الأحد 15 آب (أغسطس) 2021

تقدم طالبان الخاطف فاجأ إدارة بايدن.. وأصداء سقوط “سايغون” في فيتنام تتردد في كابول

الأحد 15 آب (أغسطس) 2021

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالا للكاتب “ديفيد أغناتيوس” أكد فيه أن المشهد في كابول مع تقدم طالبان نحوها يحمل أصداء سقوط “سايغون” في فيتنام، عام 1975، وهي الصورة التي أراد الرئيس جو بايدن تجنبها، وكان يأمل في انسحاب منظم من أفغانستان.

وشدد على أن الحرب الدامية في أفغانستان تقترب مما قد يكون نقطة تحول أخيرة، مع مسارعة حركة طالبان لتطويق كابول، بينما ترسل الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي من أجل عملية إجلاء رعايا البلاد من هناك.

ويشير الكاتب إلى ما قاله المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، للصحفيين يوم الخميس، إنهم لم يرغبوا بـ”الانتظار حتى فوات الأوان”، موضحا القرار المفاجئ بإرسال قوات أمريكية إضافية لحماية رحيل الرعايا الذين قد يسقطوا ضحية الحصار في نهاية الحرب الوحشية.

وأضاف كيربي: “إنه فعل الشيء الصحيح في الوقت المناسب لحماية شعبنا”.

وكانت سرعة تقدم طالبان دليلا مذهلا على الزخم في ساحة المعركة -حيث يغذي كل نصر نصرا آخر- وعلى الأثر النفسي الهائل لقرار بايدن بسحب جميع القوات القتالية الأمريكية دون خطة قوية لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد ذلك.

كانت سرعة تقدم طالبان دليلا مذهلا على الزخم في ساحة المعركة وعلى الأثر النفسي الهائل لقرار بايدن بسحب جميع القوات القتالية الأمريكية دون خطة قوية لتحقيق الاستقرار في البلاد

وبالنسبة لبايدن وغيره من كبار المسؤولين، فإن المفاجأة الأكبر هي أن أداء الجيش الأفغاني لم يكن أفضل في ساحة المعركة منذ أن أعلن الرئيس أنه سينسحب من هناك.

ويؤكد مسؤولو الإدارة، ردا على أولئك الذين يجادلون بأنه كان يجب على بايدن أن يحتفظ بحوالي 2500 جندي أمريكي متمركزين في أفغانستان عندما أصبح رئيسا، أن الحفاظ على الوضع الراهن مع مثل هذه القوة الصغيرة مستحيل.

وكانت حركة طالبان ستستأنف الهجمات على القوات الأمريكية، مما يدفع واشنطن إلى التفكير في إضافة المزيد من القوات وربما بدء دورة أخرى غير مثمرة فيما يبدو أنها حرب لا نهاية لها.

وقال الكاتب إن هجوم طالبان الخاطف فاجأ كبار المسؤولين في الإدارة.

وينقل الكاتب عن مقربين من بايدن قولهم إنه كان “حازما” في قراره بسحب القوات الأمريكية، على الرغم من التدهور السريع للوضع، والعودة المؤقتة للقوات لرعاية ترحيل معظم موظفي السفارة الأمريكية.

وشعر بايدن بقوة منذ عام 2009 بأنه يجب أن تكون مهمة أمريكا في أفغانستان محدودة، وبصفته الرئيس تحرك بسرعة لسحب القوات على الرغم من النصيحة المخالفة من وزير الدفاع لويد أوستن والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

فمنذ إعلان بايدن الانسحاب في نيسان/ أبريل، اجتاح المتمردون جميع أنحاء البلاد، وأظهرت خرائط أفغانستان التي جمعتها مجلة FDD’s Long War Journal أن سيطرة طالبان تنتشر مثل بقعة حبر ضخمة، مع وجود مساحة صغيرة فقط لسيطرة الحكومة في المركز.

وصعدت حركة طالبان حملتها قبل أسبوع، حيث تحركت للاستيلاء على عواصم الولايات التي سقطت مثل أحجار الدومينو وشنت حملة معقدة بشكل مفاجئ.

لقد تحركت طالبان في وقت مبكر في الشمال، مع العلم أن هذه المنطقة قد ولدت التحالف الشمالي الذي طرد طالبان من السلطة في عام 2001.

ونشرت طالبان نسختها من قوات العمليات الخاصة، والمعروفة باسم “الوحدات الحمراء”، والتي ساعدت على تقويض دفاعات الحكومة. وعندما استولت طالبان على عواصم مثل قندوز، أطلقت سراح السجناء المحتجزين هناك، وعززت قواتها.

وتسيطر طالبان أيضا على طرق الخروج الرئيسية من البلاد، بعد الاستيلاء على ما يقول المسؤولون الأمريكيون إنها أكثر من نصف نقاط العبور الأربعة عشرة، في الأيام الأخيرة.

ومن المرجح أن يؤدي الشعور بالحصار إلى زيادة الذعر بين المدنيين الأفغان.

وتعهدت إدارة بايدن بالمساعدة في رحيل الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية، وهو أحد أسباب إرسال القوات الإضافية. ولكن وسط هذه الفوضى، سيكون من الصعب الوفاء بهذه الوعود، وفق تقدير الكاتب.

وما يبدو أمامنا، بحسبه، هو معركة على كابول نفسها، مواجهة دامية تحاول إدارة بايدن تخليص أكبر عدد ممكن من الأمريكيين منها.

وقد تقرر طالبان، بعد أن طوقت تقريبا الطرق المؤدية إلى العاصمة، تأجيل المعركة النهائية، وفق تقديره.

قد تقرر طالبان، بعد أن طوقت تقريبا الطرق المؤدية إلى العاصمة، تأجيل المعركة النهائية

ويرى الكاتب أن حملة طالبان لتحقيق النصر العسكري – وتجاهل التعهدات بالتفاوض على انتقال السلطة – ستثير تساؤلات حول ما إذا كان يمكن الوثوق بوعودها بمنع القاعدة من إعادة بناء ملاذات آمنة في أفغانستان.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون في ردع طالبان من خلال تحذير من جيرانهم – باكستان وروسيا والصين وتركيا – بأنهم لن يعترفوا بحكومة طالبان إذا استولى المتمردون على السلطة بالقوة.

ويرى الكاتب أن هذا الضغط الدبلوماسي مرحب به، لكنه متأخر ومحدود، فقد أظهرت العديد من الدول الرئيسية المعادل الدبلوماسي للشماتة – التمتع بمأزق أمريكا بدلا من التفكير في الصعوبات المستقبلية التي ستواجهها هي.

ويعتقد الكاتب أن طالبان ستواجه صعوبة في ابتلاع أفغانستان، رغم كل نجاحاتها في ساحة المعركة، فقد أصبحت أفغانستان مجتمعا حضريا وحديثا بشكل متزايد منذ الغزو الأمريكي في عام 2001.

فمن جهة، يبلغ عدد القوات العسكرية لطالبان حوالي 80 ألفا فقط، في بلد يبلغ تعداد سكانه حوالي 39 مليون نسمة.

كما أنه وبالنسبة لملايين النساء الأفغانيات، اللواتي التحقن بالمدارس والجامعات على مدى العقدين الماضيين وشاركن في بلد أكثر حرية، فإن احتمالية عودة طالبان إلى السلطة قاتمة بشكل خاص.

ويشير الكاتب أنه على الورق، فإن جيش الحكومة الأفغانية أكبر بأربعة أضعاف من جيش طالبان، لكنهم يفتقرون إلى التنظيم والانضباط والإرادة لمحاربة المتمردين.

وينوه إلى ما كتبه كارتر مالكاسيان في كتابه “الحرب الأمريكية في أفغانستان” فقد “مثلت طالبان شيئا مُلهما، وهو الشيء الذي جعلهم أقوياء في المعركة، وهو شيء مرتبط ارتباطا وثيقا بما يعنيه أن تكون أفغانيا”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1899 / 2183766

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2183766 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40