السبت 31 آب (أغسطس) 2019

ساعة صفر “حزب الله” للرد على العدوان الإسرائيلي...

السبت 31 آب (أغسطس) 2019

لا أحد يعرف ماذا كان يريد الإسرائيليون ان يستهدفوا في ​الضاحية الجنوبية​ ل​بيروت​. كلها مجرد تحليلات وتوقّعات. فلا الحزب وصل الى تحديد الهدف النهائي للعدوان، ولا إسرائيل اعلنت صراحة عن نوعية الهدف الذي وجهّت طائرتيها لإستهدافه. إذا كانت ​تل أبيب​ دأبت في الآونة الأخيرة على ضرب كل بنية صلبة تتكوّن ضدها، فهي ركّزت اهدافها ضد ثلاثة أنواع من الأهداف في صفوف “​حزب الله​”: المسؤولون عن الملف الفلسطيني الميداني، العقول العلمية العاملة على إبتكار سبل مواجهة إسرائيل، وخصوصاً المتخصّصون في مجال الطائرات المسيّرة، و​السلاح​ النوعي القادر على ضرب أهداف إسرائيلية بدقة وفعالية. ومن هنا جاء إستهداف الإسرائيليين لمخازن السلاح التابعة للحشد الشعبي ب​العراق​، التي ادّعت ​تل ابيب​ انها مخصصة “لأذرع ​إيران​” ضدها.

ولذلك ايضا جاء إستهداف الإسرائيليين لمواقع في ​سوريا​ او أشخاص لهم علاقة بالأهداف الثلاثة المحددة اعلاه، وكان آخرهم الشابان المتخصّصان في الطيران. لا تريد ​اسرائيل​ ان تزداد قدرات “محور ​المقاومة​” عسكريا وتكنولوجيا، لأنها ستكون هدفا لتلك القدرات، كما هو حاصل في غزه. لكن الإسرائيليين عاجزون عن إجهاض كل التحضير والتجهيز القائم للمواجهة في حال ارادت احتلال أي جزء جديد من ​لبنان​ او سوريا. فماذا اراد الإسرائيليون ان يضربوا في شارع معوض في ضاحية بيروت الجنوبية؟ هناك يوجد مكتب الوحدة الإعلامية للحزب. وهو مكتب معروف وغير سري. فهل كانوا يلاحقون عقلاً مقاوماً تنطبق عليه المواصفات المحددة وفق أهدافهم؟ ربما. بالنسبة الى “حزب الله”، لا يوجد اي شرح او تفسير، لأن الحزب بات يعرف نصف الحقيقة وهي متعلقة بطبيعة ونوعية الطائرتين وكيفية سقوطهما، بينما يعرف الإسرائيليون النصف اي المتعلق بطبيعة الهدف.

فلا الحزب يريد ان يتحدث عمّا يعرفه، ولا تل ابيب تريد ان تفصح عن هدفها الأساسي الذي فشلت في الوصول اليه. انها لعبة الحرب القائمة. بينما الرأي العام يسأل: هل سيكون رد ناري على عدوان إسرائيل؟ ومتى؟. بالطبع سيكون الرد بحسب تصريحات وإيحاءات قيادات الحزب، ولا يمكن تجاوز خرق إسرائيل للخطوط الحمراء لجهة قتل عنصري “حزب الله” في عقربا ب​ريف دمشق​، أو لناحية محاولة الإسرائيليين ضرب هدف ما في شارع معوض في ضاحية بيروت.

اما ساعة الصفر عند الحزب، فلا احد يعلم بها غيره، لكن المعلومات تتحدث عن ان بنك الاهداف في الجانب الإسرائيلي محدّد بالنسبة الى الجسم العسكري في “حزب الله”، لكن التنفيذ يتطلّب أن تحين لحظة نجاح الإستهداف، مما يعني ان ساعة الصفر يحدّدها المقاوم في الميدان، وقد تكون في أي وقت. لذلك، تراجع ​الجيش الإسرائيلي​ بحدود ٧ كيلومتر عن الحدود مع لبنان خشية من إستهداف عسكرييه. لأن “حزب الله” يريد الإنتقام لقتل عنصريه في سوريا، مما يُرجَّح ان يكون الهدف جنديين إسرائيليين.

واذا كانت المعلومات تحدثت عن ان قيادة الحزب التي حسمت أمر الرد على ​العدوان الإسرائيلي​، لا تسعى ولا تريد إشعال حرب لا جزئية ولا مفتوحة. فهل تريد تل ابيب الحرب؟ القضية لا تتعلق فقط بحسابات رئيس ​الحكومة الإسرائيلية​ ​بنيامين نتانياهو​ في الإنتخابات المقبلة بعد ثلاثة اسابيع، بل بخطة إسرائيلية استراتيجية تقوم على قاعدة العناصر الثلاثة التي سبق وذكرناها. بينما يزداد قلق الإسرائيليين من رد لحزب الله يزيد عما يتوقعونه.

فهم باتوا على يقين ان الرد قائم، وسيتقبّلون ذلك مضطرين، لأن وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ نقل الى رئيس ​الحكومة اللبنانية​ ​سعد الحريري​ في آخر اتصال بينهما ان “لا حرب، والمطلوب التهدئة”. مما يعني ان الأجندة الأميركية لا تحوي سيناريو حرب.

- تأخر الرد ؟
منذ أن حصل الإعتداء الأخير على ​الضاحية الجنوبية​ بطائرتين مسيّرتين، ومنذ أن أطل الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ ووعد بالرد على ​اسرائيل​، والسؤال واحد على ألسنة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، متى سيرد حزب الله؟.

منهم من إعتبر أن الرد قد يحصل خلال الأسبوع الجاري، ومنهم من توقع أن يكون خلال أيام عاشوراء، وبين الرأي الأول والثاني، هناك من إستبعد إحتمال قرب الموعد قريب، وهذا ما هو أقرب الى واقع الحال. لماذا لم يرد حزب الله في الأيام الأولى التي تلت الإعتداء؟ تجيب المصادر المطلعة، أولاً لأنّه يجب أن يكون مدروساً وموجعاً للعدو، وثانياً لأن ​حركة أمل​ تعدّ العدّة لحشد جماهيري إستثنائي السبت في النبطية إحياءً لذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، والكلمة الرئيسية في هذه الذكرى ستكون لرئيس مجلس النواب والحركة ​نبيه بري​، لذلك لم يكن من الممكن أبداً أن يرد حزب الله على إسرائيل خلال الأيام القليلة الفائتة معرضّاً إحياء هذه الذكرى السنوية التي تعني الشيعة كثيراً لخطر الإلغاء بسبب احتمال أي ردّ إسرائيلي على رد الحزب، ومن يقرأ في السياسة جيداً يعرف أن حزب الله لا يمكن أن يعكّر علاقته السياسية بالحركة خصوصاً عندما يكون العنوان الإمام الصدر، وخصوصاً أيضاً أن رده على إسرائيل ليس محكوماً بيوم أو بساعة.

هذا بالنسبة الى الأسبوع الجاري، أما بالنسبة الى الأسبوع المقبل، فتجزم المصادر المطلعة بأن الحزب لن يردّ لأن أيام عاشوراء تخصص عادة للتعبئة الدينية ولإقامة الليالي العاشورائيّة التي تلقى فيها الخطب القرآنية عن الإمام الحسين والسيدة زينب، وبهذه الليالي يشدّ حزب الله وحركة أمل العصب الشعبي، وبالتالي ليس من مصلحته أبداً ضرب هذه الفترة الدينية برد على إسرائيل.

أيضاً وأيضاً بحسب المصادر المطلعة، لم يرد حزب الله في الأيام الأولى التي تلت الإعتداء ولن يفعل في الأيام القليلة المقبلة، لأن من مصلحة قيادته أن يبقى الوضع في الداخل الإسرائيلي على حال الرعب القائمة منذ أن أطل السيد نصرالله وقال ما قاله، ولأن المعنويات التي يكتسبها شعبياً في الجنوب والبقاع والضاحية بسبب غياب الدوريات الإسرائيلية عن الحدود الجنوبية وغياب المزارعين خوفاً من ردّ الحزب، قد توازي من حيث أهميتها ما يمكن أن يكتسبه الحزب شعبياً بعد رده.

أضف الى كل ما تقدّم، عندما يتوعد السيد نصرالله الإسرائيليين برد موجع، يجب التحضير له، وكي يأتي موجعاً يجب ألا يكون متسرعاً، هذا من دون أن ننسى أن الأمور العسكريّة لها توقيتها وظروفها المؤاتية، وقد تفرض هذه الظروف نفسها على أي إعتبار آخر حين تكون الفرصة سانحة، وحين يرى الحزب أن الضربة في هذه اللحظة ستلحق أكبر ضرر ممكن على الإسرائليين.

لكل ما تقدم، لم ولن يكون في محله أي كلام عن ضربة للحزب على إسرائيل. وهي ستكون في اللحظة التي يجب أن تكون فيها وإذا كان التحضير لها سرياً فالإعلان عن حصولها لن يأخذ وقتا طويلا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2184502

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2184502 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40