السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

جماهير غزة تحيي جمعة «أطفالنا الشهداء».. والهيئة الوطنية تطالب بتحرك دولي وتحذر من الانفجار

اشرف الهور
السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

اندلعت مواجهات على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في إطار إحياء فعاليات الجمعة الـ 78 لمسيرات العودة، التي حملت شعار «أطفالنا الشهداء».
وأسفرت المواجهات عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المشاركين، بسبب استهدافهم بـالقوة من قبل جنود الاحتلال، بالرغم من حالة الهدوء التي يشهدها القطاع.
ووصل المشاركون في فعاليات الجمعة الـ 78 الى مخيمات العودة الخمسة، المقامة في مناطق عدة شمال ووسط وجنوب القطاع عصر الجمعة، وتمكن بعضهم من اجتياز المنطقة الحدودية العازلة، حاملين أعلاما فلسطينية، ورشقوا جنود الاحتلال المتحصنين في آليات وثكنات عسكرية بالحجارة عند اقترابهم من السياج الفاصل. وكعادتها قامت قوات الاحتلال باستهداف المتظاهرين السلميين، بإطلاق وابل من الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأعلنت وزارة الصحة أن هذه الاستهدافات أدت إلى إصابة العشرات من المشاركين بجراح، وأنه جرى نقل عدد من الإصابات للمشافي، وأن آخرين تلقوا العلاج ميدانيا في النقاط الطبية.

تعزيزات عسكرية

وكما في أيام الجمع الماضية، استبق جيش الاحتلال الفعاليات، ورفع مستوى الاستعداد للاشتباكات ودفع بتعزيزات عسكرية جديدة على الحدود، كما نشر المزيد من وحدات القنص، في إطار الخطة المتبعة منذ انطلاق المسيرات، التي لا تخلو من استخدام «القوة المفرطة». وأسفرت الجمعة الماضية عن استشهاد صبيين وإصابة العشرات بجراح.
ولا تزال قوات الاحتلال تستخدم «القوة المفرطة والمميتة» في التعامل مع المتظاهرين السلميين، المشاركين في فعاليات مسيرات العودة، والأسبوع الماضي الذي سبقه، وتسبب الاستهداف المباشر للمتظاهرين من قبل جنود الاحتلال باستخدام الرصاص الحي، إلى استشهاد فلسطينيين اثنين، وإصابة العشرات منهم بجروح بالغة.
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير جديد له رصد الاعتداءات الإسرائيلية، إن قوات الاحتلال لا تزال تستخدم «القوة المفرطة»، داعيا المجتمع الدولي لمحاسبة الاحتلال. يشار إلى ان تنظيم فعاليات الجمعة الـ 78 لـ «مسيرات العودة» جاء للتنديد بعمليات الاستهداف المباشر لجيش الاحتلال للفلسطينيين، خاصة الأطفال منهم، حيث تشير الأرقام إلى ان 46 طفلا سقطوا منذ انطلاق «مسيرات العودة».
وقالت الهيئة الوطنية إن التسمية جاءت لـ «للتذكير بالإرهاب الاسرائيلي الذي يستهدف الطفولة البريئة، وبمستوى فداحة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وبعدد الأطفال الذي قضوا ضحية الاستهداف»، ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الانسان لـ «إدانة جرائم الاحتلال» التي ترتكب بحق الأطفال. وأكدت أن الأوضاع في قطاع غزة خطيرة وتنذر بـ «الانفجار» الحتمي في وجه الاحتلال، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى استمرار المشاركة في مسيرات العودة، وجددت التأكيد على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي والسلمي حتى تحقق أهدافها ومواصلة الجهود من أجل نقلها الى جميع ساحات المواجهة.
كما دعت الهيئة العليا لمسيرات العودة إلى دعم الرؤية الوطنية لتحقيق الوحدة التي أطلقتها ثماني قوى باعتبارها «مدخلا حقيقيا لإنهاء الانقسام؛ وصولًا لإجراء انتخابات شاملة».
وأكدت فصائل المقاومة في بيان لها، على موقفها الثابت من مسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقيق أهدافها كاملة، مثمنة جهود الهيئة الوطنية وجهود المواطنين الحريصين على المشاركة الفاعلة في هذه المسيرة و»تعزيز خيار المقاومة بكافة أشكالها».
وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس، إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله في هذه المسيرات حتى تحقق أهدافها، لـ «تبقى هذه المسيرات واحدة من أروع صور الكفاح الذي قام به شعبنا ضد الاحتلال»، مؤكدا أن خروج الجماهير الفلسطينية في الجمعة 78، يؤكد تجذر هذه المسيرات كـ «فعل نضالي».
يشار إلى أن فعاليات هذه الجمعة جاءت مع استمرار حالة الهدوء، التي تحققت بعد تدخل وسطاء التهدئة، وإجرائهم اتصالات مع الأطراف المعنية، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية وصول وفد قطري وآخر دولي إلى غزة، كما شهدت توزيع قطر دفعة مساعدات مالية جديدة على الأسر المحتاجة، وكذلك وصول معدات الى المشفى الدولي الميداني، وكلاهما ورد في تفاهمات التهدئة، التي تشمل تقديم مساعدات وإغاثات عاجلة لسكان قطاع غزة المحاصرين، علاوة على اتصالات أجراها الوسيط المصري، لاحتواء التوتر.
وكادت الأمور أن تشهد مواجهة عسكرية جديدة مطلع الأسبوع الماضي، حين أعلنت إسرائيل عن إطلاق صاروخين من قطاع غزة، سقطا داخل حدود القطاع، دون أن يجتازا السياج الفاصل، وذلك بعد ساعات من قمع الاحتلال بالقوة لمسيرات الجمعة قبل الماضية، التي أسفرت عن سقوط شهيد، وهي ذريعة تتخذها قوات الاحتلال (سقوط الصواريخ) لشن هجمات ضد غزة، غير أن سقوط القذيفتين داخل القطاع، منع عمليات القصف.
لكن رغم ذلك توعد بيني غانتس زعيم حزب «أزرق أبيض» الإسرائيلي، الذي ينافس على رئاسة حكومة تل أبيب، قطاع غزة، وقال معلقا على إطلاق القذائف «مرة أخرى تنطلق صفارات الإنذار نهاية الأسبوع. مرة أخرى أطفال غلاف غزة في الملاجئ»، مضيفا «ستقوم حكومة برئاستي بكل ما يلزم لمنع مثل هذه الأيام والليالي من الأحداث»، متابعا : «إذا كان أطفال غلاف غزة لا ينامون بهدوء، لن يكون قطاع غزة هادئًا أيضًا».

الأمور قريبة من الحرب

وعقب ذلك قال قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي اليعازر طوليدانو، إن الأمور على جبهة قطاع غزة كانت قريبة جدًا من الحرب في أكثر من جولة قتال خلال العامين الماضيين، لكنه أضاف أن الذهاب نحو الحرب «بحاجة إلى دراسة مستفيضة للعواقب والنتائج والسيناريوهات»، مشيرا إلى أن الأمور دائما على جبهة القطاع «على شفا حرب».
يشار إلى أن فعاليات الجمعة الماضية شهدت زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال إلى مناطق الحدود، حيث أجرى جولة ميدانية تفقد فيها قواته التي تقوم بقمع المتظاهرين الفلسطينيين السلميين. وكثيرا ما حذرت فصائل المقاومة في قطاع غزة، الاحتلال من مغبة الإقدام على شن حرب جديدة ضد القطاع، وقالت إنها تمتلك من الإمكانيات ما يحمي الشعب ويؤلم الاحتلال.
يشار إلى أن فعاليات «مسيرات العودة» انطلقت يوم 30 مارس/ آذار 2018، ضمن جهود سكان غزة لكسر الحصار المفروض عليهم، من خلال إقامة مخيمات قرب الحدود الإسرائيلية، ولجأت قوات الاحتلال منذ انطلاق الفعاليات إلى استخدام «القوة المفرطة والمميتة»، رغم الانتقادات الدولية. وحسب تقارير الرصد الفلسطينية، فإن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية فعاليات المسيرات، بلغ أكثر من 326 شهيدا، منهم 16 شهيدا يحتجز الاحتلال جثامينهم، وأوضحت إحصائية أن عدد المصابين فاق الـ 24 ألفا، عشرات منهم تعرضوا لحالات بتر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4925 / 2184501

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2184501 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40