الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013

تفويض السيسي لرئاسة مصر!!

الجمعة 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 par سامي حامد

هل يترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري للانتخابات الرئاسية المقبلة؟!.. سؤال يتردد كثيرا داخل مصر وخارجها بل يتحول في بعض الأحيان إلى صورة مطالب ودعوات تحثه على الترشح لهذا المنصب، بينما يعارض البعض تلك الفكرة حتى لا يقال بأن ما حدث في الـ30 من يونيو انقلاب عسكري وليس ثورة، بدليل أنها أعادت حكم العسكر مرة ثانية .. في المقابل لم يقدم الفريق السيسي حتى الآن أي إجابة مباشرة بخصوص ما إذا كان سيرشح نفسه أم لا في الوقت الذي بعث فيه بإشارات متباينة حول احتمال ترشحه حينما قال في إحدى المقابلات الإعلامية الأخيرة بأنه لا يسعى إلى السلطة لكنه ترك الاحتمال قائما!!
الداعمون والمؤيدون لفكرة ترشح السيسي للرئاسة يشكلون قطاعا عريضا من المصريين يرون أنه الوحيد الأصلح للقيام بتلك المهمة في الوقت الحاضر نظرا للشعبية الجارفة التي يحظى بها والتي أدت إلى قيام 3 حملات بجمع توقيعات تؤيد ترشيح السيسي رئيسا نجحت حتى الآن في جمع 10 ملايين توقيع وربما أكثر. ويرى هذا الفريق المؤيد للسيسي أنه الأجدر على قيادة مصر خلال المرحلة الراهنة والحاسمة خاصة في ظل غياب البديل حيث يرى كثيرون أن المؤسسة العسكرية هي الخيار الوحيد؛ لأنها المؤسسة الوحيدة في الدولة التي ظلت متماسكة منذ أحداث الـ25 من يناير 2011، بينما الأحزاب السياسية الليبرالية منها أو اليسارية تعاني من الضعف والانقسامات ولم يتمكن أي منها من كسب قاعدة جماهيرية عريضة!!
قطاع عريض من المصريين يرى في الفريق أول عبدالفتاح السيسي صورة من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ذلك “البكباشي” الذي ضاق ذرعا من انتشار الفساد والفوضى التي عمت مصر وقتئذ، وبلغت ذروتها بحريق القاهرة العام 1952 ـ والذي يتردد أن جماعة الإخوان هي المتورطة في هذا الحادث للإطاحة بالملك فاروق ـ فقام بثورة الـ23 من يوليو هو وزملاؤه في “تنظيم الضباط الأحرار” للقضاء على الفساد والفوضى، وهو نفس الدور الذي يجب أن يلعبه رئيس مصر القادم المطالب بعودة الأمن والاستقرار لدولة أنهكتها الاضطرابات المتلاحقة منذ أحداث الـ25 من يناير وحتى وقتنا هذا، وهي مهمة صعبة لا يستطيع القيام بها سوى رئيس يتمتع بشعبية كبيرة وحب جارف، وتلك المواصفات تنطبق على السيسي وحده دون غيره!!
وهناك فريق آخر من المصريين يعشق السيسي ويحترمه ويشيد بالدور الذي قام به بعد اندلاع ثورة الـ30 من يونيو وإنقاذ الدولة التي اختطفتها جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن هذا الفريق ضد فكرة ترشيح السيسي للانتخابات الرئاسية بحجة أنه الشخص الوحيد القادر على قيادة المؤسسة العسكرية والذي نجح في استعادة هيبة هذه المؤسسة، بعد أن كادت تفقدها خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت أحداث الـ25 من يناير العام 2011 بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق بعد أن خرجت مظاهرات تطالب بإنهاء حكم العسكر وعودة الجيش إلى ثكناته ليؤدي مهمته الأساسية في حماية حدود الدولة والابتعاد تماما عن المشهد السياسي .. فكيف يسمح الشعب بعودة العسكر مرة ثانية إلى الحكم بعد أن قام هذا الشعب بثورتين خلال أقل من العامين ونصف العام؟!!
حجة هذا الفريق مردود عليها من الفريق الآخر الداعم والمؤيد لترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، حيث يرى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي بمجرد أن يخلع بزته العسكرية أصبح بالتالي مواطنا عاديا من حقه الترشح لأي منصب يريده، فضلا عن أن رؤساء مصر السابقين باستثناء الرئيس السابق محمد مرسي كانوا يحكمون دولة مدنية رغم خلفيتهم العسكرية ولم يشعر المصريون وقتها أنهم يرزحون تحت الحكم العسكري، فقد شهدت مصر على سبيل المثال في عهدي الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك تجربة الأحزاب المدنية والإعلام المستقل وإن شاب تلك التجربة العديد من الأخطاء والسلبيات، سواء من جانب النظام الحاكم نفسه أو من جانب الأحزاب!!
وحدها جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من تيار الإسلام السياسي الرافضة رفضا قاطعا فكرة ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية؛ لأن هذا الفريق على يقين تام بأن لو دخل السيسي سباق الانتخابات سيكون فوزه مؤكدا لا محالة حتى لو أجريت تلك الانتخابات تحت إشراف ورقابة دولية ولم تشبها أي شائبة؛ لأنهم على دراية تامة بمدى الشعبية التي يتمتع بها هذا الرجل والتي جعلت صوره سواء بجانب “عبدالناصر” أو بمفرده تملأ الشوارع والميادين، بل وعلى واجهات المحال وشرفات المنازل أيضا، ولعل هذا هو ما يربك جماعة الإخوان حيث يحاول هذا الفريق بشتى الطرق الهجوم على السيسي وعلى المؤسسة العسكرية، سواء من خلال استخدام العنف تجاه أفرادها أو عبر العبارات المسيئة مثل “السيسي قاتل” و“السيسي خائن”، وهي عبارات من السهل أن تراها على الحوائط في الشوارع أو على سيارات النقل العام وعلى أسوار المدارس والجامعات، إلا أنه رغم كل ذلك لا يزال يحظى بشعبية تؤهله للفوز بمنصب الرئاسة!!
إن خلاصة المشهد أو السيناريو المتوقع حدوثه أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي لن يقدم على هذه الخطوة من تلقاء نفسه عند الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وإنما سينتظر نزول ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث يوم الـ26 من يوليو حينما نزل الشعب عن بكرة أبيه يفوض السيسي بناء على طلبه للقضاء على العنف والإرهاب، ولكن هذه المرة سيكون تفويضا للسيسي بناء على رغبة الشعب للدخول في السباق الرئاسي وتولي منصب رئيس الدولة ما يضطر معه لتلبية نداء الملايين .. هذا هو السيناريو الأقرب حتى الآن في ظل غياب البديل الذي يلتف حوله الشعب، سواء كان شخصية حزبية أو مستقلة أو حتى لها خلفية عسكرية .. أما العنف الإخواني فلن يغير من المشهد الذي تنتظره مصر ويترقبه العالم كثيرا!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2182909

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2182909 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40