حماس: التهدئّة مع الاحتلال مُرتبطةٌ بتحسين ظروف الأسرى وتوتّر بمُعتقل النقب الصحراويّ ومُناشدات لدعم الأسرى المُضربين عن الطعام

 زهير أندراوس

كشفت الإذاعة العبريّة العامّة شبه الرسميّة (كان)، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ مُطلعّةٍ في تل أبيب، كشفت النقاب عن الجهود الرسميّة الإسرائيليّة في سبيل الوصول إلى تهدئةٍ مع قطاع غزة، تسبق الأحداث الأخيرة والتصعيد في آذار (مارس) المنصرم.
وبحسب التقرير الذي اعتُبر سبقًا صحافيًا، فقد تمّ الكشف عن أن مئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي في الدولة العبريّة، وهي هيئة ملحقة بمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قام الشهر الماضي آذار (مارس) بزيارةٍ سريّةٍ إلى القاهرة، وأجرى محادثات تتعلق بالتأسيس لهدنة، وقالت الإذاعة، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ تفاصيل الزيارة وما دار فيها وما تمّ الاتفاق عليه مع المصريين ما يزال محظورًا من النشر.
ولكن الإذاعة العبريّة قالت إنّ محادثات بن شبات كانت تهدف إلى توحيد الجهود نحو الهدنة وتُشكِّل جزءًا من الاتصالات المستمرة بين إسرائيل وحماس من خلال الوسيط المصري. في الوقت نفسه، تتواصل اليوم الجهود المبذولة للتنظيم من الجانب المصري. حيث وصل وفد مصري إلى غزة عبر معبر إيرز لمواصلة الاتصالات مع الفصائل حول الترتيبات مع إسرائيل، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
ووفقًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) زادت بندًا جديدًا على اتفاق التهدئة مع إسرائيل، بموجبه يتحتّم على إسرائيل تحسين ظروف الأسرى في السجون، خصوصًا بعد الهجمة الأخيرة التي نفذّتها القوّات الخاصّة التابعة لمصلحة السجون ضدّ الأسرى، وتحديدًا أسرى حماس، والتي شملت فيما شملت مُصادرة أجهزتهم الخلويّة، ومنعهم من أيّ اتصالٍ مع العالم الخارجيّ، وشدّدّت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة في تل أبيب، وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، شدّدّت على أنّ هذا المطلب الجديد سيؤدّي لإعاقة التوصّل لتهدئةٍ بين كيان الاحتلال وحركة حماس، على حدّ تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، تسود حالة من التوتر والاستنفار في القسم رقم 1 في سجن النقب الصحراويّ، نتيجة الاستفزازات المستمرّة من قبل الإدارة للأسرى في مختلف أقسام المعتقل منذ نحو شهرين.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مساء أمس الأربعاء في بيانٍ رسميٍّ، تلقّت (رأي اليوم)، نُسخةً منه، أفادت بأنّ قوّات القمع في السجن قامت بالاعتداء على أحد الأسرى وإخراجه من القسم رقم 1 إلى جهة غير معلومة، بادعاء قيامه برشق إحدى المجندات السجانات في القسم بالماء الساخن. وأضافت الهيئة في تصريحٍ لها أنّ إدارة السجن قامت بسحب كافة الأجهزة الكهربائية من داخل القسم، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ المعتقل في حالةٍ من الترقب والتوتر والاستنفار، كما جاء في البيان.
على صلةٍ بما سلف، دعت منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال جماهير شعبنا وقواه ومؤسساته إلى أوسع دعم وإسناد لرفاقها الأسرى الإداريين (حسام الرزة، محمد طبنجة، خالد فراج)، الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا احتجاجًا على استمرار اعتقالهم.
وقالت الجبهة في بيانٍ، تلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، قالت إنّ كلّ من الرفيق القائد حسام الرزة (60 عامًا)، والذي يخوض الإضراب لليوم الثالث عشر على التوالي، والرفيقين الأسيرين محمد طبنجة (37 عامًا) وخالد جمال فراج (31 عاماً) والمضربين عن الطعام منذ أسبوع بحاجةٍ ماسّةٍ إلى تدخلٍ وطنيٍّ ودوليٍّ عاجلٍ لإنقاذ حياتهم المهددة بالخطر جراء استمرار إضرابهم في ظلّ ظروف اعتقال صعبة، والتي تتزامن مع هجمةٍ إسرائيليّةٍ متصاعدة طالت كافة السجون والأسرى، وفي مقدّمتهم الأسرى الإداريين.
واعتبرت أنّ إصرار رفاقها الثلاثة على مواصلة إضرابهم حتى كسر اعتقالهم الإداري يجب أنْ يُقابِله حالة شعبية عارمة وواسعة تقف إلى جانب الحركة الأسيرة في معركتها المتواصلة والمفتوحة ضد إدارة السجون وأدواتها القمعية.
ودعت “الشعبية في السجون” المؤسسات الدوليّة إلى ضرورة لفت أنظار العالم إلى حقيقة ما يجري داخل السجون من جرائم إسرائيليّةٍ متواصلةٍ بحقّ الحركة الأسيرة، والتي أفظعها سياسة الاعتقال الإداريّ التي أصبحت جريمة مسلطة على مئات المناضلين الفلسطينيين الذين يقبعون في ظروف اعتقالٍ تتعارض والأعراف والمواثيق الدولية وفي ظل صمت رهيب من المجتمع الدولي ومؤسساته، كما أكّد البيان.