السبت 16 نيسان (أبريل) 2016

حرب عباس ....

السبت 16 نيسان (أبريل) 2016 par رئيس التحرير

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فصيل فلسطيني تأريخي ومؤسس لمسيرة الثورة الفلسطينية الثانية وشريك أساسي لا لبس في ذلك، وإذا كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي قاعدة ما اصطلح على نفسه باليسار الفلسطيني، فإنها بهذا التوصيف تشكل ثالثة أثافي القدر الفلسطيني وفق هذه التشكيلة في التوصيفات والاصطلاحات، وعندما وضعت مجلتها المركزية الزميلة «الهدف» صورة زعيم الثورة الفلسطينية الثانية وقائدها الشهيد ياسر عرفات مقلوبة معنونة هذه الصورة بعنوان «المنبوذ» في احتجاج صارخ على سياسة ياسر عرفات التسووية والتي رأتها الجبهة في حينه انفرادا وانحرافا لم يقطع أبو عمار فلسا واحدا من مخصصات هذا الفصيل من الصندوق القومي الفلسطيني ولا أصدرت لجنة« أبو عمار» المركزية «بيانا» قاست فيه يدها ولا تسلحت ببندقية العاصفة وهي تحت أيديها لتتوعد رفيقا ولا رفيقة!

اليوم تخرج صورة مشابهة في المشهد الفلسطيني فيقوم بعض الرفاق الذين وصل بهم القرف مؤخرا من تفريط عباس العلني ومزاده المفتوح على مصراعيه بحرق صور له فتقوم دنيا المنسقين والأسلويين وعمّالهم من كل لون وموظفيهم من كل حدب وصوب، ويرعدون ويزبدون ويقطع عباس مستحقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالإشارة أو بالتصريح منه ويجتمع موظفو «لجنته» المركزية ليصدرون«بيانا» لا يصدر إلا عن الرجل الوطواط أو من في حكمه، ويهدّدون بأنأيديهم طويلة متسلحين باسم «كتائب شهداء الأقصى» التي أقسموا ألف مرة أن لا علاقة لهم بها والتي حلوها ألف مرة وهي التي صنعها ياسر عرفات لتحمل رافعة الانتفاضة الثانية مع فصائل الثورة الأخرى إقراراُ بانتهاء مغامرة الأسلوة واعترافا بأن لا طريق إلا طريق الدم والحديد والنار وتحقيق الثأر وتصفية العدوان والظلم للحرية والكرامة.

عباس هذا لا يمكن أن يكون في موقع مقارنة من أي نوع مع ياسر عرفات لأنه أصغر قامة وهامة ولا يمكن له أن ينكر ذلك وبكثير، فهو في حياة الشهيد عرفات كان موظفا واستمر كذلك بعد رحيله وإن احتل حيز الثأرية عنده مما شكله ياسر عرفات حيزا لا بأس به، وصفاته المشهورة في الحقد الشخصي والاستهتار البالغ طالما هو يجد نفسه متفردا وقد غاب مع استهداف العدو ومؤامراته طاقم قيادة هذه الفتح وهذه اللجنة المركزية، أقدم عباس على جريمته التي تؤسس لتمزيق جديد في الساحة الفلسطينية ولفصل أسود أشد حلكة من الفصل السابق له في خلق التمزيق الأول مع حركة حماس في غزة، والخطير في هذا التمزيق النوعي أنه أضاف سكينا في قلب منظمة التحرير التي أفرغها تماما من مضمونها خلال فترة لهاثه السياسي الفاشل في مفاوضاته العبثية ومطاردته طواحين هواء الصهاينة.

الرد على حرب عباس واضح وصريح في الإعلان عن تشكيل جبهة وطنية حقيقية تسند الانتفاضة وتعزل عباس ومنظمته ولجنته وموظفيه ،فالخطوات المتسارعة من مهزلة ما أسماه بالمحكمة الدستورية التي تريد ان تؤسس لمصيدة تمزيق أخرى في حربه مع فصائل المقاومة من حماس والجهاد والآن يضاف الى هذه الحسبة الجبهة الشعبية، إلى إعلان الحرب على كل منظومة العمل السياسي الفلسطيني بمؤسساته المنتقلة إلى سطوة عباس وما كانت تمثله يوما من منظمة «تحرير» إلى مؤسسات «فتح» المهشّمة والمفرغة من كل معانيها باستثناء تعاملات بورصة السلطة وحساباتها ورواتبها وتوابعها، إلى التآمر على الانتفاضة علنا واندفاع موظفيه الامنيين إلى التعامل مع الصهاينة كأنهم جزء من الدوائر الأمنية الصهيونية نفسها لا يتجزأ ولا ينفصل، إلى االتبشير بنفق سياسي جديد ومقصلة جديدة وخازوق جديد تحت تسمية «الخيار الفرنسي» الذي نسيه الفرنسيون أنفسهم، إلى فضائح الفساد في وثائق كشفت باسم« وثائق بنما» إلى تشكيلة من عوامل الانفجار الداخلي، تقول أن عباس نفسه لم يعد يكترث حتى لو أدت هذه السياسات الرعناء إلى «حرب أهلية داخلية » وقضى بها آخر فلسطيني، فهو يسابق الزمن اليوم لإحداث أكبر ثقوب ممكنة بالسفينة الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 71 / 2166016

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2166016 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010