فتح الواحدة
إن هذه حركتكم حركة واحدة ....
لن تكون هذه الحركة إلا حركة واحدة قوام ضبط الانتماء لها واضح وصريح وبليغ يعمّده القسم الحر والعهد للشهداء على طريق فلسطين كل فلسطين، ولطالما كان مقياس هذه الحركة في الحدود بينها وبين غيرها ما قدّمته من مبادئ وأهداف وأساليب ومنطلقات لا تقبل مطلقا غير ما كانت عليه وما انطلقت الرصاصة الأولى عام 1965 لتسجله بالدم والبارود وما سجّله الدم والبارود لا يتبدّل ولا يتغيّر.
نعم فتحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ذراعيها وأبوابها لكي تحتضن كلّ سعيٍ مخلصٍ وفيٍّ من أجل فلسطين وسمحت بتفاعل وتلاقح الأفكار والأيديولوجيات المختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، ودائما وأبداً حكمت هذه التجربة الغنية الواسعة أولا وأخيراً وفي كلِّ محطة من محطات الثورة الفلسطينية الرائدة ومسيرتها المظفرة أربعة أبواب : المبادئ والأهداف والأساليب والمنطلقات.
وفي كلّ مرة كانت تشتد الرياح والأعاصير كانت هذه المرونة الفتحاوية العالية تكفل للسفينة أن تسير مهما علت الأمواج ومهما اشتد الحصار وتنوّع المحاصرون، وما كان هذا ليتم لولا أن فتح أولها ووسطها وآخرها واحد لا اختلاف فيه ، مشروع وطني واحد لتحرير فلسطين كلّ فلسطين، وبالثورة والبندقية فرضا وسنة ونفلا، ومشروعاً قوميا يشير إلى كل عربي أن واجبه الاول والاخير وعنوان مستقبله لا يمكن أن يكون قبل إنجاز التحرير الكامل فهذا هو أول طريق المستقبل مهما كان المطلوب فيه صغيرا أو كبيرا من تنمية إلى كرامة ومن حرية إلى مكان بين الامم.
إذن ففتح الثورة كانت تحتكم إلى هذه المحدّدات دوما لتصارح نفسها من معها ومن هو خارجها، من يدّعي باسمها ومن يتغطّى بشعاعها الكبير، ولأنها كانت هكذا فلا مجال إلا أن تظلّ اليوم هكذا...لا يغير في هذه الحقائق لا تبدّل الزمان ولا تنوّع الجغرافيا، ففتح التي امتدت منذ العام 1965 حتى الساعة وعلى مختلف أقطار العالم تحدّثت لغة واحدة وشيفرة واحدة في كل لحظة ، هذا كلّه هو السرّ المقدس لفتح وأبواب فتح ، أما شبابيكها فمفتوحة على كل فكر وعلى كل أيديولوجيا وكل مسعى طالما هو ضمن هذه الأبواب الاربعة....