مطحنة الكلمات التي بدت أمس في عملية المفاوضات «الاسرائيلية الفلسطينية» برعاية الولايات المتحدة، أعطت اساساً للأمل بان الاطراف بدأت ببحث عملي. كما هو متوقع ومأمول، فان المفاوضات يجب أن تجري في آن واحد في سلسلة من المواضيع. ليس ما هو قبل ماذا، بل كل شيء معاً.
من يدعي بحكمة انه لا يجب التوقع بان يوافق بنيامين نتنياهو على التقدم في مسألة الحدود طالما لم يكن هناك موقف من الاعتراف بـ «اسرائيل» كدولة يهودية، يفهم بان العكس هو الصحيح أيضاً. ابو مازن لن يمنح «اسرائيل» ذرة اعتراف بالنسبة لهويتها القومية دون أن يعرف ان «اسرائيل» تعرض عليه ارضاً تساوي في حجمها كل «يهودا والسامرة».
معلومات قليلة فقط رشحت حالياً عن المحادثات الماراثونية، ولكن لا ريب أن التجميد هو الآن «مسمار بلا رأس» والاطراف ترددت طويلاً في كيفية اخراجه من المباحثات. في مقدمة المقابلة مع عوديد غرانوت في القناة 1 تحدث الرئيس حسني مبارك بانه لا يفهم ما هي المشكلة في وقف البناء في المستوطنات لعدة اشهر اخرى. رد فعل كلاسيكي على القول الدارج في أن ما يرى من النيل لا يرى من بيت ايل.
لا يقل اثقالاً عن ذلك مد الخط بين رام الله وبين قطاع غزة. تعاظم النار نحو النقب، في ظل استخدام القنابل الفوسفورية الفلسطينية، التي لن تجد طريقها الى تقارير الامم المتحدة، يعيد الطرفين الى خانة معروفة. ابو مازن يخشى مقاومة «حماس»، ونتنياهو لا يمكنه أن يواظب على رد نباتي على مدى الزمن.
أمس، قبل أن تنتهي وجبة العشاء في منزل رئيس الوزراء، اعد مديرو المفاوضات العملية للشروع في سلسلة استيضاحات تقوم على اساس ما قيل في القمة الرباعية. هذا مؤشر طيب، او على الاقل صحيح.
هكذا ينبغي أن تدار المفاوضات، ولكن من هو قريب من المحادثات، وان لم يحضرها تكبد عناء التحذير بانه في ظل غياب صيغة ما في مسألة التجميد، فان الجولة القادمة التي ستنعقد بعد اسبوعين، ستبتعد مرة اخرى، وذلك رغم الرغبة المشتركة لاعجاب باراك اوباما الذي تتطلع عيناه الى صناديق الاقتراع الامريكية.
[**دان مرغليت | «اسرائيل اليوم» | 16 ايلول (سبتمبر) 2010*]