الأحداث العاصفة التي اندلعت في القدس وقرى ومدن الضفة الغربية المحتلة والتي بلغت ذروتها عقب اختطاف الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من مخيم شعفاط على يد قطعان المستوطنين، ومن ثم قتله وإحراقه قرب دير ياسين داخل المناطق المحتلة عام ،1948 عادت لتضع الشعب الفلسطيني الأعزل وجهاً لوجه أمام جيش الاحتلال المدجج بالسلاح .
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء أشرس حملة إرهاب وقمع وتنكيل عرفتها الضفة الغربية منذ الاحتلال الصهيوني عام ،1976 تركزت في الخليل وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى ومئات الأسرى، بذريعة البحث عن ثلاثة مستوطنين، تم العثور على جثثهم، انفلت الإرهاب الصهيوني من عقاله، ولم يقتصر هذه المرة على قوات الاحتلال، بل انضم إليها قطعان المستوطنين، ليحوّلوا الضفة إلى ساحة حرب ويعيثوا فساداً وقتلاً وتخريباً وتدميراً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم .
ما يحدث في القدس والضفة والغارات على غزة والتهديد بإعادة احتلالها، يتجاوز مزاعم الانتقام لمقتل ثلاثة مستوطنين لم تحدد هوية قاتليهم حتى الآن، إلى انبعاث العنصرية الصهيونية في أوج تجلياتها، وبالنازية التي يعتبرون أنفسهم من ضحاياها، فيما هم يمارسون أبشع نسخة منها بحق الشعب الفلسطيني . يتجلى ذلك في هستيريا الشعارات التحريضية على قتل العرب والفلسطيين وطردهم من بلادهم، والتي ملأت شوارع التجمعات الاستيطانية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكات الإنترنت .
وبعيداً عن دموع التماسيح التي ظهرت في ردود فعل واشنطن وبعض العواصم الغربية على استشهاد الفتى أبو خضير، فإننا لم نر تلك العواصم تحاول وقف تلك الجريمة، في وقت حاولت سلطات الاحتلال التنصل منها قبل أن تعود وتعترف بمسؤولية المستوطنين عنها . لكننا نتساءل، هل قامت سلطات الاحتلال بنسف منازل منفذي تلك الجريمة البشعة، المعروفين لديها اسماً وعنواناً، أسوة بنسف منازل المسؤولين المفترضين عن قتل المستوطنين الثلاثة . لقد ذهبت، بدلاً من ذلك، إلى المزيد من التصعيد، وإعداد الخطط والسيناريوهات من نوع “السور الواقي 2” على غرار اجتياح الضفة في ،2002 أو إعادة احتلال قطاع غزة، أو اغتيال عدد من قادة المقاومة في الداخل والخارج، وكأنها لم ترد حتى الآن على قتل هؤلاء المستوطنين .
لا ندري ما الذي تنتظره السلطة الفلسطينية كي تتحرك عربياً ودولياً، بدلاً من ترديد عبارات الإدانة والشجب والاستنكار، لوقف العدوان والعربدة “الإسرائيلية” والمطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، وإلا فما نفع “أوسلو” والتسوية ومفاوضاتها، إن لم تستطع منح الشعب الفلسطيني ولو حداً أدنى من الأمن والأمان . يجدر بالسلطة أن تعيد النظر في حساباتها، فإن كانت غير قادرة على حماية شعبها، من الأفضل أن تحل نفسها وتسلم مفاتيح “المقاطعة” في رام الله إلى سلطات الاحتلال، حيث يعود الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال وجهاً لوجه . فهل نحن على أبواب الانفجار الكبير، الذي قد يأتي، إما على شكل انتفاضة ثالثة (والثالثة ثابتة كما يقولون)، أو ثورة شعبية، أو حرب جديدة ذات مضامين وأبعاد مختلفة، وهي كلها سيناريوهات قد تعيد خلط الأوراق في المنطقة برمتها .
السبت 5 تموز (يوليو) 2014
الانفجار الكبير
السبت 5 تموز (يوليو) 2014
par
يونس السيد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
61 /
2188408
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
26 من الزوار الآن
2188408 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 26