الجمعة 5 كانون الأول (ديسمبر) 2014

المقاومة الرومانسيه

الجمعة 5 كانون الأول (ديسمبر) 2014 par عماد العيسى

صديق مشاغب أطلقها عن قصد ومن باب التهكم ، والقهر ، والاشمئزاز من الوضع الذي وصلت اليه القضية المركزية ( فلسطين ) وضعتها بين هلالين لأن الكثير ممن يدعون الوطنية والقومية والديمقراطية وكل ما يمكن ان يخطر بالبال ، وضعوها جانبآ بعد ان وضعوا ألأولوية ، تدمير بلادهم من الداخل وعلى كل المستويات ، بحجة الحرية والديمقراطية ، ما عدا القلة القليلة ، بالعودة الى صديقي العزيز فهو يعبر كما قلنا بشكل واضح ونيابة عن الكثير من الشعب الفلسطيني وخاصة الشباب ، من هذه الحالة الشاذة والتي اعترف انا ايضآ بالوصول اليها ، مقاومة رومانسية تستند الى بعض الاحتجاجات البسيطة من هنا او هناك ضد الاحتلال الاسرائيلي ، بدون اي تخطيط او تنسيق على الاقل والقصد منها فقط ان تبقى بتلك الوتيرة الخفيفة او الخافتة ، والهدف هو اطفاء نار المقاومة المسلحة على الاقل من خلال العمل على نفسية الشباب وكأن هناك نوع من التنفيس وبألتالي عدم التوجه لتطوير ذلك التحرك الى ، انتفاضة حقيقية تترافق مع المقاومة المسلحة المستمرة بأعتبار ان الاحتلال لا يمكن ان يخرج الا من فوهة البندقية .
اذا من المفترض ان يتم التفكير بكيفية اعاده البوصلة بالاتجاه الصحيح بشكل عام والعمل على تحويل المقاومة الرومانسية على رأي صاحبنا الى مقاومة حقيقية تستند الى مفاهيم فلسطينية اسلامية عربية ، وطبعآ هذه لها شروط مركزية ليست صعبة المنال .
فعلى الصعيد الاقتصادي يجب العمل بكل قوة لمساعدة الشعب الفلسطيني بشكل عام من خلال اقامة المشاريع المنتجه في الاماكن المناسبة ، اضافة الى التركيز على مساعدات مالية للعديد في الاماكن الخاصة التي يصعب فيها تحقيق المشاريع ، وخاصة القدس ، مع التأكيد ان المشاريع المنتجه هي الاساس في تقوية الاقتصاد الفلسطيني وعلى كل المستويات ونكون قد انتهينا من تلك المشكلة الكبرى والتي يعاني منها الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب جهود اسلامية وعربية وبطبيعة الحال فلسطينية تتشكل بالاساس من الشعوب والجمعيات بعيدآ عن رجال السياسة ، كل ذلك يكون ضمن استراتيجية مركزية كما قلنا بينهم ، تتضمن كل ما يمكن ان يحيط بذلك الملف من تنفيذ المشاريع من البداية الى النهاية ان كان على الصعيد البشري او الامكانيات الجغرافية .
اما الاخرى ، فهي عدم التدخل السياسي بشكل سلبي ، بل توفير الامكانيات السياسية الايجابية الازمة وعدم وضع العراقيل او على الاقل يمكن ابقائها في مكان محايد ، وهذا يدخل ضمن الاطار العربي والاسلامي على صعيد الامة بشكل عام ، وعلى صعيد الداخل الفلسطيني بشكل خاص من خلال انهاء الأنقسام الفلسطيني القاتل وهذا ما يجب ان يكون في المقدمة .
اما الاعلام وما ادراك ما الاعلام فيجب ان يكون هناك ضغط حقيقي على القيميين على ذلك الاعلام حتى يكون في المكان الصحيح الداعم للقضية الفلسطينية بكل جوانبها ، ولا يكون عامل مساعد للاحتلال بشكل مباشر او غير مباشر والعمل على اظهار الوجه الحقيقي له ، وخاصة باتجاه الغرب بشكل عام واخص هنا الشعوب التي بدورها ممكن ان تضغط على حكوماتها عندما يتبين الوجه الحقيقي للصهيونية في ما خص فلسطين .
اما على الصعيد الاجتماعي فهناك الكثير الكثير الذي يمكن ان يعمل عليه بمجرد توفير الامكانات المادية وهي ليست مشكلة كبرى لو تم اللحاق بها قبل فوات الأوان ، لذلك وبعد ان يتم تحقيق هذه الشروط يمكن القول عندها ان الانتفاضة الحقيقية للشعب الفلسطين هي في الطريق الصحيح الذي يمكن ان يؤتي ثماره الحقيقي بالتوازن مع المقاومة المسلحة التي تعتبر الاساس بالمشروع الفلسطيني المقاوم .
موقف يجب ان يقال ان الرومانسية مطلوبة حتى اثناء المقاومة وصديقي العزيز يشاطرني هذا المنطق وبكل جدارة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2182084

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2182084 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40