السبت 22 شباط (فبراير) 2020

مُحلِّل إسرائيليّ يكشِف ثقافة الكذب بالمؤسستيْن السياسيّة والأمنيّة

قائد الجبهة الداخليّة بجيش الاحتلال: حجم إطلاق الصواريخ المُنحنية المسار خطير لدى المقاومة
السبت 22 شباط (فبراير) 2020

- زهير أندراوس

مُحلِّل إسرائيليّ يكشِف ثقافة الكذب بالمؤسستيْن السياسيّة والأمنيّة: خلق الإحساس الزائف بأنّ الكيان إمبراطوريّة عسكريّة وهذا هراء وانخفاضٌ حادٌّ بقوّة الدولة العبريّة بالعقد الأخير

يُعتبر مُحلِّل الشؤون العسكريّة والأمنيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، يُعتبر من أبرز الناطقين غيرُ الرسميين بلسان جيش الاحتلال، علمًا أنّه من أقرّب المُقرّبين لقادة جيش الاحتلال، ويستقي معلوماته من كبار المسؤولين في المؤسسة العسكريّة، وبالتالي فإنّه عندما ينشر مقالاً يتضمّن النقد اللاذع للمُستويين الأمنيّ والسياسيّ في الكيان، فيجِب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الوضع فعلاً بات مُعقدًا ومُركّبًا، إنْ لم يكُن خطيرًا جدًا.
فيشمان قال في مقالٍ نشره بالصحيفة العبريّة إنّ المعقل الإيرانيّ في سوريّة يتفكّك، وإسرائيل هي القوة العظمى العسكرية الثامنة في العالم، وحماس تتطلع إلى تسوية مع إسرائيل التي لم يتبقَ أمامها غير أنْ تحرر إسرائيل لها طرف خيط اقتصاديًا كي تتمكن من البدء بتفكيك الملاجئ في غلاف غزة، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ هذه حفنة من الترهات التي تخرج على لسان القيادة السياسيّة الأمنيّة في الأسابيع الأخيرة، كجزءٍ من الدعاية الانتخابيّة، مُوضِحًا أنّهم يخلقون إحساسًا زائفًا بالقوة: نحن إمبراطورية، مُذكِّرًا بالوقت ذاته أنّ هذه هي أعراض الغرور الذي عاشه الكيان عشية حرب 1973 وحرب لبنان 1982.
وهاجم المُحلِّل بشدّةٍ وزير الأمن الجديد، نفتالي بينيت حول تأكيد الأخير بأنّ المعقل الإيرانيّ بسوريّة يتفكك، ومتسائلاً: هل بات من الممكن لصورة استخبارية بعد شهر من تصفية الجنرال قاسم سليماني أنْ تدُلّ على تحوِّلٍ إستراتيجيٍّ كهذا لدى الإيرانيين؟ لافتًا إلى أنّ تل أبيب تستخِّف بوريث قاسم سليماني، إسماعيل قاآني، تمامًا مثلما لم تُقدّر السادات وسيّد المُقاومة حسن نصر الله على نحوٍ صحيحٍ في بداية طريقهما.
ونقل عن مصادره الرفيعة بتل أبيب قولها إنّ قيود قوة قاآني السياسيّة قد تدفعه نحو قرارات أكثر مغامرة بكثير في المجال العسكريّ، مُشيرةً إلى أنّ محمد حجازي الذي عُيِّن نائبًا لقاآني، هو قائد فيلق لبنان في فيلق القدس، وشخصيّة مركزيّة في مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، والذي يُقِّر قادة الكيان بعدم وجود دفاعاتٍ لديهم لصدّ هذه الصواريخ في حال اندلعت الحرب.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أكّد المُحلِّل فيشمان على أنّ التسهيلات التي أعطيت لحماس في مؤخرًا هي وليدة خيال ابتكرته إسرائيل لنفسها، وبموجبه حشرت حماس بالزاوية ونشأت نافذة فرص لفرض الهدوء عليها، مُضيفًا أنّ هذا الخيال هو الذي يقف خلف القول الهاذي لوزير الأمن عن الإرهاب الآخذ في الأفول، الأمر الذي يُبرِّر إصدار آلاف تصاريح العمل للعاملين من غزة في إسرائيل بدون مقابل، مُشيرًا إلى أنّ يومين بدون بالونات لا يعنيان أنّ “الإرهاب” ينطفئ، فمنذ سنتين وهم يروون لنا بأنّ التسوية خلف الزاوية، غير أنّ حماس لا تتعاون مع هذه القصة، ولا توقف الإرهاب من القطاع، وتواصل ابتزاز إسرائيل بنارٍ صاروخيّةٍ وترفض الحديث عن الأسرى والمفقودين، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ حماس تضغط بنجاحٍ على إسرائيل، والعكس ليس صحيحًا، على حدّ تعبيره.
ولكن، أضاف المُحلِّل، فإنّ الخدعة الأكبر هي من مدرسة نتنياهو، التي تقول إنّ إسرائيل هي القوة العظمى الثامنة في العالم، استنادًا إلى استطلاعٍ رأي العّام لا مصداقية له إذْ أنّه يؤكِّد في نتائجه إنّه فيما يتعلّق بصورة القوّة العسكريّة لإسرائيل، فقد صنفها المستطلعون في المكان الثاني في العالم بعد روسيا وقبل الولايات المتحدة والصين، ورئيس الوزراء لا يستخدم هذا المعطى كي لا يجعل من نفسه أضحوكةً، وتابع المُحلِّل ناقلاً عن مصادره قولها إنّ معاهد بحث رائدة في العالم في مجال الأمن، التي تستنِد إلى مواد استخبارية ومعطيات علنية، تشير إلى انخفاضٍ تدريجيٍّ في قدرة إسرائيل العسكريّة في العقد الأخير، بما في ذلك موضوع النوويّ، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، قال أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة حيفا، أوري بار-يوسف إنّه في ظلّ غياب ردٍّ تكنولوجيٍّ عسكريٍّ فعّالٍ ضدّ تهديد الصواريخ، لا يوجد مناص من التوصل إلى استنتاج أنّ هناك وضعًا من “توازن الرعب” قد نشأ بين إسرائيل وبين أعدائها، ومصدر هذا المفهوم هو في الحرب الباردة، وهو يصف توازنًا بين طرفين لكلّ واحدٍ فيه القدرة على تدمير الآخر بواسطة سلاحٍ نوويٍّ، ولكن لا يمكنه منع تدميره هو نفسه، مُضيفًا: توازن ثقل كهذا يُمكِن أنْ يعيش، حتى بصورة أكثر ضعفًا، ولو في وضع يكون التهديد فيه تقليديًا، مُختتِمًا بالقول إنّ إيران وحلفاؤها اليوم يمكنهم أنْ يُلحِقوا بإسرائيل ضررًا غير محتمل، وهذه القدرة تزداد، على حدّ تعبيره.

- قائد الجبهة الداخليّة بجيش الاحتلال: حجم إطلاق الصواريخ المُنحنية المسار بالكمّ وبالوزن والدقّة الكبيرة لدى الأعداء تطوّر والتحدّي بات على عدّة جبهاتٍ وبعدّة أبعادٍ وسيسقط عشرات آلاف القتلى الإسرائيليين

حذّر قائد الجبهة الداخليّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال تامير يدعي، من اللامبالاة السائدة في كيان الاحتلال فيما يتعلق بتهديدات “السايبر”، وقال خلال ندوة “الأمن والطوارئ” في مؤتمر الحكم المحليّ والحداثة 2020MUNI EXPO، قال إنّ التهديد على الدولة العبريّة مختلف بحجمه عمّا كان عليه في السابق، من العام 1948، أيْ عام النكبة، والذي أٌقيمت فيه إسرائيل على أرض فلسطين، وحتى اليوم.
وبحسب موقع (ISRAELDEFENSE) الإسرائيليّ، المُختَّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، فقد رأى الجنرال يدعي أنّه يجب الفهم أنّ فرضية العمل في الطرف الآخر قد تغيّرت، وأيضًا تغيّر حجم إطلاق الصواريخ المنحنية المسار بالكمّ وبالوزن والدقة الكبيرة، وأنّ التحدّي أصبح على عدّة جبهاتٍ بعدّة أبعادٍ، على حدّ قوله.
وأضاف الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّه إذا كانت كلّ الأحداث تتركز في الماضي حول عدد الطلقات التي تمّ إطلاقها وعدد الأشخاص الذين قتلوا، فهذا نقاش لا قيمة له الآن، موضحًا في الآن عينه أنّ مساحة “السايبر” هي بُعد جديد، وعندما ننظر إلى الجبهة المدنيّة فإنّها حدث من نوع آخر، ونحن غير مستعدين له بالشكل المناسب ويجب أنْ ننظر إلى الحلقات الضعيفة في السلسلة، طبقًا لأقواله.
ومضى الجنرال يدعي قائلاً إنّه من المُهِّم أنْ نفهم المعاني التي نواجهها اليوم، فالأمر لم يعد يُشبِه نفس إطلاق النار المزعج الذي واجهناه في عملية “الجرف الصلب”(2014) أوْ في “حرب لبنان الثانية” (2006)، إنّه إطلاق نار لديه قدرة على إحداث فوضى كبيرة في بعض الأماكن، بل وأيضًا شلّ الوظائف في الجبهة الداخليّة، على حد قوله.
ولفت الجنرال يدعي إلى أنّه في السابق تمّ الفصل بين الجبهة الأماميّة، والجبهة الداخليّة، لكن هذا الفصل لا معنى له اليوم، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ وظيفة الجبهة الداخليّة هي بوليصة تأمين الهجوم، وأنّه لن يكون من السهل تحقيق انتصار واضح وجلي إلى هذا الحدّ إذا لم تكُنْ الجبهة الداخليّة قويّةً بما يكفي، وفق أقواله.
على صلةٍ بما سلف، فإنّ يسرائيل هارئيل، من غلاة المُستوطنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والذي شغل منصب رئيس ما يُطلق عليه مجلس المُستوطنات لمدّة 15 عامًا، قرر الخروج عن الصّف والتغريد خارج السرب، ونشر مقالاً في صحيفة (هآرتس) تناول فيه مناعة العمق الإسرائيليّ، وفي ردٍّ على ما تحاول القيادة الإسرائيليّة تصويره عن مناعةٍ قوميّةٍ لدى الجمهور الإسرائيليّ، لفت هرئيل إلى أنّ ردود الفعل الإشكاليّة للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخيّة خلال حرب لبنان الثانية، والهرب الجماعيّ لسكان النقب في ضوء قصف حماس خلال عملية “الجرف الصامد”، أثبتت أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتّع بقدرةٍ مُنخفضةٍ ومُقلقةٍ على المواجهة، كما قال.
هرئيل وصف تباهي قائد سلاح الجو الإسرائيليّ السابِق الجنرال في الاحتياط أمير إيشل، بأنّ إسرائيل نفذّت في السنوات الخمس الماضية نحو 200 هجوم في سوريّة، بأنّه “فرح الفقراء”، إذْ لم تمنع هذه الهجمات من نقل نحو 150 ألف صاروخ آخر إلى حزب الله، على حدّ تعبيره.
وتابع هرئيل قائلاً إنّه في حال إطلاق الصواريخ من الشمال والشرق والجنوب ضدّ إسرائيل، فإنّ إسرائيل ستفوز بهذه المعركة، لكن بعد سقوط عشرات آلاف القتلى في صفوفها، والقصد في العمق، علمًا أنّ تصريحات المسؤولين الأمنيين والسياسيين في تل أبيب تؤكّد على أنّه في حال اندلاع الحرب مع حزب الله، فإنّ منظومات الدفاع الإسرائيليّة ستُخصص للدفاع عن المنشآت والأماكن الإستراتيجيّة، وليس للدفاع عن المواطنين.
وأراد هرئيل بذلك، تسليط الضوء على الجانب المظلم من عقيدة “المعركة بين الحروب”، التي أعلنتها إسرائيل في العام 2016 والهادفة إلى منع تعاظم قدرات حزب الله، باعتبار أنّ معيار نجاحها يكمن في نتائجها وتداعياتها على مستوى القدرات، ومن أهّم تجليات هذه النتائج، الصراخ والتهويل الذي يعلو في الداخل الإسرائيليّ، بفعل التعاظم النوعيّ والكميّ الهائل في قدرات حزب الله، كما قال المُحلِّل الإسرائيليّ، المعروف بأنّه من غلاة المُستوطنين الإسرائيليين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2184524

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184524 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40