لأن «فتح» الثورة هي حامل الانتقال الفلسطيني العظيم والآمن منذ انطلاقتها من الكلمات المتقاطعة التي فرضتها النكبة وأهوالها إلى الجمل المفيدة التامة التي قدّمتها الثورة وتضحياتها، ولأن فتح الثورة هي طريق المسيرة الفلسطينية العظيمة نحو فلسطين فوق الجغرافيا وعبر الزمن وفوق حقول الالغام دون النكوص ولا رفع راية الاستسلام للعدو، ولأن فتح الثورة هي الحساب المفتوح مع العدو الصهيوني ومشروعه الاستعماري التفريغي الاحلالي المجرم، فإنها لا بد أن تفيق من التغييب الذي أدخلت فيه وأجبرت على السير فيه تحت يافطة التجريب تحت شعار المرحلية وفي قاطرة سلام الشجعان التي تم تفخيخ سكّتها منذ اليوم الاول. علينا أن نقول لانفسنا بشكل واضح لا لبس فيه بغض النظر عن كل المسار الذي اخذته قاطرة فتح منذ النقاط العشر وتحديدا بعد سلام الشجعان أن هذا المحصول كان مراً بما فيه الكفاية وصفريا بما فيه حدود الاشباع، فالعدو الصهيوني مارس أيضا مرحلياته ضد الثورة بمحاولات اجتثاث رأسها فلما يأس اختار مرحلية الاحتواء عبر مصيدة سلام الشجعان الذي استخدمه وسيلة يحقّق من خلاله اغتيال المسيرة وتدجينها وتحويلها إلى مطية على زمن بعيد لمشاريعه التي أخذت تقطع الزمن وتتسارع بشكل فاق كل الازمان السابقة اضعافا مضاعفة. ان اغتيال الاخ الشهيد القائد ابو عمار وضع حدا نهائيا لهذا التجريب ولهذه المرحلية التي اعتاشت على كل الأرصدة التي راكمتها ثورة شعبنا ولم تقدّم له بعد أن تضخّمت وتكرّشت واستطالت سوى الثمار الملعونة المرة والآثمة، ولأن الطريق إلى استعادة واستنهاض هذه الحركة يبدأ أساسا من ملف اغتيال الشهيد ابو عمار والحقائق كلها فيه، ويبدأ من نسف كل مرحلة المرحلية وأدواتها وعناوينها ، ويبدأ من العودة إلى جذور الانطلاقة وأساسيات الطريق، فإن ما تبقى من مسميات ومشاريع شكلانية يفترض أن تكون نواتج فعل الاستنهاض تسير معه للترجم قيمته ولا تقدّم على انها الترياق الشافي خداعا واستخفافا، فإن كل هذه المؤتمرات والهيكليات والتشكيلات لا معنى لها ولا فعل لها في أي تغيير سوى الوهم وبيعه على ابناء فتح وجماهير فتح. ولذا فإن المؤتمر الحقيقي لفتح يتشكّل على ارض الصراع مع العدو الصهيوني اولا للثأر من قتلة الشهيد ابو عمار ومدنّسي المقدسات وقاضمي الارض الفلسطينية الساعين لتهويدها وفرض الاعتراف بيهوديتها على مفاوض الوهم، وثانيا لمراجعة الانحراف الاخطر في مسيرة الثورة الفلسطينية والاعتراف بحقيقة مأساته فإن المرحلية الحقيقية التي قامت عليها الدلائل الحية هي المرحلية التي فرضتها المقاومة إن في فلسطين أو في لبنان أو في العراق أو غيرها من المواقع التي كنست الامبريالين والصهاينة، إنها المرحلية التي تصنعها البندقية وتطرد العدو من غير قيد او شرط، هنا فقط تنهض فتح وتقيم مؤتمرها وعرسها الوطني.
الثلاثاء 13 أيلول (سبتمبر) 2016
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
730 /
2186890
ar أقسام الأرشيف أرشيف مقالات رئيس التحرير ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
35 من الزوار الآن
2186890 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 35