السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

الإعلام العبريّ يُهاجِم ترامب واسرائيل تقر بإخفاقاتها

زهير أندراوس
السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2019

- بإيعاز من قادة تل أبيب: الإعلام العبريّ يُهاجِم ترامب الـ”خائِن” الذي طعن الكيان بالظهر ولا يُمكِن الوثوق فيه ويتحتّم على إسرائيل الاتكال على نفسها فقط لأنّ التحالف مع واشنطن “نسبيّ ومؤقَّت”

“ترامب وجّه لنا طعنةً مؤلِمةً ومُوجِعةً بالظهر”، من الوراء، بهذه الكلمات وصف المُحلِّل السياسيّ المُخضرم في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، شيمعون شيفر، قيام الرئيس الأمريكيّ بـ”خيانة” الأكراد في الشمال السوريّ، على الرغم من التحالف بينهما، مُحذِّرًا في الوقت عينه من أنّ الخطوة الأمريكيّة هي بمثابة إعلان طلاق رسميٍّ بين أقوى وأعظم دولة في العالم، الولايات المتحدّة وبين منطقة الشرق الأوسط، وأنّ هذا الأمر يُحتِّم على صُنّاع القرار في تل أبيب أنْ يُعيدوا حساباتهم جيّدًا بالنسبة للتعاون مع واشنطن، وبالتحديد: هل يُمكِن، قال شيفر، لكيان الاحتلال الإسرائيليّ أنْ يُواصِل الاتكال على أمريكا في الدفاع عنه سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا بعد الطعنة التي وجهها لجميع حلفاء أمريكا، بما في ذلك إسرائيل، بالمنطقة، على حدّ قوله.
على صلةٍ بما سلف، أكّد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليّة (أمان) ومدير مركز دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، الجنرال في الاحتياط، عاموس يادلين، أكّد صباح اليوم الخميس أنّ الأكراد تعرّضوا للخيانة في الشمال السوريّ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّهم كانوا حلفاء الولايات المتحدّة الأمريكيّة ضدّ التنظيم الإرهابيّ (داعش)، والآن هم يتقهقرون أمام عدوهم الاستراتيجيّ، الأتراك، ولفت أيضًا إلى أنّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد ليس سعيدًا بالغزو التركيّ، لكنّه سعيد جدًا بمغادرة الأمريكيين، على حدّ تعبير الجنرال يدلين.
من ناحيته قال المُستشرِق د. تسفي بارئيل، إنّه يكفي إحصاء الاتفاقات التي خرقها الرئيس الأمريكيّ في فترة ولايته، التي تشمل الانسحاب من الاتفاق النوويّ مع إيران وخرق اتفاقات التجارة المختلفة و”صفقة القرن” التي تبيّن أنّها مثل البالون وتجميد المساعدات المقدمة للفلسطينيين وإخفاقه الكبير في عقد اتفاقات جديدة أوْ حلٍّ نزاعات، من أجل أنْ نفهم بأنّ الأمر يتعلّق بأسلوبٍ هستيريٍّ ووحشيٍّ يستهدِف تحطيم الأنظمة “القديمة”، لأنّ الرئيس ترامب لم يكن شريكًا فيها، كما أكّد نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب.
وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ التخلّي عن الأكراد للعربدة التركيّة في شمال سوريّة هو حلقة أخرى في سلسلة الشرور، إذْ أنّه من وجهة نظر ترامب الأكراد ليسوا أكثر من مليشيا انتهى دورها، أمّا الآن فليذهبوا إلى الجحيم، مُضيفًا أنّ الرئيس التركيّ، رجب طيّب اردوغان، أثبت أنّ التشدد يؤتي ثماره، فبعد أنْ استخفّ بالمطالبة الأمريكيّة بعدم شراء أنظمة صواريخ اس 400 من روسيا وأعلن بأن تركيا لن تتوقّف عن شراء النفط والغاز من إيران رغم العقوبات الأمريكية، فقد نجح في أنْ يجعل واشنطن تتراجع أيضًا في المسألة الكرديّة، أكّد المُستشرِق د. بارئيل.
ورأت المصادر في تل أبيب، كما قال بارئيل في صحيفة (هآرتس)، رأت أنّ الدولة العظمى الوحيدة التي يمكنها منع الاحتلال التركيّ هي روسيا، لكن لروسيا مصلحة في السماح لتركيا بتعزيز مكانتها في شمال سوريّة، حيث تستطيع أنْ تنفذ الاتفاق الذي وقع بين موسكو وأنقرة في أيلول (سبتمبر) من العام 2018 والذي بحسبه، يتّم نزع سلاح وتفريق عشرات آلاف المتمردين المسلحين المتركزين في منطقة إدلب، ولكنْ السؤال الذي ما زال مفتوحًا: هل سيوافق المتمردون على نزع سلاحهم ولن يناضِلوا ضدّ الجيش العربيّ-السوريّ، الذي بدأ باحتلال مناطق في محافظة إدلب، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه لروسيا والأسد مصلحة في إعادة اللاجئين السوريين من تركيا ودول أخرى هربوا إليها، وذلك من أجل إثبات أنّ سوريّة تحولّت إلى مكانٍ آمنٍ، ومن أجل تعزيز الأساس العربيّ في المحافظات الكرديّة، طبقًا لأقوال د. بارئيل.
واختتم بارئيل قائلاً إنّ خطوة ترامب التي تُناقِض موقف وزارة الدفاع الأمريكية والـ CIAسيكون لها تأثير بعيد المدى يتجاوز سوريّة وعلاقات الولايات المتحدة مع تركيا، وأضاف إنّه يُرسِّخ الفرضية التي تقول إنّه لا يوجد لأمريكا أصدقاء في الشرق الأوسط، وإنّ أيّ تحالفٍ ما زال ساري المفعول مطروح طوال الوقت لإعادة الاختبار ومُعرَّض لخطر الإلغاء من طرف واحد.
وشدّدّ على أنّ الدولة الأولى التي يجب عليها أنْ تعرف عن التقلبات التي تُميِّز الإدارة الأمريكيّة هي السعوديّة، التي تابعت بذعرٍ شديدٍ كيف سارع ترامب إلى إجراء مفاوضاتٍ مع إيران، واعتبر الهجوم على منشآت النفط في المملكة كشأنٍ سعوديٍّ يجِب على الرياض وحدها أنْ تُقرِّر كيفية الرد عليه، قال المُستشرِق الإسرائيليّ.
أمّا مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط فقال في تحليله إنّ الأيام الأخيرة التي اتخذ فيها ترامب قرارًا بالتخلّي عن حلفائه الأكراد في شمال سوريّة، هي إشارة لكلّ الشرق الأوسط أنّ كلمة حليف نسبية جدًا ومؤقتة، وإسرائيل يجب أنْ تتكِّل على نفسها فقط، على حدّ تعبيره.

- اسرائيل تقر بإخفاقاتها الخمسة في مُعالجة النوويّ “الإسلاميّ-الفارسيّ” وباحثة تُعبِّر عن فشل سياسة نتنياهو بعدم توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ والحرب مع إيران ستشمل كلّ إسرائيل بكلّ مرافقها

قالت كاتبةٌ إسرائيليّةٌ إنّ كيان الاحتلال وقع في خمسة إخفاقات أساسية في مواجهة إيران، في ظلّ ما كشفه التهديد الإيرانيّ المُتجدّد في الآونة الأخيرة عن عدد من الإشكاليات التي يمكن الحديث عنها بالتفصيل، وتابعت ليمور سميميان دريش، في مقالٍ نشرته بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، اليمينيّة، تابعت قائلةً إنّ الإخفاق الأوّل هو رفض المبادرة لتنفيذ هجماتٍ عسكريّةٍ ضدّ إيران، على الأقل في ثلاث مرات معروفة، الأولى في عام 2010 حين عارض كبار قادة أجهزة الأمن والجيش هذه العملية التي بادر لتنفيذها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق إيهود باراك، وعلى رأس المعارضين وقف رئيس جهاز الموساد الراحل مائير داغان، ورئيس هيئة أركان الجيش في تلك الفترة الجنرال غابي أشكنازي، على حدّ تعبيرها.
وكشفت الكاتبة، وهي أستاذة العلوم السياسية بالجامعة العبريّة بالقدس المُحتلّة، كشفت النقاب عن أنّه بعد عام فقط، أيْ في العام 2011، جدّدّ رئيس الأركان الجديد في حينه، الجنرال بيني غانتس، الحملة العسكريّة عينها، والتي بادر إليها كل من نتنياهو وباراك، ومعهما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. أمّا المرّة الثالثة، بحسب الكاتبة التي اعتمدت على أبحاثٍ علميّةٍ، فكانت في العام 2012، حين ظهرت خلافات جديّة بين نتنياهو وباراك حول توقيت الهجوم المفترض، ومن جديد لم يُقدَّر للعملية أنْ تخرج إلى حيز التنفيذ، كما أكّدت في مقالها.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أوضحت الكاتبة أنّ الإخفاق الإسرائيليّ الثاني تمثل في الموقف من الاتفاق النوويّ مع إيران، الذي لم يهدف لمنعها من حيازة السلاح النوويّ، وإنما إرجاؤه حتى إشعار آخر، لأنّه في السيناريو المتفائل فإنّ طهران كان يتوقع أنْ تكون خلال عامٍ على أبعد تقديرٍ حائزة على القنبلة النووية، طبقًا لأقوال أستاذة العلوم السياسيّة.
وساقت الكاتبة قائلةً إنّ إسرائيل انتظرت حتى جاء القرار الدولي 2331 لمجلس الأمن، الذي منح إيران الحقّ بأنْ تتحوّل إلى دولةٍ نوويّةٍ من خلال تخصيب اليورانيوم بغرض البحث العلميّ، وما تبعه من رفع العقوبات التي أسفرت على الفور عن الإفراج عن مائة مليار دولار، وتأثيراته الإيجابية على الاقتصاد الإيرانيّ وباقي الاستثمارات، كما قالت.
وأكّدت الأستاذة في الجامعة العبريّة على أنّ الإخفاق الإسرائيليّ الثالث تمثل في ردود الفعل على الاتفاق النوويّ بين إيران والقوى العظمى، فقد ظهر نتنياهو في موقفه المعارض كما لو كان يعبر عن رأيٍّ شخصيٍّ، لأنّ منافسه آنذاك يتسحاق هرتسوغ زعيم حزب (المعسكر الصهيونيّ) اتهمه بالمبالغة في رفضه للاتفاق، وكذلك ايهود اولمرت ويائير لبيد، اللذان اتهما نتنياهو بتخريب العلاقات مع الولايات المتحدة، بسب خطابه الشهير في الكونغرس، والذي ألقاه على الرغم من معارضة الرئيس في تلك الفترة، باراك أوباما، على حدّ قولها.
عُلاوةً على ذلك، لفتت إلى أنّ الإخفاق الرابع تمثل بخروقات الاتفاق التي بدأت في مرحلة التوقيع عليه، منها أنّ ثمانية أطنان من اليورانيوم المخصب كان يجب أنْ تخرج من إيران مع دخول الاتفاق إلى حيّز التنفيذ، وليس هناك من شهادات على أنّ ذلك قد تمّ فعلاً، وهذا يعني أنّ الاتفاق لم يتم تنفيذه بأمرٍ مُباشرٍ من المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة، السيّد علي خامنئي، وفق أقوالها.
وخلُصت الأستاذة إلى القول إنّ الإخفاق الخامس ظهر حتى بعد أنْ كشفت إسرائيل عن الخطط العسكرية للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النوويّ، وأعادت فرض العقوبات عليها، ومع ذلك فإن صحفيين كبارًا وأعضاء كنيست من اليسار ما زالوا يتهمون الحكومة الإسرائيلية بذلك، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ كلّ هذه الإخفاقات الإسرائيليّة الخمسة أمام إيران حصلت لأنّ الساسة الإسرائيليين يعتبرون معركتهم السياسيّة الحزبيّة أهَّم من أيّ معركةٍ أخرى، ويحدث هذا بسبب عدم وجود دولة ومؤسسات تتخذ القرار، كما أكّدت في ختام مقالها.
ومن ناحيته، لفت البروفيسور بنحاس يحزكيلي رئيس تحرير موقع “المعرفة”، إلى أنّ الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكنيست في افتتاح دورته الثانية والعشرين كان كَمَنْ يُجهِّز الجمهور الإسرائيليّ للحرب القادِمة، وهي المرّة الأولى التي تحدث فيها بهذه الطريقة، على حدّ تعبيره. وتوقع يحزكيلي بأنّ الحرب الإسرائيليّة القادِمة مع إيران لن تكون من طراز الحروب التي اعتاد عليها الإسرائيليون في السابق، لأنّها حرب لم تبدأ بعد، وستشمل كلّ إسرائيل بكلّ مرافقها، كما أكّد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2184615

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184615 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40