الجمعة 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2018

محلّلون بتل أبيب عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ: مُنفّذ عملية “بركان” أشرف نعالوة لغزٌ يُحيّر المؤسسة الأمنيّة ويُعرّي إخفاقاتها وأمن سلطة رام الله وحاول اختطاف موظفة

الجمعة 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2018

زهير أندراوس:
بعد تنفيذ عملية “بركان”، في السابع من الشهر الجاري، سارع الإعلام العبريّ المُتطوّع للتأكيد على أنّ جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيليّ) لم يكُن لديه أيّ معلوماتٍ عن العملية التي نُفذّت، خصوصًا وأنّ الشاب التي قام بتنفيذها، أشرف نعالوة، (23 عامًا) من قرية الشويكي، المُتاخِمة لمدينة طولكرم، ليس معروفًا للأجهزة الأمنيّة لسلطات الاحتلال، ولا يوجد لديه ماضٍ أمنيّ، ولم يكُن في يومٍ من الأيّام تابعًا لتنظيمٍ مُسلّحٍ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، الأمر الذي مكّنه من الحصول على ترخيص عملٍ في مصنعٍ إسرائيليٍّ يقع في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، ولكن اليوم بعد أنْ بات الإخفاق الإسرائيليّ، بمُساعدة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينيّة في رام الله، مُجلجلاً، بدأ الإعلام نفسه، الذي يعتمِد على المنظومة الأمنيّة، بتغيير الرواية الإسرائيليّة للتغطية على الفشل المُدّوي، الذي يتمثّل في عدم تمكّن الاحتلال من إلقاء القبض عليه.
وقال خبيرٌ إسرائيليٌّ في الشؤون العسكريّة، إنّ نعالوة، يُشكّل لغزًا لإسرائيل التي تُحاوِل من خلال كل أجهزتها الأمنيّة حلّه. وأوضح مُحلّل الشؤون الأمنيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ، أمير بوحبوط، أنّ كثيرًا من الأسئلة حول نعالوة ما زالت بدون حلٍّ لها بعد مرور 19 يومًا على تنفيذه العملية في منطقة “بركان” الصناعيّة الإسرائيلية شمالي مدينة سلفيت.
وأضاف بوحبوط، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ المؤسسة الأمنية في إسرائيل تُصّر على أنّ نعالوة مقاوم وحيد وتصرّف بمفرده، واتخذ قرارًا مستقلًا دون دعمه ببنية تحتية من قبل فصائل فلسطينيّة، لافتًا إلى أنّ نعالوة خرج من الظلام ليشكّل لغزًا كبيرًا ومُحيِّرًا لمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، ومُشيرًا إلى أنّ أمن الاحتلال حائرًا ما بين إنْ كان نعالوة قد نفذّ العملية بشكلٍ منفردٍ أمْ منظمٍ.
وتعتقد المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، بأن نعالوة اتخذ قرارًا بتنفيذ عمليته بشكلٍ مستقلٍ وليس ضمن بنية تحتية تابعة لمنظمة فلسطينية، ولكنها لا تستبعد أنْ يكون قد نفذ عمليته كجزء من اختبار قبول للجناح العسكري لحماس، بحسب المُحلّل بوحبوط، الذي نوّه إلى أنّ أمن الاحتلال لم يعثر على أي صلة بين نعالوة وبين أيّ تنظيمٍ فلسطينيٍّ أوْ أيّ دافعٍ واضحٍ ومباشرٍ باستثناء أنه فلسطينيّ، مشيرًا إلى أنّه لم يتّم تحديد أيّ دافعٍ شخصيٍّ حتى الآن.
وادعت المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، بحسب بوحبوط، بأنّ الجمع بين مشكلةٍ شخصيّةٍ ما ونظام التحريض، أدى إلى إقدام نعالوة على شراء أسلحةٍ والتخطيط الدقيق للهجوم وتنفيذه. وبحسب التحقيقات، فإنّه لا يوجد تفسير مرضٍ، لماذا طلب المنفذ من أحد عمال المصنع تقييد المستوطنة قبل أنْ يطلق النار عليها حتى الموت. حيث يقدّر المحققون الإسرائيليون أنّ شيئًا ما أزعجه أو دفعه في اللحظة الأخيرة لذلك، وتسبب بفراره من المكان، وإلّا فإنّه كان سيُواصِل عمليته في باقي أنحاء المصنع.
وتابع بوحبوط بأنّه خلافًا لانتشار قوات الأمن الإسرائيليّة والمدنيين المسلحين، والذين هم على أهبّة الاستعداد في الضفّة الغربيّة لمنع وقوع هجماتٍ، لم يكن هناك أحد من هؤلاء في المنطقة لوقف هجوم نعالوة، الأمر الذي يتطلّب إعادة التفكير في أمن المنطقة والنشاط الروتينيّ في المصانع، لافتًا إلى أنّ عمليات البحث متواصلة باستخدام أفضل وحدات الجيش، مع الوسائل التكنولوجية، لتحديد مكان نعالوة واعتقاله للحصول على إجابات واضحة حول دوافع هجومه والطريقة التي استخدمها في قتل المستوطنين.
وصرّح الموقع العبري بأن قسم الضفة الغربية في جيش الاحتلال يعمل 24 ساعة متواصلة وبطرق مختلفة من أجل تحقيق ذلك وينتظرون أن يرتكب المنفذ خطأ واحدًا، ولم يستبعد بوخبوط إمكانية أنْ تأتي هذه أوْ تلك المعلومات من الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، وأنْ تصل إلى نهاية الغموض، والتي لها مصلحة في الحفاظ على استقرار المنطقة والامتناع عن الأعمال التي تضر بواقع الحياة اليوميّة.
في السياق عينه، حاول مُحلّل الشؤون العسكريّة في (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، إيجاد الأعذار للفشل الإسرائيليّ في اعتقال نعالوة، ناقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلّاع في تل أبيب قولها إنّ الشاباك قام بتغيير الرواية، وبدأ يتحدّث عن أنّ نعالوة، لم يعمل بشكلٍ مُنفردٍ، وأنّ هناك العديد من الجهات والأشخاص الذي يُوفّرون له الحماية، لافتًا إلى أنّ الشاباك فشل في إحباط العملية قبل حصولها، وأنّ الفشل ما زال مُستمّرًا بسبب عدم اعتقاله.
ولاحظ أنّ جهاز الأمن العّام بدأ يتحدّث عن تنظيمٍ محليٍّ، لا يتبع لفصيل فلسطينيٍّ، الذي أعّد العملية وطريقة إخفاء المُنفّذ، مُشدّدًا على أنّ تقييد الموظفة، التي قتلها فيما بعد بالمصنع، كان هدفه اختطافها وأخذها رهينةً، كاشفًا عن أنّ سيارةً فلسطينيّةً كانت بانتظاره، والتي فرّ فيها بعد تنفيذ العمليّة، بحسب تعبيره.
ويُثير بقاء نعالوة مُطاردًا المخاوف لدى قادة الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة خشية تنفيذه عملياتٍ أخرى، أسوةً بالشهيد أحمد نصر جرار الذي طاردته وحدات الاحتلال الخاصّة نحو ثلاثين يوما في يناير (كانون الثاني) الماضي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 75 / 2184548

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184548 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40