الجمعة 21 حزيران (يونيو) 2019

مركز أبحاث الأمن القوميّ: لن تندلِع حربًا بين الولايات المُتحدّة وإيران

تل أبيب: الحرب القادِمة ستكون مُختلفةً بتاتًا عن “حروب إسرائيل”
الجمعة 21 حزيران (يونيو) 2019

*زهير أندراوس- “رأي اليوم”

- مركز أبحاث الأمن القوميّ: لن تندلِع حربًا بين الولايات المُتحدّة وإيران ويُحذِر من التفاوت بين مصالح وأهداف تل أبيب وواشنطن بالخليج

رأت سيما شاين، الباحثة في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، والمسؤولة السابقة عن شعبة الأبحاث في الموساد، أنّه على الرغم من التوتّر بين واشنطن وطهران، فإنّ الانطباع هو أنّ كلاً منهما غير مهتمين بالتدهور، مشددةً أنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تأخذ في الاعتبار الثغرات المحتملة بين مصالحها ومصالح الأمريكيين، وأنّ أمريكا لديها مهلةً أكبر من تل أبيب، وأنّ الأهداف التي يسعى ترامب لتحقيقها في كلّ سيناريو مختلفة عن تلك التي ترغب إسرائيل في تحقيقها، وخاصّةً إذا تمّ إعادة فتح المفاوضات.
وأشارت إلى أنّه في الممارسة العمليّة، يدور النزاع بين الطرفين على مستويين متوازيين: عروض القوة ومحاولات الردع، إذْ تتمسّك الإدارة الأمريكيّة بسياستها المتمثلة في ممارسة “أقصى قدرٍ من الضغط” على إيران، مواصلة فرض المزيد والمزيد من العقوبات والضغط على مختلف البلدان لتنفيذ تلك المفروضة بالفعل، وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت الإدارة رسائل تحذير إلى إيران، بما في ذلك تعزيز القوات البحرية والجوية في منطقة الخليج، كما قالت.
وتابعت: كان الهدف المُعلَن لترامب منذ بداية الإجراءات ضدّ إيران وما زال إجبار طهران الموافقة على المفاوضات حول اتفاق مُحسَّن، وتمّ اقتراح إمكانية وجود قنواتٍ سريّةٍ للاتصال مع إيران و/أوْ تبادل الرسائل بين البلدين مرّةً أخرى في وسائل الإعلام الدوليّة، وتشمل الأطراف المذكورة كوسطاء محتملين سويسرا وألمانيا، وعمان وزيارة رئيس وزراء اليابان لطهران، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء يابانيّ منذ عقودٍ.
ولفتت إلى أنّه على الرغم من أنّ الزعيم الإيراني أكّد من جديد بشكلٍ قاطعٍ أنّ إيران لن تتفاوض مع واشنطن، لكنّه في رسالةٍ تصالحيّةٍ أكثر قليلاً، قال إنّ إيران مستعدّة للتحدث مع أيّ طرفٍ آخرٍ، بما في ذلك الأوروبيون، وأشار روحاني إلى أنّ إيران ستُوافِق على إجراء محادثاتٍ إذا كانت واشنطن ستحترم الاتفاق وتزيل العقوبات وقال ظريف إنّ المحادثات يُمكِن أنْ تتّم فقط إذا تصرّف الأمريكيون باحترامٍ تجّاه بلاده.
على أي حال، تابعت، يبدو أنّ السياسة الجديدة التي تبنتها إيران بدلاً من “التسامح” التي أظهرتها حتى الآن تهدف بشكل أساسي إلى إظهار للولايات المتحدة، وخاصة الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاقية، وتحديدًا الشركاء الأوروبيون، بأن التكاليف التي يتحملون دفعها مقابل استمرار العقوبات و/أوْ محاولة تجميع النفوذ الذي يُمكِن أنْ تستخدمه إيران إذا ومتى بدأت المفاوضات، تحقيقًا لهذه الغاية، تتخِّذ إيران خطواتٍ تدريجيّةٍ مع مرور الوقت لتقوية الرسالة التي تفيد بأنّ انتهاك الاتفاقية قد يؤدي إلى انهيارها، دون الاضطرار بعد إلى اتخاذ خطواتٍ أكثر تشددًا، مثل تقييد عمليات التفتيش، طبقًا لأقوالها.
وأوضحت شاين أنّ الدخول في مفاوضات جديدة مع إدارة ترامب هو المسار المُفضَّل لواشنطن، ويُمكِن الافتراض أنّه في الرسائل (السريةّ) من واشنطن لطهران، فإنّها لا تُحدِّد أهدافها النهائية للمفاوضات، وإنّ إعلان وزير الخارجية بومبيو بأنّ الإدارة لا تضع شروطًا مسبقة لتجديد المفاوضات لا يتجاهل المطالب الـ12 التي حدّدّها هو نفسه كشرطٍ لإزالة العقوبات، لكنّها بالتأكيد لا تضمن التزام الإدارة بتحقيق اتفاقٍ مُتجدّدٍ، كما قالت.
وتابعت: على الرغم من التوتر بينهما، يبدو أن واشنطن وإيران غير مهتمتين بتدهور الوضع، وأنّ المخاوف من سوء التقدير قد دفعتهما إلى توخّي الحذر والقيام بجهودٍ كبيرةٍ لضمان ألّا تتدهور الخطوات المُتخذّة إلى مواجهةٍ أوسع بينهما، وقد أظهرت الإدارة الأمريكية، وخاصّة ترامب، مستوى مُعيَّن من الإحباط بسبب عجزهم عن رفع العقوبات عن المسار الدبلوماسيّ الذي سيُحقق نتائج، وذلك بقرار إيران العودة إلى أنشطتها النوويّة والذي سيضع الإدارة الأمريكيّة في مأزقٍ فيما يتعلّق بردودها.
على أيّ حالٍ، أوضحت شاين إنّ المنطق الذي تبنّته الإدارة الأمريكيّة حتى الآن لا يشمل اللجوء إلى ردودٍ عسكريّةٍ، ويبدو، على الأقل من وجهة نظر الرئيس ترامب، أنّ هذه مجرد مسألة تدور حول الاقتراحات، دون أيّ اهتمامٍ فعليٍّ بالعمل العسكريّ، حيث قرب نهاية عام 2019، ستدخل الولايات المتحدة سنة انتخابات رئاسية، ولن تسمح للإدارة باختيار مثل هذا الخيار المتطرّف والمثير للجدل.
واختتمت الدراسة قائلة بأنّه بسبب التفاوت بين مصالح تل أبيب وواشنطن، من المُهِّم الحفاظ على خطابٍ استراتيجيٍّ مُشتركٍ مع الولايات المتحدّة على جميع المستويات، حيث يتمثل التحدّي الرئيسيّ لإسرائيل في ضمان أنْ تتحدث الإدارة بصوتٍ واحدٍ، وأّنّ السياسة التي تصوغها وتتقدّم تجّاهها فيما يتعلّق بإيران يتناول مصالح كلا البلدين، طبقًا لأقوالها.

- تل أبيب: الحرب القادِمة ستكون مُختلفةً بتاتًا عن “حروب إسرائيل”ونقصٌ حادٌّ في إمكانيات علاج المُصابين على الجبهات وبالداخل والعمق ما زال مكشوفًا وطواقم الإنقاذ عاجزة

أقّرت المصادر العسكريّة الإسرائيليّة الإسرائيليّة، التي أشرفت على التدريب العسكريّ الأطول والأوسع الذي انتهى أمس الخميس، بأنّ الحرب القادِمة ستكون على عدّة جبهاتٍ، زاعمةً في الوقت عينه أنّ خطّة قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، هي إنهاء الحرب في أقصر فترةٍ مُمكنةٍ، ومع ذلك، شدّدّ مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، وروني دانيئيل، شدّدّ نقلاً عن مصادره في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، على أنّ التوقعّات الإسرائيليّة تؤكّد أنّ الجبهة الداخليّة ستتعرّض لقصفٍ شديدٍ خلال المُواجهة المُقبِلة، في إشارةٍ للصواريخ التي ستنهال على الكيان، علمًا أنّ قادته يعترفون بأنّ صواريخ المُقاومة بات قادرةً على إصابة كلّ بقعةٍ في دولة الاحتلال الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك، تُعاني المؤسستان الأمنية والصحيّة في كيان الاحتلال من نقص حاد في الإمكانيات في مجال معالجة المصابين في حالة حرب على عدة جبهات، ونقلت صحيفة “هآرتس” العبريّة عن مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسستين أنّ مهمة إخلاء جنود أصيبوا في معركة قد تصبح أكثر تعقيدًا في حال نشبت حرب مقبلة، وذلك بسبب تحسّن الوسائل القتالية لدى الجانب المقابل وعدم بلورة أي رد من قبل الجيش الإسرائيليّ، كما قالوا للصحيفة، وأضافوا أنّ هناك نقص بحوالي 30 بالمائة في سيارات الإسعاف العسكرية المطلوبة للحرب، وأنّ 20 بالمائة من المنشآت الطبية في الجيش غير مأهولة بالأطباء، على حدّ تعبيرهم.
وبحسب الصحيفة العبريّة، التي اعتمدت في تقريها على مصادر رفيعة المُستوى في تل أبيب، فقد حذّر المسؤولون من عدم جهوزية المدنيين للحرب، إذْ قال مسؤول في المؤسسة الصحية أن غرف الطوارئ المكتظة لن تكون قادرة على استيعاب أعداد المصابين المتوقع أن تصل إليها، كما تعاني “نجمة داوود الحمراء”، التي تقوم بإسعاف المرضى في الكيان، من نقص جوهري في كوادرها البشريّة بسبب استدعاء نصف عناصرها للاحتياط.
وحذّر المسؤول في المؤسسة الأمنية الذي حضر سلسلة نقاشات أجريت في الفترة الأخيرة بخصوص هذا الموضوع، أنّ المستوطنين سيعانون من مشكلة في الإخلاء، وقال: سنصل إلى وضع سيضطر فيه المسؤولين إلى التنازل عن شيء ما، وأنا لا أرغب في أن أكون بين أولئك الذين سيضطرون لاتخاذ القرارات في نفس اللحظة، مضيفا أنّ هذه المسألة تجري مناقشتها، لكن المسؤولين لا يأخذون الأمر على محمل الجد ولا أحد يعالج هذه المسألة حتى النهاية، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ النقص في الأطباء العسكريين يثير قلق المؤسسة الأمنية، مُشيرة في ذاته الوقت إلى الأسلوب المتبع من قبل جنود جيش الاحتلال بتقديم العلاج الأولي في الميدان أدى إلى مقتل 83 بالمائة من الجرحى في الساعة الأولى من إصاباتهم بسبب عدم وجود دم، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبرية.
مُضافًا إلى ذلك، فإنّه بسبب الاكتظاظ في المستشفيات، يستعدون في المؤسسة الصحية لإخلاء مرضى حالتهم ليست خطرة أصيبوا أثناء الحرب، من أجل تأمين أماكن لمصابين حالتهم خطيرة، وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم إخلاء أقسام كاملة لإقامة غرفة عمليات لاستيعاب جرحى من خط الجبهة ومن الجبهة الداخلية.
كما أنّه على الرغم من أنّ عدد سيارات الإسعاف العسكرية أزداد في السنتين الأخيرتين، فإنّ جيش الاحتلال لا يزال يعاني من نقص في هذا المجال، مقارنة بالمعيار الذي حددته أجهزة الطوارئ، إذ أضاف مصدر أمني أن جزءًا من سيارات الإسعاف المتوفرة قديمة جدًا ولن تعطي حلاً أثناء الحرب، طبقًا لأقواله.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها أعلى أنّ مصدرًا مطلعًا على الموضوع، أكّد أنّ المعطيات تشير إلى أن المؤسستين الأمنية والصحية تجدان صعوبة في استخلاص العبر من الانتقادات التي وجهها إليهم مراقب الدولة العبريّة ومندوب شكاوى الجنود السابق، الجنرال احتياط يتسحاق بريك.
وقال المصدر المطلع أيضًا للصحيفة العبريّة إنّه على الرغم من أنّ الجميع يعلم أنّ الحرب المقبلة ستكون حادثة لم يواجه الجيش والجبهة الداخلية مثلها حتى اليوم، فإنّ التقديرات تستند على ما حصل في السابق، وهذا خطأ، واختتم حديثه قائلاً إنّ الجيش لن يكون قادرًا على تخصيص الوسائل للجبهة الداخلية في حالة الطوارئ، والمستوى السياسي سيكون ملزمًا ومجبرًا باتخاذ قرارات في الوقت الحقيقي لتوجيه الموارد، كما أكّد في حديثه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 79 / 2184557

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184557 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40