السبت 25 كانون الثاني (يناير) 2020

ضم غور الاردن وصفقة القرن

السبت 25 كانون الثاني (يناير) 2020

- زهير اندراوس

- تل أبيب: قرار ضمّ الأغوار الذي يُخطّط له اليمين الإسرائيليّ لن يتِّم دون إسقاط الملك عبد الله وزعزعة النظام بالأردن مشروع مُشترَك للمُستوطنين والمسيحيين الإنجيليّين وداعمي ترامب

بعد أنْ بات ضمّ غور الأردن للسيادة الإسرائيليّة محّل إجماعٍ صهيونيٍّ من قبل قادة الأحزاب الكبرى، وفي مقدّمتها حزب (ليكود) بقيادة رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، ومُنافسه، الجنرال بالاحتياط بيني غانتس، زعيم حزب (أبيض-أرزق)، بات الخبراء ومراكز الأبحاث وكوكبة من المُحلّلين يُناقِشون الثمن الذي ستدفعه الدولة العبريّة لتنفيذ هذا المُخطّط، حيثُ قدّر كاتبٌ إسرائيليٌّ بارزٌ، أنّ ضمّ الاحتلال الإسرائيليّ للمناطق “C” في الضفة الغربيّة المحتلة، يحتاج بشكلٍ ضروريٍّ إلى إسقاط النظام الأردنيّ الحالي الذي يقف على رأسه ملك الأردن عبد الله الثاني.
وأوضح الكاتب الإسرائيليّ، روغل ألفر، في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية، أوضح أنّه تبينّ لليمين في الكيان عدم وجود حلٍّ لمسألة حقوق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربيّة بعد عملية الضمّ المخطط لها، سوى إسقاط النظام الهاشميّ في الأردن، على حدّ تعبيره.
وأضاف ألفر أنّه بالتالي، لا يمكن أنْ يسري قرار الضمّ الذي يخطّط له اليمين دون إسقاط النظام في عمّان وتحويل الأردن إلى فلسطين بديلة، وعليه إذا ما بقي الملك عبد الله متربعًا على عرشه، هناك خطورة بأنْ يؤدّي قرار الضمّ إلى ولادة دولةٍ ثنائيّة القوميّة يتمتّع بها الفلسطينيّون بحقّ الاقتراع والترشح للكنيست، لذا فالبديل الوحيد هو دولة أبرتهايد (عزل عنصريّ)، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ اليمين الإسرائيليّ يفترض، وبحقّ، أنّ العالم سيُفضّل التضحية بالملك عبد الله بدل إدانة دولة الأبرتهايد الإسرائيليّة، مُضيفًا أنّه من المتوقّع أنْ يكون مخطط زعزعة النظام بالأردن مشروعًا مشتركًا للمستوطنين، آيات الله في إيران، الإنجيليّين وداعمي ترامب.
وختم بالقول: كما ترون، إنّه نفس حلّ عام 1947 الذي أفسح المجال لإقامة “دولة اليهود” بدلاً من إقامة دولة ثنائيّة القوميّة. إنّه نفس الحلّ الذي ولّد لاحقًا أيضًا نوع العنصرية الذي تفوه بها مؤخّرًا الحاخام الأكبر يتسحاق يوسف، تجاه “القادمين الجدد غير اليهود” من الاتّحاد السوفييتيّ سابقًا، طبقًا لأقواله.
وقدّر الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، عاموس هرئيل، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يفعل كلّ ما في استطاعته لتحطيم الفلسطينيين، سيُساعِد اليمين الإسرائيليّ على تحقيق خطة الضمّ، مشددًا على أنّ إسقاط النظام الحاليّ في الأردن، هو شرطٌ ضروريٌّ لتطبيق خطة الضمّ الإسرائيليّة، كما قال.
ورأت الكاتبة الإسرائيلية، كارني الداد، في صحيفة (ماكور ريشون) اليمينيّة-المُتطرّفة، رأت أنّه في حال ضمّ الضفّة الغربيّة للسيادة الإسرائيليّة، سيكون على الفلسطينيين الاختيار، مَنْ يريد البقاء بهدوء، عليه أنْ يكون لطيفًا، ويجب أنْ يتنازل عن طموحاته القوميّة، ومَنْ يريد يحلم بفلسطين الكاملة سيتّم طرده وطرد عائلته، أيْ ترانسفير وتطهير عرقيّ، وجاءت هذه الأقوال العنصريّة في مقالٍ للكاتبة جاء تحت عنوان: “اسمحوا للفلسطينيين في القدس الشرقيّة بالتصويت في انتخابات السلطة”.
وتساءل المُحلِّل ألفر: بأيّ انفتاحٍ وعفويةٍ تتّم مناقشة الترانسفير؟، فشرعيته مفهومة جدًا بحدّ ذاتها في نظر اليمين حتى درجة عدم وجود حاجة إلى تبريرها، مُضيفًا في الوقت عينه: ماذا بشأن من يريد البقاء بهدوء ويتنازل عن طموحاته القومية، بحسب تعبير الداد، التي تدرك الخطر، بأننا إذا قمنا بضمّ الضفة الغربيّة، فسنجد أنفسنا أقليةً في الدولة اليهوديّة، على حدّ تعبيره.
وتابع المُحلِّل قائلاً إنّه لا توجد أيّ فائدة للضم الذي يخطط له اليمين الإسرائيلي، دون إسقاط النظام في الأردن وتحويله إلى فلسطين، وتابع: إليكم يا سادة، يتمّ نقاش موضوع الترانسفير علنًا، وأنّ شرعنة تناول الترانسفير كحلٍّ مطروحٍ على الطاولة، مفهوم ضمنًا لدى اليمين لدرجة أنّ لا حاجة لتبريره.
وتساءل: وماذا بشأن من “يريد أن يبقى هنا هادئًا ولطيفًا وأن يتخلّى عن طموحاته القوميّة”- بلغة السيادة الاستعماريّة التي استخدمتها إلداد؟ وردّ: تعي إلداد جيدًا الخطر الكامن وراء ضمّ يهودا والسامرة حيث تقول: إذا ما قمنا بضمّ يهودا والسامرة، قد نجد أنفسنا أقليّة في دولتنا، لذا فالحلّ بحسب أقوالها كالتالي: عندما يحدث الانقلاب المطلوب في الأردن، سيصبح الحكم بيد أقليّةٍ بدويٍّة تحكم السكّان الذين هم بأغلبيّتهم فلسطينيّين، عندها سيقوم الفلسطينيّون في يهودا والسامرة بالتصويت للبرلمان الأردنيّ، لافتةً إلى أنّه طالما بقي الملك عبد الله على كرسيه، هناك خطر أنْ يؤدي الضمّ لدولةٍ ثنائية القومية، فيها يحظى الشعب الفلسطينيّ بحقه في أنْ ينتخبوا ويُنتخبوا للكنيست، والبديل الوحيد سيكون دولة أبرتهايد (فصل عنصري)، مُشيرةً إلى أنّ اليمين الإسرائيليّ يفترض أنّ العالم يُفضِّل التضحية بالملك الأردنيّ، عبد الله الثاني، على الاعتراف بشرعية دولة أبرتهايد إسرائيليّة، على حدّ قولها.

- تل أبيب: الأمريكيون غيّروا “صفقة القرن” بناءً على طلبات نتنياهو والخطّة تشمل دولةً فلسطينيّةً منزوعة السلاح على 80 بالمائة من الضفّة والقطاع وبقاء جميع المُستوطنات

أجمع المُراقبون والخبراء والمُحلِّلون في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، أجمعوا على أنّ “خطّة السلام الأمريكيّة”، التي باتت معروفة بـ”صفقة القرن”، هي من أفضل “خطط السلام”، التي طُرِحت على الأجندة منذ ٌامة الدولة العبريّة في العام 1948 لافتين في الوقت عينه إلى أنّه تمّ تفصيل جميع بنود الخطّة وفق مقاسات رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، لنتكون بمثابة هديّةٍ له من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عشية الانتخابات التشريعيّة التي ستجري في كيان الاحتلال في الثاني من آذار (مارس) القادم، ويتبيّن من التقارير والتحليلات في الإعلام العبريّ أنّ واشنطن وتل أبيب تقومان بإدارة الصراع، وليس العمل على حلّه، إذْ شدّدّ المُراقبون بتل أبيب على أنّ واشنطن غيرُ آبهةٍ بالرفض الفلسطينيّ للخطّة، بل على العكس، الرفض من طرف الفلسطينيين سيُثبت مرّة أخرى أنّ الشعب الفلسطينيّ لا يُفوِّت أيّ فرصةٍ لرفض السلام، على حدّ تعبير المصادر بتل أبيب وواشنطن.
وفي هذا السياق، كشف المُحلِّل السياسيّ البارِز في قناة (مكان) التلفزيونيّة العبريّة، شبه الرسميّة، يارون ديكيل، كشف النقاب عن أنّ نتنياهو اطلّع على الخطّة كاملةً قبل أنْ يقوم الأمريكيون بصياغتها بشكلٍ نهائيٍّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الرجل القويّ في واشنطن، سفير تل أبيب، رون ديرمر، اطلع هو الآخر على الخطّة، وأبدى مع نتنياهو ملاحظاته حولها، الأمر الذي دفع صُنّاع القرار في واشنطن إلى تغيير عددٍ من البنود لتكون مقبولةً على الجانب الإسرائيليّ، وتابع المُحلِّل قائلاً إنّ الخطّة ستشمل المفاجآت الكبيرة، أيْ الإيجابيّة لكي تُرضي اليمين الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
وكان موقع صحيفة “إسرائيل هيوم” كشف النقاب، نقلاً عن مصادر وصفها بالـ “رفيعة” في الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، كشف النقاب عن أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب سينشر البند السياسيّ والأساس لـ”صفقة القرن” الأسبوع المقبل، وبحسب الترجيحات الإسرائيليّة الرسميّة، سيتّم نشر هذا الأمر يوم الأحد أوْ يوم الاثنين القادميْن.
وبحسب الموقع المذكور، فإنّ هدف زيارة مستشار ترامب جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للبيت الأبيض آفي بركوفيتش والمبعوث الأمريكيّ إلى إيران براين هوك للدولة العبريّة هو إبلاغ القيادة الإسرائيليّة عن التطورات التي من المتوقع أن يكون لها دلالات كبيرة على كيان الاحتلال والمنطقة، كما أكّد الموقع المُقرّب جدًا من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نتنياهو.
وتحت عنوان “في الطريق نحو تطوّرٍ سياسيٍّ هامٍّ”، قال محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، عميت سيغل، قال نقلاً عن محافل رفيعة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن، إنّ الأمريكيين سوف يبلِّغون قريبًا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “أزرق-أبيض” بني غانتس عن “صفقة القرن”، ووفق المصادر في تل أبيب فإنّ نتنياهو وغانتس سيصلان إلى واشنطن بدعوةٍ رسميّةٍ من البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم. وأضاف المُحلّل سيغل أنّ الإدارة الأمريكيّة لن تنتظر نتائج جولة الانتخابات الإسرائيليّة الثالثة بعد أقّل من شهرين، على حدّ تعبيره.
وكان لافِتًا جدًا أنّ نائب الرئيس الأمريكيّ مايك بينس، الذي زار كيان الاحتلال بمناسبة منتدى “الكارثة” الدوليّ، قد اجتمع مع نتنياهو، وخلال الاجتماع الذي تمّ فتح أمام وسائل الإعلام، وجّه بينس دعوةً لنتنياهو لزيارة واشنطن للاطلاع على “صفقة القرن”، عندها بدأ نتنياهو يتكلّم وقال إنّه وجد من المُناسِب أنْ يُوجَه دعوة لرئيس حزب (كاحول لافان) غانتس لزيارة واشنطن في نفس اليوم لأنّ الحديث يدور عن قضيّة وطنيّةٍ من الدرجة الأولى، على حدّ تعبيره. وكشفت وسائل الإعلام العبريّة اليوم الجمعة النقاب عن أنّ غانتس كان على تواصلٍ مع الإدارة الأمريكيّة وتلقّى تباعًا تفاصيل عن خطة السلام الأمريكيّة، بحسب المصادر واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أوضحت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّه في الأسبوع الأخير أجرى الاحتلال نقاشات كثيرة درس خلالها سيناريوهات مختلفة لتداعيات إعلان “صفقة القرن” التي قد تشعل المنطقة، لذلك قرّر رفع مستوى الجهوزية والتأهب في المنطقة بشكلٍ فوريٍّ.
إلى ذلك، قال وزير الحرب نفتالي بينت مُعقبًا على صفقة القرن: “لن نسمح بتسليم الأرض للعرب ولن نسمح بإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ”، وفي هذا السياق قال مُحلِّل الشؤون السياسيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ إنّ الحديث يدور عن إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ منزوعة السلاح على مساحة 80 بالمائة من أراضي الضفّة الغربيّة المُحتلّة وقطاع غزّة، مُشدّدًا، نقلاً عن المصادر في تل أبيب وواشنطن، على أنّ المُستوطنات ستبقى كما هي، ولن يتّم هدم أيّ مستوطنةٍ بالضفّة الغربيّة.
يُشار إلى أنّ طرح خطّة السلام الأمريكيّة في هذا الوقت بالذات، أفادت وسائل الإعلام العبريّة، تخدِم ترامب ونتنياهو على حدٍّ سواء، فترامب يُريد أنْ يظهر أمام الرأي العّام في بلاده، عشية الانتخابات الرئاسيّة على أنّه زعيم العالم الحُرّ (!)، فيما يُريد نتنياهو صرف الأنظار عن قضايا الفساد المُتهّم فيها، وخصوصًا أنّه يوم الثلاثاء القادم من المُقرر أنْ تعقد الكنيست جلسةً خاصّةً من أجل رفض طلبه لنيل الحصانة لكي لا يُحاكم، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.

- مصادر رفيعة بواشنطن وتل أبيب: الأمريكيون لم يهدِفوا لتحقيق السلام بين الطرفين وخطّة ترامب للضمّ فقط وليس مُستبعدًا أنْ تُقدِّم أمريكا الحكم لنتنياهو على طبقٍ من ذهب

يبدو واضحًا وجليًا أنّ خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، والتي بحسب المصادر في تل أبيب وواشنطن، سيتّم طرح الجزء السياسيّ منها يوم الثلاثاء القادم، لم تتمكّن من السيطرة على الأجندة السياسيّة والإعلاميّة في كيان الاحتلال، وللتدليل على ذلك، تكفي الإشارة إلى أنّ قضية الفتاة الروسيّة، نعاما يسسخار، المسجونة في روسيا، والتي من المُتوقّع إطلاق سراحها بعد تدّخل الرئيس بوتن، تحتّل الموقع الأوّل في الرأي العام الإسرائيليّ بدون مُنازعٍ، وبحسب المُراقبين فإنّ نتنياهو أوعز للأمريكيين بطرح المُبادرة عشية الانتخابات في إسرائيل لتكون بمثابة هديّةٍ له تُمكّنه من التملّص من لوائح الاتهام المُقدّمة ضدّه في قضايا الفساد وتلقي الرشاوى.
وفي هذا السياق نقلت مُحلّلة الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن مصادر رفيعةٍ في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب قولها إنّه في مناسباتٍ عديدةٍ أثبت الأمريكيون مرّةً بعد أُخرى أنّ خطّة السلام لا تهدف إلى تحقيق سلامٍ إسرائيليٍّ-فلسطينيٍّ، على حدّ تعبيرها.
وتابعت أنّه بعد سنوات من التصريحات والتخطيط، المرفقة بقدر كبير من التوقعات، من المتوقع أخيرًا الكشف كليًا عن الجزء السياسيّ من خطة إدارة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لافتةً إلى أنّ الطاقم المسؤول برئاسة صهر الرئيس جاريد كوشنير، سئم من انتظار نتائج الانتخابات التي لا تنتهي في إسرائيل، مُضيفةً أنّ الموفد الشاب إلى المنطقة، آفي بركوفيتش، مساعد كوشنير السابق الذي حلّ محل جايسون غرينبلات، رأى كيف تخسر مهمته قيمتها بمرور الوقت، وكلّما قصرّت الولاية السياسية للمسؤولين بتل أبيب وواشنطن، كلّما فقد العاملون في هذه المهمة صبرهم، وخشوا من أنْ تُدفن المسودة التي كتبوها حتى من دون نعي.
لذلك، تابعت المصادر كما قالت المراسلة السياسيّة لـ”هآرتس” في تحليلها، الذي نقلته للعربيّة مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة في بيروت، تابعت قائلةً إنّه عندما أعطى غانتس هذا الأسبوع الضوء الأخضر رسميًا للتدخل في المعركة الانتخابية الثالثة، بعد أنْ أدرك أنّ الخطة من الممكن أنْ تُنشر معه أوْ من دونه، بدأ العد العكسيّ العلنيّ لحفل إطلاقها في البيت الأبيض.
وأردفت: غانتس المحاط بالألغام لم يكن قادرًا على تقدير حجم المواد الناسفة التي تحيط به، ويا للعجب، الموعد المقرر لإطلاق الصفقة، ليس سوى اليوم الذي من المتوقع أنْ تجري فيه أيضًا مناقشة حصانة بنيامين نتنياهو، وهكذا تحولّت صفقة السلام الموعود بين إسرائيل والفلسطينيين إلى صفقة السلام بين نتنياهو وغانتس، أوْ لمزيد من الدقة، صفقة القرن لنتنياهو، والاثنان دُعيا معاً إلى مناقشتها، كأنهما هما اللذان يجب أن يتوصلا إلى تفاهمات.
ونقلت أيضًا الصحيفة العبريّة عن المصادر نفسها قولها إنّ هذا التوجه ليس من المفترض أنْ يفاجئ مَنْ تابع عن قرب الكشف عن الجزء الأول، الاقتصادي، من الخطة، في المؤتمر الاحتفالي الذي عُقد في حزيران (يونيو) في العاصمة البحرينية المنامة، فقد كان واضحًا لكلّ الذين حضروا المؤتمر أنّ الفلسطينيين ليسوا طرفًا، هم يظهرون في الصور وفي الفيديوهات، لكن هذا الحدث لم يكن أبدًا من أجلهم.
وأشارت المصادر إلى أنّه إلى جانب الوعود المتكررة من جانب أطراف إسرائيلية منذ أيلول (سبتمبر) بأنّ الخطة ستضمن سيادة إسرائيلية على كل المستوطنات، وضم غور الأردن وترسيخه كحدود شرقية لإسرائيل، تؤكد هذه الأطراف أن رفضًا فلسطينيًا فوريًا لترامب سيؤدي إلى شرعنة هذه الخطوات أيضًا من طرفٍ واحدٍ، لذا يُطرح السؤال أليس من الأصح تسمية هذه الخطة خطة الضمّ، ومن جهةٍ أُخرى، تحذر هذه الأطراف من وجود وجه آخر للعملة: كل المدنيين الفلسطينيين سيبقون أيضًا تحت سيطرة السلطة التي ستُعتبر دولة منزوعة السلاح.
مع ذلك، قالت المصادر عينها، إنّه من المهم أنْ نتذكّر أنّ كلّ ذلك هو تسريبات تمثل في الأساس المصلحة في تسويق هذه الخطة للجمهور الإسرائيليّ، اليميني في أغلبيته، ما الذي يوجد فعلاً في الوثيقة، كلّه سنعرفه بالتحديد فقط مع الكشف الكامل عنها قريبًا، وخلُصت المُحلِّلة الإسرائيليّة إلى القول إنّ المشهد سيكون من دون شك غريبًا جدًا: اثنان يطمعان بعرش إسرائيل يناقشان معًا في البيت الأبيض خطة سلام من دون شريكٍ فلسطينيٍّ، بدعم من اليمين وبمعارضة اليسار، ربمّا على الأقل سينتج من ذلك حكومة، على حدّ قولها.
مهما يكُن من أمر، فهذه الهديّة الثالثة التي يمنحها الرئيس الأمريكيّ ترامب لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو: الأولى، نقل السفارة إلى القدس، الثانيّة، الاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجزء المُحتّل من الجولان العربيّ-السوريّ، و”خطّة السلام” هي الهديّة الثالثة، وبرأي المُحلِّل في (هآرتس)، حيمي شاليف، فإنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنْ يُقدّم الأمريكيون الحكم لنتنياهو على طبقٍ من ذهب، على حدّ وصفه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2184570

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184570 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40