السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2020

تعتيمٌ إسرائيليٌّ على إطلاق الأسير السوريّ صدقي المقت

القاهرة قد تمنع هنيّة من العودة للقطاع بسبب مُشاركته وتصريحاته بتشييع سليماني
السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2020

- زهير أندراوس

قال بيان رسمي صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إنّ إطلاق سراح الأسيرين العربيين-السوريين، وهما من سُكّان الجولان المُحتّل، هو بادرة حسن نية من جهة الكيان لروسيا على قيامها بإعادة رفات الجنديّ الإسرائيليّ، زخاريا باومل، الذي قُتِل في معركة السلطان يعقوب، (العاشر من حزيران “يونيو” 1982)، ووفق المعلومات الإسرائيليّة كان مدفونًا في مقبرةٍ بالقرب من العاصمة السوريّة، دمشق.
ومن الجدير بالذكر أنّ الحكومة الإسرائيليّة كانت قد قررت في بداية شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الماضي إطلاق سراحهما، شريطة طردهما للعاصمة السوريّة دمشق لمدّة عشرين عامًا، الأمر الذي رفضاه وأصرا على العودة إلى الجولان العربيّ-السوريّ المُحتّل، وبسبب هذا التطوّر جرت، على ما يبدو اتصالاتٍ بين الجانبين، الإسرائيليّ والروسيّ، وقررت حكومة بنيامين نتنياهو تغيير القرار والسماح لهما بالعودة إلى مكان سُكناهما بمجدل شمس في الجولان المُحتّل، وشدّدّت صحيفة (هآرتس) العبريّة في تقريرها على أنّ جميع القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيليّة وكيفية وآلية اتخاذها ما زالت طيّ الكتمان، ولا تسمح الرقابة العسكريّة لوسائل الإعلام بنشر تفاصيل الصفقة، إذا جاز التعبير.
وقال الأسير المحرر في تصريح لدى تحريره من معتقلات الاحتلال: كما تحررت بدون شروط سيتحرر الجولان بدون شروط وسأتابع مشوار النضال حتى تحرير كامل الجولان المحتل، ووجّه المقت التحية إلى الرئيس بشار الأسد والجيش العربيّ السوريّ وللشعب السوريّ مؤكّدًا أنّه كما انتصرنا على الإرهاب انتصرت إرادتنا اليوم.
كما وجّه الأسير المحرر التحية لأحرار الجولان العربيّ السوريّ مشددًا على أنّه عائد إلى الجولان بإرادةٍ سوريّةٍ حرّةٍ لاستكمال مسيرة دحر الاحتلال وقال: أهل الجولان كانوا في القلب طيلة فترة السجن ونتطلع للتحرير بهمة جميع السوريين، وتابع: كنّا والأسرى الفلسطينيون معًا في معركة النضال ضدّ الاحتلال مطالبًا بإطلاق سراحهم فورًا.
على صلةٍ بما سلف، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، قال إنّه على خلفية التطورات المختلفة التي تحصل في الشرق الأوسط، يستعد المعنيون في المؤسسة الأمنية، في مجلس الأمن القومي وديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو تمهيدًا لقدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية الشهر الجاري.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فسيكون بالإمكان فهم مَنْ هم أعضاء الوفد فقط في اللحظة الأخيرة، وما هو مقدار الأهمية التي يعطيها الروس للزيارة وما هي المجالات التي قد ترتكز عليها، على حدّ تعبيرها.
وأوضحت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، كما شدّدّ الموقع العبريّ، أوضحت أنّ الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، لن يأتي بيديْن فارغتيْن للقيام بزياراتٍ رسميّةٍ مخططةٍ مُسبقًا من هذا النوع، وهو يُمكِن أنْ يفاجئ، بشكلٍ إيجابيٍّ، الحكومة والجمهور في كيان الاحتلال في كثير من المجالات، لكن الروس يطلبون مقابل وفقًا لذلك، كما شدّدّت المصادر عينها.
ولفت المُحلّل العسكريّ إلى أنّه طبقًا لتقارير أجنبيّةٍ، في السنة الماضية وبالرغم من نفي قاطع في المؤسسة الأمنية، فإنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ قيّد حجم الهجمات في الأجواء السوريّة ضدّ عملية التمركز الإيرانيّ بناءً على طلبٍ روسيٍّ، مُضيفًا في الوقت ذاته إلى أنّ التأهّب في المؤسسة الأمنية هو تمهيد لطلبٍ روسيٍّ إضافيٍّ بتقليص النشاطات الجويّة الإسرائيليّة في المجال السوريّ وتخفيف الاحتكاك بشكلٍ عامٍ مع إيران في الفترة القريبة.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أكّد المُحلِّل العسكريّ على أنّه بحسب تقديرات مصادر إسرائيليّة، يُحتمل كثيرًا أنْ تُطرح خلال المحادثات أسئلة حول مساعي العثور على مفقودين إسرائيليين اثنيْن في الأراضي السوريّة، وكذلك أيضًا قضية نعمه يسسخار، الإسرائيليّة المسجونة في روسيا، حيث أنّ قضيتها مطروحة على جدول الأعمال الإسرائيليّ، وكان نتنياهو شخصيًا قد وعد عائلتها بإطلاق سراحها قريبًا، علمًا أنّ المحكمة الروسيّة فرضت عليها السجن الفعليّ لمدة سبع سنوات بعد إدانتها بحيازتها المخدرات.
عُلاوةً على ذلك، أضاف الموقع العبريّ، فإنّ الزيارة المفاجئة لبوتين إلى سوريّة هذا الأسبوع فاجأت ليس فقط جهات سياسية وأمنية في تل أبيب، إنمّا أيضًا جهات مهنيّة وصحافية في روسيا، مُشيرًا في نفس الوقت إلى أنّ التلميح حول ماهية الزيارة ظَهَرَ قبل يوم من ذلك، أيْ يوم الاثنين، بعد أنْ أبلغت وزارة الدفاع الروسيّة وسائل الإعلام المحليّة عن حديثٍ هاتفيٍّ بين وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الإيرانيّ محمد باقري.
وتابعت المصادر في تل أبيب قائلةً للموقع العبريّ إنّ الحديث يدور عن قضيّةٍ استثنائيّةٍ: ليس فقط بأصل نشر إجراء الاتصال، بل حقيقة أنّ وزير الدفاع الروسيّ لم يتصل بنظيره الإيرانيّ، بل برئيس الأركان، الأقل منه في مستوى الأهمية، وشدّدّت المصادر على أنّه بحسب التقديرات في الدولة العبريّة، فإنّ اتصال الوزير الروسيّ مع المسؤول العسكريّ الإيرانيّ الرفيع هدفه بالأساس نقل رسائل مُطمئنة لتثبيت المنطقة بعد عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ، اللواء قاسم سليماني، ونوايا إيران بالانتقام، كما أكّدت للموقع العبريّ.
فيما قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، إنّ مشاركة رئيس المكتب السياسيّ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) إسماعيل هنية في جنازة قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني، قد تؤدّي إلى ردود فعلٍ غيرُ متوقعّةٍ من إسرائيل ومصر، على حدّ تعبير المصادر، التي أوضحت في الوقت عينه للصحيفة العبريّة أنّ اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وضع حماس في مأزقٍ كبيرٍ بين اختيارها لترتيبات التهدئة في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيليّ، أوْ الدعم من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على حدّ قولها. يُشار إلى أنّ إسرائيل تؤكِّد دائمًا أنّ إيران تدعم عسكريًا حركتي حماس والجهاد الإسلاميّ في قطاع غزّة، وتقوم بإمدادهما بالسلاح والعتاد المُتطوّريْن.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إنّ التأثير الاستراتيجيّ العسكريّ الإيرانيّ على حماس والجهاد قد يؤثر على ترتيبات التهدئة والاتصالات المُكثفة الجارية في الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل وحماس بشكلٍ غيرُ مباشرٍ وبرعاية المخابرات المصريّة ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف.
عُلاوةً على ذلك، نقلت الصحيفة الإسرائيليّة عن مسؤولٍ في حركة (حماس) قوله إنّ الزيارة إلى طهران لم يكن منسقًا لها، بل تمّت على خلفية اغتيال سليماني، مشيرًا إلى أنّ هنية أبلغ القاهرة قبيل سفره إلى طهران، ورجح المسؤول عينه أنّ الزيارة المذكورة لهنية لا تلقى معارضةً مصريّةً، خاصّةً وأنّ مصر لا تتوافق بالضرورة مع الرؤية الإسرائيليّة بشأن إيران، وعلى نحوٍ خاصٍّ أنّ حركة (حماس) لا زالت متمسكةً بمبادئها التوجيهيّة واتفاقياتها مع القاهرة، بالإضافة إلى أنّ الحركة تُعرِّف نفسها على أنّها حركة تحرّر وطنيّ، كما قال المسؤول للصحيفة.
وطبقًا للصحيفة العبريّة، فقد قالت مصادر أخرى من حركة (حماس)، إنّ المحادثات الرامية إلى تحقيق الاستقرار والهدوء وصلت إلى مراحل متقدمّةٍ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ هناك تسهيلات من الجانبين الإسرائيليّ والمصريّ والجميع يريد الاستمرار في ذلك، كما قالت الصحيفة العبريّة.
وأوضحت الصحيفة العبريّة، أنّ المعضلة ليست بسيطةً لهذه الدرجة، فحماس لا يُمكِن أنْ تتخلّى عن إيران وحزب الله من وجهة نظرها العسكرية الإستراتيجيّة، ولكن من ناحيةٍ أخرى تتحمّل الحركة مسؤولية 2 مليون مدنيّ-فلسطينيّ في غزة، ومصر لن تسمح لأحد بالتحكّم بمصيرهم، لذلك فإنّ الاتجاه الحاليّ هو الحفاظ على توازنٍ صارمٍ، والدليل على ذلك أنّ حماس والجهاد عبرّتا عن غضبهما وإدانتهما لعملية اغتيال سليماني، لكن لا أحد يُفكِّر بالرد عسكريًا، وفق ما ورد في الصحيفة.
وقال مسؤول مصري كبير للصحيفة، إنّ التقديرات بأنّ مصر لن تتخّذ على الفور إجراءات ملموسة ضدّ هنية وقيادة حماس، لكن قد يضطر هنية الانتظار فترةً طويلةً حتى يُسمَح له بالعودة إلى غزة، أوْ ألّا يُسمَح له بالسفر مجددًا خلال المستقبل القريب في حال عاد للقطاع وفكر بالسفر، كما قال المسؤول المصري للصحيفة العبريّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ مصر لن تقوم بتغيير سياستها، وبالإضافة إلى ذلك، ولا ترغب في كسر الصيغة الحاليّة بالحفاظ على الهدوء في غزة ومنع انهيار الوساطة التي تقوم بها لأجل ذلك.، على حدّ قوله.
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، قد قال خلال زيارته لطهران للمُشاركة في تشييع الجنرال سليماني إنّ الأخير كان له دورًا مركزيًا ومحوريًا في دعم المقاومة الفلسطينية، معتبرًا في الوقت عينه أنّ المرحلة مقبلة على تغييراتٍ كبرى وستكون لصالح الأمّة الإسلاميّة، وفقًا لحديثه.
وأضاف هنية: العظيم في شخصية هذا الرجل أنّه كان يعمل مع المقاومة الفلسطينيّة ليس من موقع أنّ هناك دولةً إسلاميّةً تُسانِد، ولكن من موقع الانخراط المباشر والتحالف الاستراتيجيّ مع هذه المقاومة، على حدّ تعبيره، كما نقلت قناة (العالم)، خلال زيارة هنية لمنزل سليماني قائد فيلق القدس الإيرانيّ، في العاصمة طهران، لتقديم واجب العزاء لعائلته باغتياله فجر يوم الجمعة الماضي، بغارةٍ أمريكيّةٍ بالقرب من مطار بغداد الدوليّ.
هذا واعتبرت إسرائيل، عبر إعلامها، الزيارة بمثابة تحدٍّ لها ولمصر أيضًا، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ أقوال هنيّة لدى لإلقاء كلمته خلال التشييع ونعت سليماني بشهيد القدس، يدُلّ على أنّ حماس اختارت أنْ تكون في صفّ ما يُسّمى في الكيان “محور الشرّ” المؤلّف من إيران، سوريّة، حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2184633

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2184633 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40