الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

القنبلة الإيرانية وتجميد الإستيطان

الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

رغم وجود الف مشكلة في البيت الابيض فان الرئيس اوباما لا يكفّ عن التفكير في «فلسطين». من أجلها هو مستعد لان يمس بفرصه السياسية، وفي المؤتمر الصحافي الاخير ايضا ضحّى على مذبحها بالعقل السليم. فهو يقول ان «التجميد سيساعدنا على التصدي لايران، غير المستعدة للتخلي عن برنامجها النووي». لقد بات هذا اهانة للذكاء. هل النووي الايراني يخيف «إسرائيل» فقط؟ هل العراق غير مهدد؟ السعودية وامارات الخليج لا ترى في القنبلة الايرانية خطرا وجوديا، لدرجة الدعوة الى التدخل العسكري الامريكي؟ ومع ذلك، هكذا يسعى اوباما الى أن نصدق انه اذا لم تجمد «إسرائيل» البناء في «فلسطين» ولا تقيم هناك، هذه السنة، دولة، فان السعودية ستسلم بالنووي الايراني والى الجحيم بمستقبل المملكة. العالم سيفضل حكما ايرانيا على احتياطات النفط في الخليج، على أن يحكم ابو مازن في القدس. هل يعتقد الرئيس الامريكي اننا اغبياء؟ لعل العكس هو الصحيح. لعل الدول العربية «المعتدلة» ترى في «إسرائيل» القوة الوحيدة في «الشرق الاوسط» القادرة على صد ايران، وهي تحتاج الى مساعدتنا اكثر مما نحتاج نحن اليها؟ وماذا حصل مع قاعدة «عدو عدوك هو صديقك»؟ في حقيقة الامر، لا نحن ولا العرب نوجد في وضع يسمح لنا بطلب شيء بالمقابل. مثلا، فليكفوا عن دعمهم لاعدائنا الفلسطينيين. وذلك لانه في الواقع الحقيقي، هذا الذي يخرج عن أحابيل اوباما الاعلامية، يحتمل ثلاثة سيناريوهات:اوباما لن يفعل شيئا، كما هو متوقع، و«إسرائيل» ستكون مطالبة بتوجيه ضربة عسكرية. في مثل هذه الحالة، من ينبغي ان يدفع لمن؟ الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا، ولكنها ستحتاج الى مساعدة «اسرائيلية» في تهدئة المحيط، وربما اكثر من ذلك. سؤالنا كما هو آنف الذكر.3. الولايات المتحدة ستوجه ضربة عسكرية ولكن ستطلب من «إسرائيل»، كما طلبت في حرب الخليج الاولى الا تتدخل، خشية أن تعتبر الحرب «صهيونية». اذا استجبنا للطلب وتجلدنا، ورغم ذلك تعرضنا لضربة ايرانية، فهل يعقل أن «مقابل» هذا سنكون مطالبين بان ندفع من وطننا في المكان الذي نطلب فيه الجميل؟وقاحة اوباما تكمن في طلبه ان نعطي حيث نستحق التلقي، وتظهر انخراطا مبالغا فيه في «الشرق الاوسط» السياسي. هناك، عندما تقترح مليون دولار هدية، يسألونك: ماذا ستعطينا بالمقابل؟ هذا لا يعني أن فهم نتنياهو يختبىء بتأثير المنطق الشرق اوسطي منفلت العقال هذا، ولكن تحت الضغط من شأنه أن يستغل اقوال اوباما كي يسوق للشعب استمرار التجميد: طمس عقولنا من خلال الحجة التي استخدمها اوباما كي يطمس عقله. أو أنه سيدعونا عندها رفاق نتنياهو شركاؤه في الائتلاف لان نرد على اوباما الرد الوحيد الناجع، المتبقي لدولة صغيرة محشورة في الزاوية: حمل الحكومة على الاستقالة بحيث لا يكون هناك من يمكن الضغط عليه. اوباما ضاق ذرعا. ولكن ماذا سيفعل اذا ما اضطر نتنياهو في السنة التي قررها لاقامة «فلسطين» الانشغال بحملة الانتخابات والحرب في سبيل حياته السياسية؟زعماؤنا، قبل أن يتنازلوا، يثنون على أنفسهم بانهم «اقوياء». ولكن نجاتهم، ونجاة بلادهم، هي بالذات في ضعفهم. الفلسطينيون وصلوا الى انجازات هائلة من خلال عرض انفسهم كمساكين. لعلنا نتعلم شيئا منهم ايضا؟ ابو مازن يهدد برزم الحقائب؟ نتنياهو ايضا يمكنه ان يحزم، وكبديل ان يحزم الاخرون له حقائبه. إذ لماذا ايدوا نتنياهو منذ البداية؟ لانهم اعتقدوا انه خلافا لقصة «قبعة حمراء» هذه المرة ليس الذئب الذي يتخفى في صورة الجدة بل العكس: في الداخل تجلس الجدة الزرقاء البيضاء وذئب «الدولتين» و «الضفة الغربية» هو الانتحال. مهما يكن من أمر فان كل قصص الجدة ستنتهي اذا ما استمر التجميد.

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2185213

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2185213 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40