الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2011

الشباب في يوم الأرض : حضور بارز يكسر تقاليد العمل السياسي

الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2011 par حنين زعبي

أحيا شعبنا تحدي يوم الأرض، في المسيرة التقليدية الرئيسية في سخنين-عرابة البطوف، وفي نشاطين إضافيين في اللد والنقب، بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والنشاطات افي المدارس والمراكز الجماهيرية.

رغم تعدد النشاطات في نفس المدة الزمنية، إلا أن المشاركة كانت مشرفة في جميعها. كانت على الأقل، مشاركة بحجم رسالة اللاخوف واللاتأتأة التي علينا إيصالها إلى السلطات الإسرائيلية. المشاركة الشبابية هي التي كانت ملفتة للنظر. الشباب لم يحضروا بأجسادهم فقط إلى مظاهرة اللد المثيرة للتفاؤل. الشباب حضروا بروحهم، وطبعوا بصمتهم على النشاط بكاملة، المسيرة، المنصة، البرنامج الفني، الابتعاد عن الخطابة والشعارات الرنانة.

هو التحدي العيني، الذي صقل أجواء اللد، المدينة التي أرادت إسرائيل لعربها الأصليين، أن يتعاملوا مع وجودهم فيها وكأنه غريبٌ وطارئٌ، أو متغيرٌ وغير أصيل فيها. البلدوزر الإسرائيلي، ويد الشرطة المعتدية على النساء والصبايا والرجال، صقلت وعي من لم يصلهم الخطاب الوطني وتأثير العمل السياسي الحزبي أو غير الحزبي.

تعطي مدينة اللد نموذجا لنضال وطني، به يرتبط التحدي العيني المحلي مع الخطاب الوطني العام، ويلتصق العمل السياسي الحزبي مع هموم البلد، وتتضافر جهود الهيئات الشبابية الواعية والمنبثقة من معاناة الواقع مع العمل الشباب الحزبي.

“خطوة” الإطار الشبابي الوطني في اللد، كما رؤيا الطفلة الصغيرة من اللد، التي تحدق في أفراد الشرطة وتصرخ بوجوههم دون خوف، والتي تقف على منصة يوم الأرض، دون رجفة أو رهبة، لا من الحضور ولا من وقع ما تقول، إثناهما مثلا عنصرا جديدا في النضال. إثناهما يمثلان المشهد الجديد في نضال طويل الأمد وممتد. الواقع هو واقع البلدوزر الإسرائيلي، والوعي هو وعي نفوس غير مهزومة، هو وعي “ميدان تحرير” اللد.

وكنا شهدنا أثناء الثورة التونسية ومن ثم المصرية، مبادرة المئات من الشباب القومي في الداخل في تظاهرات عفوية في الجامعات والبلدات العربية، وأمام السفارة المصرية، والتي كانت بمثابة البدء باستلهام تلك الثورات في نضالنا ضد النظام العنصري الاسرائيلي.

“خطوة” هي نتاج لوعي سياسي أنتجته الأحزاب، لكنها في نفس الوقت تجاوزا للعمل الحزبي التقليدي، وتوسيعا لحدود عمله جماهيريا وعمليا.

وإذا كانت العنصرية كحالة مهيمنة ومؤسسة في إسرائيل تتحول إلى فاشية، بعكس خطاب قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، التي تصور الوضع وكأنه انتقال من حالة ديمقراطية إلى عنصرية يمينية، فإن علينا نحن أيضا أن نفكر في كيفية مواجهة ومجابهة هذه الفاشية الجديدة، ليس بهدف العودة “للعنصرية التقليدية” -التي فيها أيضا كانت مواطنتنا مشروطة، وفيها أيضا وافق حتى اليسار الإسرائيلي على مبدأ المساواة في الحقوق، لكن ليس على مبدأ الندية في السيادة (ممثلا بتعريف الدولة لنفسها)- بل بهدف دحرهما معا، الفاشية الجديدة والعنصرية القديمة.

إعادة التفكير في وسائل النضال، لا تعني دائما التصعيد في اتجاه الصدام المباشر، فلم يكن هذا الصدام المباشر أبدا خيارا من خيارات شعبنا الفلسطيني في الداخل، بل هو كان دائما قرار السلطة، كلما أرادت “تلقيننا” بعض الدروس عبثا، إنما تعني السبل الأنجع في توسيع قاعدة الوعي الوطني. وهنا تأتي الأطر الشبابية الوطنية الجديدة، كفاعل مركزي في هذا السياق، وبدعم من الأحزاب المؤمنة فعلا بالشباب وباستقلالية عملها، ضمن بوصلة وطنية قومية، في توسيع قاعدة العمل السياسي الوطني، مستلهمين روح الثورات في العالم العربي، التي نشهد تأثيرها على مشاركة الشباب كما وكيفا، ومسترشدين بالثقافة السياسية الوطنية والاجتماعية الديمقراطية والإنسانية التي شكل “ميدان التحرير” نموذجا لها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2183092

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2183092 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40