السبت 4 كانون الثاني (يناير) 2020

نتنياهو يُقصّر زيارته لليونان ويمنع الوزراء من التطرّق لاغتيال سليماني

قتل سليماني والمهندس.. الاغتيال الذي تدارسه الكيان
السبت 4 كانون الثاني (يناير) 2020

أفادت وسائل الإعلام العبريّة، ظهر اليوم الجمعة، أنّ رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، اتخذ قرارًا بقطع زيارته إلى اليونان وتبكير عودته إلى تل أبيب، وذلك في أعقاب التطورات التي تمّ تسجيلها بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه سيرجع للبلاد بعد ظهر اليوم، الجمعة، علمًا بأنّه كان مُقررًا أنْ يعود إلى تل أبيب مساء غدٍ السبت، وتابعت المصادر في تل أبيب قائلةً إنّ نتنياهو أمر الوزراء في حكومته بعدم التطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ لعملية اغتيال سليماني، وأبو مهدي المُهندس في العاصمة العراقيّة بغداد فجر اليوم الجمعة، وتابع المصادر عينها قائلةً إنّه يتلّقى تباعًا التقارير الأمنيّة بشكلٍ مُستمّرٍ وفي الوقت ذاته يُواصِل زيارته لليونان.
إلى ذلك، أطلقت إسرائيل لوسائل إعلامها العبريّة والمُحلّلين والخبراء أطلقت لهم العنان لنشر تداعيات وانعكاسات العدوان الأمريكيّ الإجراميّ الذي تمثّل باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد، حيث قال المُستشرِق داني زاكين في موقع صحيفة (غلوبس) الاقتصاديّة- العبريّة، إنّ سليماني وقع في الفخّ الذي نصبه له الأمريكيون، ومنحهم بذلك سببًا لتصفيته، وفقًا لتعبيره.
ولفت المُستشرِق أيضًا إلى أنّ إيران وسليماني تصرّفا بشكلٍ مُتسّرعٍ جدًا عندما أمرا بمُهاجمة السفارة الأمريكيّة في بغداد تحت غطاء مظاهرات الغضب على العملية الأمريكيّة التي استهدفت مقارٍّ للحشد العبيّ على الحدود السوريّة-العراقيّة، مُضيفًا أنّ واشنطن بحثت عن سببٍ مُقنعٍ وممتازٍ كي يقوموا بتنفيذ عمليّةٍ لردّ الاعتبار على قيام إيران بتصعيد الأمور في منطقة الخليج العربيّ: إسقاط الطائرة الأمريكيّة المُسّيرّة، ضرب منشآت النفط السعوديّة في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّ المُحلّل على أنّ عملية الاغتيال كانت ردًا أمريكيًا صاعِقًا على زيادة التأثير الإيرانيّ في العراق، كما أكّد، استنادًا إلى مصادره الرفيعة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ.
ونقلت صحيفة (غلوبس)، كما جاء على موقعها الالكترونيّ، نقلت عن مصدرٍ استخباراتيٍّ وصفته بأنّه رفيع المُستوى في تل أبيب، نقلت عنه قوله إنّ الحديث يجري إنجازٍ للمُخابرات الأمريكيّة، ومن غيرُ المُستبعد، أضاف المصدر عينه، أنْ يكون الأمريكيون قد تلّقوا مُساعدةً من جهاز مخابراتيّ غربيّ، في تلميحٍ غيرُ مُباشرٍ إلى المُساعدة من إسرائيل، أوْ حتى من المُخابرات العراقيّة، على حدّ زعمه.
وأضاف المصدر الإسرائيليّ الرفيع قائلاً إنّ إيران تركّزت على مرّ السنوات الأخيرة في التخطيط والتنفيذ للعمليات ضدّ الولايات المُتحدّة والدولة العبريّة، بالإضافة إلى أعدائها في الوطن العربيّ، بما في ذلك تنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ، مُشيرًا إلى أنّ سليماني هو الرجل الذي ترأس هذه العمليات وأشرف عليها، وكان مسؤولاً عن مئات العمليات الإرهابيّة، التي أدّت لمقتل المئات من المُواطنين، وبالإضافة إلى التهديد المذكور، أضاف المصدر في تل أبيب، فإنّ سليماني كان المسؤول عن إنشاء عشرات الميلشيات المُسلحّة التابِعة له في كلٍّ من العراق، سوريّة ودولٍ أخرى، على حدّ قوله.
في السياق عينه، نشر موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة مقالاً لمُحلِّل الشؤون العسكريّة، عاموس هارئيل، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، حيث قال إنّ تنفيذ عملية الاغتيال من قبل الولايات المُتحدّة تؤكّد على أنّ واشنطن قامت بالمُقامرة على الكلّ وسجلّت عبر تصفية سليماني والمُهندس خطوةً أخرى نحو الحرب مع إيران، كما قال.
ونقل المُحلِّل عن مصادره بالمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّ الجنرال سليماني كان الابن المُدلّل لمرشد الثورة الإيرانيّة، علي خامنائي، الذي رأى فيه مُرشحًا لقيادة إيران من منصب الرئيس، مُضيفًا أنّ عملية الاغتيال أصابت إيران في المكان المُؤلِم والمُوجِع، الأمر الذي سيدفع الجمهوريّة الإسلاميّة إلى تنفيذ ردّ فعلٍ سيستمّر فترةً طويلةً، كما حذّر المُحلِّل من أنّ التصعيد بين واشنطن وطهران من شأنه أنْ يؤدّي إلى توريط إسرائيل، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ عملية الاغتيال تُقرِّب إيران وأمريكا إلى الحرب بينهما، على الرغم من أنّهما ليسا معنيتين بها، كما قال.
وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ في سياق مقاله على أنّ الجنرال سليماني كان إرهابيًا، وأنّ أيديه مُلطّخة بالدماء، مُوضحًا أنّ ردّ الفعل على أنّ العالم سيكون أسعد بدونه هو صحيح جدًا، مُضيفًا أنّ الوظيفة التي قام فيها في منطقة الشرق الأوسط، أيْ القتل والذبح، وأيضًا خارج المنطقة، أكبر من الوظيفة التي كان يقوم فيها الإرهابيّ أسامة بن لادن، الذي كان زعيم تنظيم (القاعدة)، والذي قامت الولايات المُتحدّة بقيادة الرئيس السابِق، باراك أوباما بتصفيته، وذلك في الثاني من شهر أيّار (مايو) من العام 2011.
بالإضافة إلى ذلك، ومن مُنطلق الحرص على سلامة إسرائيل وعدم توريطها في الحرب القادمة، نصح المُحلِّل هارئيل المسؤولين في تل أبيب بعدم إطلاق التصريحات العنتريّة والبقاء خارج الصراع المُتصاعِد بين واشنطن وطهران، لأنّ النظام الحاكِم في إيران يكره إسرائيل لأسبابٍ أيديولوجيّةٍ، ويعمل على المسّ بها وتوريطها في حربٍ، على حدّ قوله.

ويبدو أنّ مقّص الرقيب العسكريّ في كيان الاحتلال الإسرائيليّ يعمل على مدار الساعة ويمنع وسائل الإعلام العبريّة من نشر أيّ تحليلاتٍ أوْ تصريحاتٍ تتعلّق بعملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد “الحشد الشعبيّ” العراقيّ، في غارةٍ أمريكيّةٍ استهدفت ليل الخميس- الجمعة سيارتهما في بغداد.
ومن خلال مُتابعة وسائل الإعلام العبريّة يبدو واضِحًا أنّ إسرائيل الرسميّة قررت-آنيًا وعلنيًا- عدم الـ”تدّخل” في التوتّر الحاصِل بين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، حيث كان مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، قد نقل عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب قولها إنّ من مصلحة إسرائيل عدم تصوير نفسها أمام العالم بأنّها الدولة التي قامت بتشجيع واشنطن على التصعيد مع طهران، لأنّ ذلك قد ينعكِس سلبًا على أمنها القوميّ، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
إلى ذلك، أصدر جيش الاحتلال بيانًا رسميًا صباح اليوم الجمعة جاء فيه أنّ وزير الأمن، نفتالي بينت، وعلى خلفية تصفية سليماني والمهندس من قبل الولايات المُتحدّة، قرر عقد اجتماعٍ اليوم في مقّر وزارة الأمن في تل أبيب، بمشاركة القائد العّام لهيئة الأركان في الجيش، الجنرال آفيف كوخافي، وجنرالات آخرين، بالإضافة إلى قادة أذرع الأمن الإسرائيليّة الأخرى، وعُلاوةً على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيليّ، كما نشر الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، أعلن في بيانٍ رسميٍّ أنّه في أعقاب عملية الاغتيال فقد تقرّر إغلاق التنزّه في جبل الشيخ، الواقع ضمن هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة، والذي قامت إسرائيل باحتلال القسم الجنوبيّ الغربيّ منه في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
ويُشار في هذا السياق إلى أنّه من ناحيته كان مُحلِّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، رون بن يشاي، كان قد كشف النقاب في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي، عن أنّ التفاصيل التي أعلن عنها في حينه رئيس جهاز الاستخبارات في حرس الثورة في إيران حسين طائب عن محاولة اغتيال قائد قوّة القدس قاسم سليماني يبدو أنّها واسعة الاطلاع وليست مبالغًا فيها، ويُمكِن التقدير بأنّ مشروع اغتيال سليماني هو مصلحة لإسرائيل وربما للموساد، على حدّ تعبير المصادر الرفيعة التي اعتمد عليها.
وحينها لم تتوقف وسائل الإعلام، التي تعكس آراء صناع القرار في تل أبيب عند التقارير، بل انتقلت إلى التحليل، الذي يعتمد على مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ وسياسيّةٍ واسعة الاطلاع، وتحت مقص الرقيب العسكري في كيان الاحتلال الإسرائيلي: اللواء سليماني، أجمع المحللون في وسائل الإعلام العبريّة يجب أنْ “يختفي” عن الساحة في الشرق الأوسط بأسرع وقتٍ مُمكنٍ لأنّه المسؤول الأوّل والمُباشر عن تمركز إيران في المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، فإنّه هو الذي يقوم بنقل الأسلحة الدقيقة وغيرها من إيران إلى سورية ومن ثم إلى حزب الله، ويُخطط على مدار الساعة لتنفيذ عملياتٍ “إرهابيّةٍ” ضد كيان الاحتلال، على حد تعبير المصادر في تل أبيب.
وجدير بالذكر في هذه العُجالة، إلى أنّه قبل ثلاثة أشهرٍ، وفي تصريحٍ لافتٍ، لا بلْ يُمكِن تصنيفه بغير المسبوق، قال رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) في كيان الاحتلال يوسي كوهين، إنّ تصفية قائد فيلق القدس بالحرس الثوريّ الإيرانيّ اللواء قاسم سليماني مُمكنة، على حدّ تعبيره.
ونقلت قناة “كان” الإسرائيليّة، شبه الرسميّة، عن كوهين قوله في حديثٍ أدلى فيه لصحيفةٍ دينيّةٍ إسرائيليّةٍ أمس الجمعة، (همشبحاه)، نقلت إنّ سليماني غيرُ مُدرجٍ حتى الآن على قائمة التصفية، وهو لم يقُم بأيّ خطأ لنضعه بقائمة التصفيات، على حدّ تعبير رئيسه الموساد، الذي كان رئيسه السابِق تامير باردو، قد وصفه، أيْ (الموساد)، في البرنامج التلفزيونيّ الاستقصائيّ العبريّ في القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيليّ (عوفدا)، بأنّه عبارة عن تنظيم قتلٍ مُدّبرٍ، في إشارةٍ واضحةٍ منه إلى أنّه يستخدِم أساليب المافيا لتصفية مَنْ يُصنِّفهم بالأعداء.
وأضاف كوهين قائلاً إنّ إسرائيل تُراقِب نشاطات وأعمال سليماني في كلّ مكانٍ، وتقوم بمحاربتها، وستفعل كلّ ما بوسعها، لمنع إيران من امتلاك السلاح النوويّ، عُلاوةً على ذلك، تطرّق كوهين إلى موضوع اغتيال عناصر حركة “حماس” قائلاً: نقوم بتصفية عناصر كبيرةٍ من حركة “حماس” بالعالم، والأخيرة تنفي ذلك، على حدّ زعمه.

- زهير اندراوس



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1991 / 2184573

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184573 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40