الخميس 23 أيار (مايو) 2019

صمتٌ إسرائيليٌّ حيّال تخصيب اليورانيوم الإيرانيّ ونتنياهو يخشى التحريض كي لا يُتهَّم بتوريط ترامب بمُغامرةٍ خاسرةٍ وتل أبيب تفتقِر لإستراتيجيّةٍ بَحْريّةٍ

الخميس 23 أيار (مايو) 2019

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس

في تحليلٍ نشره طل لف رام، المُحلِّل للشؤون العسكريّة في صحيفة “معاريف” العبريّة، تساءل عن الصمت المطبق في كيان الاحتلال إزّاء إعلان الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران عن زيادة تخصيب اليورانيوم، وعلى الأغلب يبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لا يرغب في أنْ يُنعَت بالمُحرِّض الرئيسيّ لإشعال فتيل الحرب في الخليج العربيّ بين واشنطن وطهران، لأنّه بحسب المصادر السياسيّة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن، فإنّ نتنياهو يخشى أنْ تفشل الولايات المُتحدّة في هذه المُغامرة، وعندما سيفهم ذلك، كما أكّدت المصادر عينها، الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وبالتالي سيتهّم نتنياهو بتوريطه في الحرب، علمًا، كما يؤكّد المُحلّلون في تل أبيب، أنّ ترامب يُريد إعادة انتخابه مرّةً ثانيّةً في الانتخابات الرئاسيّة التي ستجري السنة القادِمة، أيْ العام 2020، على حدّ قول المصادر.
أمّا فيما يتعلّق بالتزام المسؤولين الإسرائيليين الصمت التّام إزّاء تقارير تتحدّث عن أنّ إيران زادت وتيرة تخصيب اليورانيوم أربعة أضعاف وعلى مستوى منخفضٍ، وبذلك عملياً تُنفّذ تهديدها بوقف تطبيق جزءٍ من بنود الاتفاق النوويّ، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل نحو عام، وتحديدًا في شهر أيّار (مايو) من العام الفائت 2018، فرأت المصادر أنّ السبب يعود، ربمّا، إلى الأمر الذي أصدره نتنياهو لجميع الوزراء والقاضي بمنعهم من التعقيب على هذا التطوّر من قبل طهران.
وتابع المُعلّق العسكريّ، نقلاً عن المصادر نفسها، تابع قائلاً إنّ المعنيين في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة لم يفاجئوا بالخطوة الإيرانيّة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه في تقدير الوضع الذي جرى في الفترة الأخيرة طُرح مرّاتٍ عديدةٍ احتمال أنّ الإيرانيين يُلمِّحون إلى البيت الأبيض من خلال خرق الاتفاق النوويّ ومواصلة تقدم محدود في برنامجهم النووي، وأنّهم مصمّمون على مواصلة مُواجهة العقوبات، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.
عُلاوةً على ذلك، أشار المُحلِّل ليف-رام إلى أنّ النقاش في المؤسسة الأمنيّة والمؤسسة السياسيّة في كيان الاحتلال بخصوص التصرف الإيرانيّ، يتركز حاليًا في جزأين، الأوّل، تداعيات وتأثيرات فورية على الوضع الأمنيّ، في ظلّ احتمال تنفيذ عملياتٍ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ على طول الحدود في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة، أوْ ضدّ أهدافٍ أخرى في العالم.
وفي هذا السياق، تابعت المصادر الأمنيّة، التي وُصفت بأنّها واسعة الاطلاع، يفحص المسؤولون بالدولة العبريّة تداعيات مُواصلة هجمات سلاح الجوّ الإسرائيليّ في سوريّة ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ وفيما إذا كان الردّ الإيرانيّ للعمليات الإسرائيليّة سيتغيّر، علمًا أنّ العديد من الجنرالات في الاحتياط أكّدوا في أكثر من مُناسبةٍ في الفترة الأخيرة، أكّدوا على أنّ الهجمات الإسرائيليّة استُنفذت، ولم تؤدِّ إلى تغيير في الخارطة السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة في سوريّة، وتحديدًا التمركز الإيرانيّ في هذا البلد العربيّ، الذي تمّ بحسب طلبٍ من النظام الحاكم في دمشق.
أمّا الجزء الثاني، تابعت المصادر قائلةً فإنّه يرتبط، بالطبع، بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ، حيثُ أكّدت على أنّه بشكلٍ عامٍّ هناك اتفاق سواءً في المؤسسة الأمنيّة أوْ لدى أجهزة استخباراتٍ غربيّةٍ أخرى على أنّ الإيرانيين التزموا بالاتفاق النوويّ، الأمر الذي سمح للجيش الإسرائيليّ بتوجيه موارد من الانشغال الكبير في بناء القوّة والاستخبارات لاحتمال مهاجمة طهران إلى تحدياتٍ أمنيّةٍ أخرى، دون الإفصاح عنها.
وشدّدّت المصادر أيضًا، كما أكّد المُحلِّل ليف رام على أنّه في الواقع الجيش الإسرائيليّ وسلاح الجوّ واصلا الانشغال بالقضايا المُرتبطة بإيران أيضًا في هذا الجانب، لكن بمستوى مختلفٍ، ذلك أنّ مواصلة تقدّم الإيرانيين في البرنامج النوويّ بدون اتفاقٍ جديدٍ بين الدول العظمى وإيران سيتطلب جهودًا بحجمٍ أكبرٍ، قال المُحلِّل العسكريّ، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
واختتم المُحلّل تحليله بالقول إنّه في هذه المرحلة بشكلٍ خاصٍّ، في إسرائيل لا يتوقّع المعنيون أنْ تندلع مواجهةً مُباشرةً بين إسرائيل وإيران، لكن كلّما زاد التوتر، من المتوقع أنْ تكون هناك تداعيات وتأثيرات مرتبطة بقضايا أمنيّة تؤثر على كيان الاحتلال، حيث أنّه الطلب الأمريكيّ في هذه المرحلة من إسرائيل هو الحفاظ على بروفيلٍ مُنخفضٍ وعدم الدخول بشكلٍ مُباشرٍ إلى دائرة المواجهة، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب.
في السياق عينه وتحت عنوان: “حربٌ من نوعٍ آخر” تناولت صحيفة (هآرتس) العبريّة التوتّر في الخليج العربيّ زاعمةً إنّ كيان الاحتلال لم يتدّخل البتّة في هذه القضية، ولكن، تابعت الصحيفة، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب، أنّه في الغرف المُغلقة، وبشكلٍ غيرُ رسميٍّ، يدور الحديث عن مخاوف، ذلك أنّ الدولة العبرية تُيْقِن بشكلٍ جيّدٍ أنّ التصعيد المُحتمل بين أمريكا وإيران، يحمل في طيّاته تهديدًا إستراتيجيًا من نوع آخر، وهو المسّ بحُريّة الحركة في خطوط الملاحة لإسرائيل ومنها، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ الكيان لا يملك إستراتجيّةً بحريّةً، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 128 / 2184667

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2184667 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40