الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

الجبهة الشعبيّة: توصيفات عبّاس في خطابه حول المقاومة ودور السلطة في مُواجهتها تُشكّل إساءةً للتضحيات الجسام وغياب حق العودة بشكلٍ واضحٍ ساهَمَ بإضعافه أكثر

الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

لناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

أكّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأنّ خطاب الرئيس محمود عباس مساء أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء باهتًا ومخيبًا للآمال، ولم يكن بمستوى التحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
واعتبرت الجبهة، في تصريحٍ تلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، بأنّ الرئيس استند في خطابه إلى ذات الأسس المُكررة المرتكزة على برنامجه المعروف الذي يرى بالتسوية والمفاوضات وسيلة لحلّ الصراع مع العدو الصهيونيّ، والذي أثبتت التجربة على مدار ربع قرن فشله، حيث لم يحسم الرئيس في خطابه أيّ قضية وعلى رأسها عملية التسوية والمفاوضات، والتي كان من المفترض أنْ يُعلن من أمام الأمم المتحدة تخليه عنها التزامًا بموقف الإجماع الوطني وقرارات المجلس المركزيّ، والذي أكّد على ضرورة التحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف التنسيق الأمني، على حدّ تعبير بيان الشعبيّة.
وشددت الجبهة الشعبيّة أيضًا على أنّ استخدام أسلوب التعويم في المصطلحات والتحذير اللفظيّ دون القطع التّام مع تجربة أوسلو المدمرة والتأسيس لمرحلة جديدة يعكس عدم وجود نية حقيقية باستخلاص العبر من أخطاء التجربة الماضية، والتسلح بنفس المنطق التقليدي في التمسك والتعويل على أوهام السلام والمفاوضات العبثية، بحسب التصريح.
علاوةً على ذلك، جاء في التصريح الرسميّ أنّ الجبهة الشعبيّة رفضت ما جاء في خطاب الرئيس بخصوص غزة، والذي لا يساهم إطلاقًا في الدفع بعجلة المصالحة بل يزيد من حالة الشرذمة ومعاناة أهالي القطاع، مؤكّدةً في الوقت عينه على أنّ دعوة الإطار القيادي المؤقت المنبثق عن اتفاق 2011 بصورة عاجلة من أجل إطلاق حوار وطني شامل جاد ومسئول يعيد مناقشة كافة الأوضاع الفلسطينية هي الخطوة الصائبة على طريق إنجاز المصالحة والبدء عملياً في تطبيق الاتفاقيات الوطنية وخصوصاً اتفاق القاهرة 2011 وبيروت 2017. أمّا إطلاق التهديدات بفرض عقوباتٍ جديدةٍ على القطاع المنهك والمحاصر فهو يساهم عمليًا في مشروع فصل غزة، على حدّ قول تصريح الجبهة الشعبيّة.
واعتبرت الشعبيّة أنّ مواجهة صفقة القرن والتصدي للحرب الشاملة التي تشنها الإدارة الأمريكية على حقوق شعبنا تتطلب تفعيل كافة أشكال المقاومة والتي شرعتها المواثيق والأعراف الدولية لا وصمها بالإرهاب، مؤكّدةً أن توصيفات الرئيس في خطابه حول المقاومة ودور السلطة في مواجهتها تشكّل إساءة للتضحيات الجسام الكبيرة التي قدّمها شعبنا.
وشددت الجبهة الشعبيّة، على أنّ غياب حق العودة بشكلٍ واضحٍ في الخطاب ساهم في إضعافه أكثر، خاصّةً أمام جماهير شعبنا وأمتّنا لما يشكله هذا الحق من هدف وحق ثابت، وهو جوهر للصراع وأساس الحل التاريخي في فلسطين.
واعتبرت الجبهة أنّ قوة أيّ خطاب فلسطينيّ أمام المجتمع الدولي يشترط وحدة الشعب أولاً وقواه الوطنية والاستجابة للإجماع الشعبي في الوطن والشتات، وهو الذي يجب أن نعمل عليه جميعًا ونسعى إليه.
وختمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين تصريحها بأنّ نداء الواجب الوطنيّ والقوميّ يدعو الرئيس أبو مازن إلى العودة إلى الإجماع الوطني الفلسطيني، والتحرك وفق خطة وإستراتيجية وطنية موحدة تؤمّن عبورنا إلى مرحلةٍ جديدةٍ بدل الرهان على المفاوضات والحلول المُجربّة والفاشلة، كما أكّد تصريح الشعبيّة الرسميّ.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 81 / 2184653

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184653 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40