السبت 1 حزيران (يونيو) 2019

الكيان يعتبرها تهديدًا إستراتيجيًا: تنامي ظاهرة هجرة الأدمغة الإسرائيليّة وتزايد كبير بنسبة هجرة المُستوطِنين المتعلِمين إلى الخارج

جنرالٌ إسرائيليٌّ: حماس نجحت باختراق (القُبّة الحديديّة) وَكَمْ كان مُؤلِمًا ومُحبِطًا أنْ نُشاهِد اختفاء الردع الفعّال الذي تمكّن الاحتلال من تحقيقه بغزّة
السبت 1 حزيران (يونيو) 2019

- زهير أندراوس

قبل عدّة سنواتٍ قامت في كيان الاحتلال الإسرائيليّ حركة احتجاجيّة ضدّ سياسة الحكومة الاقتصاديّة وغلاء المعيشة المُرتفِع جدًا، ولكنّ مظاهرات مئات ألآلاف من المُواطنين الإسرائيليين ضدّ سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في المجال الاقتصاديّ لم تُجدِ نفعًا، فاللجنة التي شكلّتها الحكومة الإسرائيليّة، والتي ناقشت وبحثت المشكلة، لا بلْ المعضلة، قدّمت توصياتها إلى المُستوى السياسيّ، ولكنّ التوصيات بقيت حبرًا على ورق، ولم تخرج إلى حيّز التنفيذ بتاتًا.
وجاء ردّ المُواطنين الغاضبين في بدء الهجرة إلى الدول الأوروبيّة، وتحديدًا ألمانيا، وهي الحركة الاحتجاجيّة التي عُرِفت بحركة احتجاج الكوتج، وهو لبنٌ إسرائيليٌّ، تبينّ لقادة الحركة الاحتجاجيّة أنّه يُباع في أوروبا بأسعارٍ مُنخفضةٍ جدًا، مُقارنةً مع سعره في سوق كيان الاحتلال، ولم تتمكّن الحكومة من إقناع المُهاجرين الجدد من وقف الهجرة إلى أوروبا، الذين عادوا وأكّدوا أنّ الأمر لا يقتصِر على سعر اللبن الذي تُنتجه إسرائيل، بل يشمل العديد من السلع الضروريّة لكلّ مُواطنٍ في الدولة العبريّة، وهذا الأمر إنْ دلّ على شيءٍ، فإنّه يدُلّ على عدم وجود أيّ انتماءٍ للأرض وللدولة العبريّة، التي أُقيمت في العام 1948 على أنقاض الشعب العربيّ-الفلسطينيّ في أبشع جريمةٍ ارتُكبت في التاريخ.
ومع كلّ ذلك، لم تتوقّف الهجرة المُعاكِسة بتاتًا، بل على النقيض استمرّت وبوتيرةٍ عاليّةٍ، وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “هآرتس” العبريّة إلى تزايدٍ كبيرٍ في نسبة هجرة المستوطنين المتعلمين إلى الخارج، موضحةً في الوقت عينه أنّ كلّ شخصٍ أكاديميٍّ يعود إلى الدولة العبريّة يُغادِر مُقابلة أربعة أشخاص آخرين، كما أكّدت الصحيفة العبريّة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصاديّ الإسرائيليّ البروفيسور دان بن دافيد قوله إنّ الإسرائيليين”الأكثر تعلّمًا وأصحاب المؤهلات الأكثر حيويةً لنجاح الاقتصاد يهاجرون إلى الخارج بوتيرة متزايدة، مُحذرًا في الوقت عينه من أنّ سياسة حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تُبعِد هؤلاء المتعلمين والمؤهلين، بدلاً من تحفيزهم على البقاء أوْ العودة إلى الدولة العبريّة، على حدّ قوله.
وأكّدت الصحيفة العبريّة على أنّ البروفيسور بن دافيد، أعدّ بحثًا حول موضوع هجرة الإسرائيليين إلى خارج كيان الاحتلال، ركّز فيه على ثلاثة شرائح سكانية: الباحثون الأكاديميون، الأطباء، وموظفو صناعة الهايتك (التكنولوجيا المُتقدمة)، وقد بلغ عدد هؤلاء 130 ألفًا من بين سكّان دولة الاحتلال.
وذكر البروفيسور أيضًا في سياق حديثه مع الصحيفة العبريّة، ذكر أنّه على الرغم من عددهم القليل، إلّا أنّ التفوق النوعيّ للاقتصاد الإسرائيليّ يستند ويعتمد عليهم، وحجم الهجرة بينهم ينبغي أنْ يُثير قلق صناع القرار في تل أبيب، مضيفًا في الوقت ذاته أنّه بسبب الحجم الهش لهذه المجموعة، فإنّ مغادرة كتلة هامة بينهم – حتى لو شملت عدة عشرات الآلاف – يمكن أنْ ينطوي على عواقب كارثية على الدولة العبريّة كلّها، كما قال.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفتت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها إلى أنّ البروفيسور بن دافيد أعرب عن قلقه من الوضع وسط المتعلمين، مشيرةً إلى أنّ معطيات الدائرة المركزية للإحصاء، وهي هيئة رسميّة تابعة للحكومة الإسرائيليّة، تُظهِر أنّه في عام 2017 غادر إسرائيل أربعة من أصحاب الشهادات الأكاديمية مقابل كلّ أكاديميٍّ عاد إليها، وقبلها بثلاث سنوات كانت النسبة 2 مقابل 1، كما أكّد.
عُلاوةً على ذلك، تحدثت الصحيفة العبريّة عن مغادرة أطباء إسرائيليين إلى الخارج، الأمر الذي أدّى إلى نقصٍ في موارد تأهيل الأطباء، مضيفة أن المواطنين المهتمين بتعلم الطب، يتجهون إلى الدراسة في الخارج، وكثيرون منهم لا يعودون إلى الدولة العبريّة بعد إنهاء دراستهم، كما أكّدت.
وبحسب البروفيسور بن دافيد، فإنّ الأولويات تقود إلى تقليص نسبة مغادرة متزايدة للإسرائيليين الأكثر تعلّمًا، إلّا أنّه استدرك قائلاً إنّ الحوافز غيرً كافيةٍ لتغيير هجرة الأدمغة، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، ذكرت القناة “13” بالتلفزيون العبريّ أنّ البرتغال تحولت مؤخرًا إلى البلد المفضل لدى الإسرائيليين للهجرة إليه، على الرغم من اقتصاده المتعثر. القناة عزت أسباب هجرة الإسرائيليين إلى هذا البلد إلى توفر جواز السفر البرتغالي لعشرات آلاف الصهاينة الذين طردوا من إسبانيا، وبأسعار زهيدة، ولفتت إلى أنّه بسعر غرفة في تل أبيب بالإمكان شراء مزرعة كاملة من عشرات الدونمات في البرتغال، أوْ قصرًا فارهًا مع مسبح كبير في قرية.
وتابعت القناة قائلةً إنّ الجالية اليهودية الصغيرة في البرتغال والتي كانت معتادة على الاهتمام بشؤونها بهدوء خلف الأسوار وكاميرات الحماية لا تعرف كيف ستواجه الضغط الذي وجدت نفسها أمامه، وذلك بسبب كثرة طلبات الإسرائيليين الراغبين في الحصول على شهادة تؤكد أنّه تمّ طردهم من إسبانيا، مؤكّدةً وجود تخوّفٍ من جزع الحكومة البرتغاليّة، ما يدفعها لإيقاف هجرة الإسرائيليين إلى هذا البلد.

- جنرالٌ إسرائيليٌّ: حماس نجحت باختراق (القُبّة الحديديّة) وَكَمْ كان مُؤلِمًا ومُحبِطًا أنْ نُشاهِد اختفاء الردع الفعّال الذي تمكّن الاحتلال من تحقيقه بغزّة

قال الجنرال الإسرائيليّ غرشون هكوهين، إنّه على الرغم من النجاح الذي حققته حماس مؤخرًا في اختراق منظومة القبة الحديدية بشكلٍ ساحقٍ، فقد فشلت في تحقيق أحد أهدافها الإستراتيجيّة، إذْ أنّها لم تنجح في تحفيز الفلسطينيين بالضفّة الغربيّة على الانتفاضة ضدّ إسرائيل أوْ السلطة الفلسطينيّة، مُشدِّدًا على أنّه كان مؤلمًا ومحبطًا أنْ نشاهِد اختفاء الردع الفعّال الذي تمكّنت إسرائيل من تحقيقه في غزة على مدار ثلاث جولات رئيسية من الصراع، خاصّةً في العام 2014، كما أكّد.
وتابع في ورقةٍ بحثيّةٍ نشرها على موقع بيغن-السادات بتل أبيب، حيثُ يعمل هناك باحِثًا كبيرًا، تابع أنّه بعد ثلاث سنوات ونصف من الهدوء، شنّت حماس والجهاد الإسلاميّ أربع ضرباتٍ صاروخيّةٍ ضخمة في أعقاب قرار إسرائيل الخاطئ بالتسامح مع “مسيرات العودة” التي بدأت في نهاية مارس 2018، وممّا زاد الطين بلّة، أنّ الكيان سمح لنفسه الاستسلام لمضرب الابتزاز.
ولفت إلى أنّ حماس تنجح بشكلٍ مُتزايدٍ في التغلب على (القبّة الحديديّة) من خلال عمليات إطلاقٍ متعددةٍ، ولكن حتى في أكثرها فاعليّةً، فإنّ هذه الصواريخ لا يُمكِنها سوى ضرب المباني والتسبب في أضرارٍ جزئيّةٍ، وتنجح إسرائيل في ضرب الأشرار بدقّةٍ، وعند الضرورة تسحق المباني.
وأشار إلى أنّه تقع العقوبة التي يفرضها سلاح الجوّ على مساحة 360 كيلومتر مربع، فيما تضرب حماس وحلفاؤها بدقّةٍ أقّل في ضعف المساحة عند ضم عسقلان وثمانية أضعاف المنطقة إذا تضمنت الضربات أشدود وبئر السبع، مُضيفًا أنّه في الجولات الثلاث الضخمة، يُعادِل عدد طلعات القنابل عدد الضربات الصاروخيّة، وإذا أخذنا في الاعتبار مساحة غزة الصغيرة، والفرق في دقّة الحمولة، والفرق في حجمها، فإنّ العقوبة المفروضة في غزة أكبر بآلاف المرات منها في إسرائيل.
ورأى هكوهين أنّه في الجولة الصغيرة الأخيرة، تفاخرت حماس بالعقاب النفسيّ الذي عانى منه الإسرائيليون، زاعِمًا أنّ الحقيقة هي أنّ العقاب النفسيّ الذي يُعاني منه سكّان غزة أكبر بكثيرٍ، وأضاف: يُفسَّر الفرق في حجم العقوبة لماذا أطلقت حماس والجهاد الإسلامي عددًا أقل من الصواريخ بعد كلّ جولةٍ ضخمةٍ ولماذا بعد الثالثة والأكثر عقابًا، حققت إسرائيل ثلاث سنوات ونصف من الهدوء، مُوضِحًا أنّ أحفاد قادة حماس، مثلهم مثل الأطفال الإسرائيليين، يعانون من قلق هائل و التبول اللاإراديّ.
وأردف الجنرال أنّه بشكلٍ مؤقتٍ على الأقّل، فإنّ إستراتيجية إسرائيل هي اللعب لصالح الجانب الآخر، وهذا ليس جديدً، مؤكّدًا أنّ ممارسة الخضوع للابتزاز ابتليت بالرواد الصهاينة الأوائل قبل وقتٍ طويلٍ من اعتبار النخبة العربيّة المحليّة وجودهم كتهديدٍ، ولإضفاء مزيدٍ من الإهانة على الإصابات، تُبرِّر المؤسسة العسكريّة الإسرائيليّة، وبشكلٍ مُتزايدٍ نتنياهو وقادة الليكود، نموذج الابتزاز هذا على أساس تجنّب الأزمة الإنسانيّة.
وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ السماح بالمساعدات إلى غزّة يعني زيادة إيرادات حماس، بينما تزيد واردات المواد ذات الاستخدام المزدوج من قوة حماس النارية، زاعمًا أنّه في اللحظة التي تصِل فيها الدولارات القطريّة إلى غزّة، يُمكِن لحماس أنْ تُدافِع بسهولةٍ أكبر عن هجماتها المعتادة ضدّ السياج ومعاقبة السكان الإسرائيليين الذين يعيشون بجانبه.
ورأى أنّ ما أسماها بـ”أعمال الشغب” التي قامت بها حماس فشِلت بالكامل في حثّ الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة على ضرب إسرائيل أوْ السلطة الفلسطينيّة، إذْ أنّ حماس كانت تأمل في أنْ تؤدّي “أعمال الشغب” إلى محو آثار استيلائها على غزة في عام 2007، الذي قسّم الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، على حدّ زعمه.
وشدّدّ الجنرال هكوهين على أنّ فشل “أعمال الشغب” الأخيرة التي تُخلِّد ذكرى النكبة، لم تدفع الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة للانتفاض ضدّ إسرائيل أوْ السلطة الفلسطينيّة، وهذا يؤكِّد أنّ حماس لا تزال ملوثة بخطيئة تقسيم الشعب الفلسطيني وإضعاف القضيّة، كما ادّعى.
كما أنّ ابتزاز إسرائيل، رأى الجنرال هكوهين، تتحمّل كلفته حماس والجهاد الإسلامي، إذْ أنّ هدف الحركتين هو تحرير فلسطين، لافتًا إلى أنّ التداول بالهدنات مُقابِل المال والاستعاضة عن اللغة الدفاعيّة بشكلٍ مُتزايدٍ: “إذا ضربت إسرائيل، سنضرِب بقوّةٍ”، لخطاب “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر” يعطي الإحساس بأن حماس تسلك طريق فتح، وتدّعي في الوقت نفسه أنّها نجحت، كما قال.
واختتم ورقته البحثيّة بالقول إنّ هناك دائمًا أمل في أنْ يعود نتنياهو إلى الإستراتيجيّة الصحيحة المتمثلة في الضرب بقوّةٍ وبصورةٍ هائلةٍ لتحقيق الألم المُتراكِم الذي سيجلب حماس لإنهاء خيار العنف، كما فعلت الدول العربية من قبلها، على حدّ تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 77 / 2184582

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184582 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40