حكومة الكيان الصهيوني تهدد بالقيام بتسوية أحادية، أي أنها تريد أن تفرض حلاً لا يرتضيه الفلسطينيون . فهي تريد الانسحاب من مناطق ترى أنها ينبغي أن تكون جزءاً من الكيان، وتترك للفلسطينيين قراهم وبلداتهم ومدنهم مجردة من الأرض المحيطة بها . أول من أدرك خطورة الخطوة على الكيان نفسه الإدارة الأمريكية التي صرحت أنها لا توافق على خطوات أحادية من أي جانب .
السؤال الذي يراود البال هو هل هذا التهديد الجديد بمثابة تخويف للجانب الفلسطيني حتى يسارع فيقبل بما يعرض عليه في المفاوضات؟ قد يكون هذا جزءاً من الدوافع . فالكيان الصهيوني الذي قام على الاغتصاب والذي مارس العنف ويهدد بممارسته في كل الأحوال أصبح تخويف الآخرين جزءاً من سلوكه الذي لا يستطيع الانفكاك عنه . فإذا كان الحق بعيداً عنه، وإذا كان المنطق غريباً عليه فكيف يواجه متطلباتهما في المفاوضات بغير العربدة ومن ثم التخويف .
ولكن التخبط السياسي ليس بعيداً عمن لا يرى إلا القوة حكماً يحتكم إليها كلما أعوزته الحجة أو أحاطت به الضرورات السياسية . فرئيس الوزراء “الإسرائيلي” طالما صاحبه قصر النظر في التعامل مع مجمل القضايا . فكيف مثلا يعتقد أن الفلسطينيين سيكونون من الخاسرين حينما يهددهم بأنه سينفذ ما يريد من دون الحصول على موافقتهم . فكأن الاحتلال هو بموافقتهم وبرغبتهم . وكيف سيخسر الفلسطينيون إذا استمر في احتلاله دون موافقتهم ودون رضا المجتمع الدولي مقارنة بموافقتهم على تسوية يفرض فيها نفس الشروط ويحصل بموجبها على ذات النتائج .
الحالة الثانية يصبح فيها الفلسطينيون أسرى موافقتهم أمام المجتمع الدولي، وسيصبحون مدانين حينما يحاولون الرجوع عما وافقوا عليه إن شعروا بغبنه . وفي الحالة الأولى، سيكون لهم كل الحق في مواصلة طلب حقوقهم بكل الأشكال المشروعة . الإدارة الأمريكية تدرك مخاطر مثل هذه الخطوة لأنها ستدمر كل ما عملته من خلال اتفاقات أوسلو لتحقيق الأمن النسبي للكيان الصهيوني . وستكون مثل هذه الخطوة مدمرة لكل ما ترتب عليها من نجاحات على مستوى التطبيع في أرجاء العالم . ولن تستطيع أن تقنع العرب بأن هناك مجالاً للتسوية .
فمثل هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب ليس على الفلسطينيين بل على العرب والمسلمين والعالم كله . فهذه الخطوة لا تعني الاستيلاء على الأرض الفلسطينية فحسب ولكنها تعني الهيمنة على القدس التي ستثير مشاعر العرب والمسلمين، وهي ستبقي مشكلة اللاجئين سيفاً مسلطاً على الكيان وعلى المجتمع الدولي، وهي استهانة بكل العالم في قراراته وفي قوانينه .
الكيان الصهيوني مجبول على العنف، الذي أضاف إليه التخبط السياسي .
الاثنين 26 أيار (مايو) 2014
الخليج:تخبط أم تخويف؟
الاثنين 26 أيار (مايو) 2014
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
11 /
2198596
ar المرصد صحف وإعلام ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
14 من الزوار الآن
2198596 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 14