ساعة)، كما أعلنت النمسا وبلغاريا واليونان إغلاق المتاجر غير الضرورية. وبقيت الصيدليات ومحال السوبرماركت والمستوصفات والعيادات الطبية مفتوحة في اليونان. فيما كان لافتاً إبقاء الانتخابات البلدية في فرنسا في موعدها المقرر الأحد، بينما أرجأت بريطانيا الانتخابات المحلية المقررة في أيار لمدة عام. وحتى يوم أمس سجلت أوروبا 27,741 حالة إصابة و1182 وفاة. فيما يبدو أن إسبانيا باتت متجهة نحو الأسوأ بعد تسجيل 2086 إصابة جديدة ليصبح عدد الإصابات الكلي 5232 و133 حالة وفاة بينها 47 حالة في آخر 24 ساعة.

صنّفت منظمة الصحة العالمية اليوم أوروبا «البؤرة الجديدة» لـ«كورونا»، في خطوة تُنذر بأنّ القادم سيكون أسوأ مع استمرار المرض بالانتشار السريع في بلدان القارة العجوز، التي رفعت من حالة التأهب متخذة إجراءات استثنائية شملت إغلاق الحدود والمدارس والجامعات وشلّ الحياة الاجتماعية

بعد حوالى أربعة أشهر على تفشّي وباء «كورونا»، واستمراره في حصد الأرواح والارتفاع السريع في نسبة الإصابات، بلغت ما يزيد عن 138 ألفاً في 131 دولة، هرعت حكومات كثيرة حول العالم إلى اتخاذ قرارات استثنائية غير مسبوقة في معركتها ضد الفيروس الذي تحوّل إلى أسوأ أزمة عالمية عرفتها البشرية منذ عقود، خاصة بعد تصنيفه «وباءً عالمياً» قبل أيام. تداعيات انتشار المرض لم تقف عند حدود عزل الدول نفسها وشلّ حركة التنقل والسفر الجوية والبرية، بل ذهبت أبعد من خلال قرارت حكومية قضت بإغلاق الجامعات والمدارس، ولجوء ملايين الشركات إلى سياسة «العمل من المنزل»، مع إلغاء التجمّعات العامة وآلاف الأنشطة والأحداث الرياضية.

ووسط المخاوف الدولية من «كورونا» بدت الصين، الدولة التي انطلق منها الوباء، الأكثر سيطرةً على الوضع، مع تراجع مستمر لعدد الإصابات. وقد سجّلت بكين اليوم ثماني إصابات جديدة فقط بفيروس «كورونا»، وهو أدنى رقم في البلاد منذ بدء نشر الإحصاءات المتعلّقة بالإصابات في منتصف يناير/كانون الثاني.
وبعدما كانت الصين هي «بؤرة الوباء»، أخذت أوروبا اليوم منها اللقب، وذلك وفق ما أعلنه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، داعياً الدول إلى التحقق «من كلّ حالة وعزلها وإخضاعها للفحص ومعالجتها». وفي تصريحٍ له اليوم الجمعة، قال جيبرييسوس إنّ «أوروبا حالياً هي بؤرة جديدة»، مشيراً إلى أنّ عدد الحالات التي تسجّل يومياً في أوروبا يفوق عدد الحالات اليومية التي سُجّلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض. وأضاف أن «إلغاء المناسبات والأحداث الرياضية سيساعد على خفض انتشار الفيروس المميت».
تصريح جيبرييسوس، تزامن مع رفع دول أوروبية كثيرة من إجراءاتها الوقائية، وسط استمرار الجدل حول طريقة تعامل بعض الحكومات مع الأزمة. ففي بريطانيا، ورغم إطلاق رئيس الوزراء «المحافظ» بوريس جونسون تصريحاتٍ مرعبة للبريطانيين والعالم حول وضع فيروس «كورونا» في بلاده، لكنه، في المقابل أعلن أنّ السلطات «لا تنوي حالياً منع التجمعات الكبيرة، أو إغلاق المدارس». أما إسبانيا، ثاني دولة في أوروبا من عدد الإصابات، فقد أعلنت على لسان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز، اليوم الجمعة، حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 15 يوماً لمواجهة تفشي «كورونا». وفي إطار إجراءات للحد من تفشيه، قررت السلطات الإسبانية تعطيل الدوام الرسمي في الجامعات، وإغلاق المتاحف والمسارح والمراكز الاجتماعية والحانات والمطاعم والمحال التجارية، كما ألغت المحاكم في مدريد المرافعات كافة. الأمر نفسه بالنسبة إلى إستونيا التي أعلنت حالة الطوارئ في البلاد إلى مطلع شهر أيار/مايو المقبل. أما بالنسبة إلى أوكرانيا فقد أغلقت حدودها أمام مواطني كل دول العالم لمدة أسبوعين، فيما أعلنت سلوفاكيا وجمهورية التشيك الخميس أنهما ستُغلقان حدودهما، في حين أغلقت لاتفيا وليتوانيا المدارس وحظّا التجمعات الجماهيرية. كذلك منعت براغ مواطنيها من دخول ما سمّته «منطقة الخطر» التي تشمل النمسا وبلجيكا وبريطانيا والصين والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيران وإيطاليا وهولندا والنروج وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا.
وفي ألمانيا التي سجلت أكثر من 3000 إصابة، فقد أعلنت كلّ من ولاية زار لاند، وبافاريا، وسكسونيا السفلى، والعاصمة الألمانية برلين، إغلاق المدارس ورياض الأطفال، للحدّ من تفشي المرض، فيما تدرس ولايات أخرى اتخاذ الإجراء نفسه. هذه الخطوة تزامنت مع إعلان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أنّ ألمانيا تواجه «وضعاً غير اعتيادي» بسبب انتشار «كورونا». وبعد اجتماع مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية، أضافت ميركل أنّ «الارتفاع المسجل في عدد المصابين كبير، وأن ترجيحات الخبراء تؤكّد أن الشهر المقبل سيكون مصيرياً في التعاطي مع الوباء».
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ بلاده تواجه أخطر أزمة صحية منذ قرن، مؤكداً أنّ الأولية هي الصحة العامة، وأنّه لن يساوم في هذا الأمر. وأعلن ماكرون أنّه ابتداء من الاثنين المقبل ستغلق جميع المؤسسات التعليمية من المرحلة الأولية إلى الجامعة.
من جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء البلجيكية، صوفي ويلميس مساء أمس الخميس أنّ المدارس والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ستُغلق في بلجيكا، على أن تُلغى أيضاً التجمعات كافة. ولفتت إلى أن إقفال المدارس على المستوى الوطني سيكون ساري المفعول ابتداءً من عطلة نهاية الأسبوع «حتى الجمعة 3 نيسان المقبل». كذلك بالنسبة إلى البرتغال، إذ أعلنت الحكومة إغلاق المدارس في أنحاء البلاد بدءاً من الاثنين وحتى مزيدٍ من التقييم في 9 نيسان المقبل». أما النرويج، فقد أعلنت أنّ الملك والملكة وكل أعضاء الحكومة وُضعوا في الحجر الصحي.
على الجانب التركي، ومع تسجيل 3 إصابات جديدة اليوم، أعلنت أنقرة تعليق الرحلات الجوية مع تسع دول أوروبية، بينها فرنسا وألمانيا، لمدة تتجاوز شهراً. وسبق أن ألغت تركيا الرحلات الجوية الآتية من الصين وكوريا الجنوبية وإيران والعراق وإيطاليا.
عربياً، نقلت وكالة الأنباء التونسية أنّ السلطات فرضت العزل الصحي الذاتي على القادمين إلى البلاد من جميع البلدان لمدة 14 يوماً. فيما أعلنت وكالة الأنباء السعودية اليوم الجمعة أن المملكة سجّلت 17 حالة إصابة بالفيروس كورونا، الأمر الذي يرفع إجمالي الإصابات إلى 62. وفي السودان، أعلنت وزارة الصحة عن أول وفاة بفيروس كورونا، مضيفة أنه تم تشخيص المريض قبل ثلاثة أسابيع بأنه غير مصاب بعد عودته من الإمارات. أما المغرب فقد أعلن تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية مع فرنسا حتى إشعار آخر، بعما كان قد علّق الرحلات إلى الصين وإيطاليا والجزائر وإسبانيا، وقد سجّل حتى اليوم سبع إصابات بكورونا وحالتي وفاة. الأردن بدوره، سيُعلّق رحلات الطيران مع مصر ابتداءً من الاثنين المقبل. فيما قررت وزارة الصحة العراقية منع الزيارات الدينية والتنقل بين المحافظات عشرة أيام، ابتداءً من بعد غد الأحد.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الصحة الإيرانية أنّها سجلت 1289 إصابة جديدة و85 وفاة جديدة في الساعات الـ24 الماضية، وبذلك يكون عدد المصابين قد ارتفع إلى 11,364 والوفيات إلى 514. وفي وقتٍ سابق، أعلن رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري أنّ لجاناً خاصة ستقوم بتنظيم إخلاء للمراكز التجارية والشوارع للحدّ من انتشار كورونا.

أميركا تُعلن «الطوارئ»
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بدء خطة الطوارئ الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب «كورونا». وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي عقده أنّ «القرار الذي أصدرته اليوم سيعطي صلاحيات واسعة لوزير الصحة والمسؤولين في مجال الصحة». كذلك، أعلنت السلطات في ولاية لويزيانا اليوم، إرجاء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فيها والتي كانت مقرّرة مطلع نيسان/أبريل المقبل، لأكثر من شهرين بسبب «كورونا»، لتصبح بذلك أول ولاية أميركية تتخذ هكذا قرار.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ قادة دول مجموعة السبع سيعقدون قمة استثنائية عبر الفيديو الاثنين لمناقشة تنسيق جهودهم لمكافحة الفيروس في قطاعات الصحة والاقتصاد والمال والبحث العلمي. وأضاف قصر الإليزيه أنّه تم تنظيم القمة بمبادرة من الرئيس الفرنسي إذ اتصل اليوم بنظيره الأميركي، الذي تترأس بلاده مجموعة السبع هذا العام، وغيره من قادة الدول الأعضاء مشيراً إلى أنّهم «وافقوا جميعاً» على الاجتماع. وأورد الإليزيه أن «التعاون الدولي لا بد منه لمواجهة هذه الأزمة وتداعياتها، وخصوصاً الاقتصادية». يُذكر أن قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 كانوا قد اجتمعوا الثلاثاء الماضي عبر الفيديو للمرة الاولى في تاريخ الاتحاد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2184659

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184659 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40