يقال إن الجيوش ليس لها حنين سوى إلى سلاحها، وجميع من تدربوا على السلاح لقنهم مدربهم جملة أثيرية متكررة “اياك أن تسلم سلاحك إلى أي احد”. هذه القوة النابعة من البندقية أو من شتى أنواع السلاح، مصدر القوة، لكنها تظل أمام الشعب لحظة تعبير، وأحيانا مترددة.
لكن، هنالك محاولات دؤوبة لجعل الجيوش العربية عدوة للشعب، لشعبها تحديدا. الفكرة ليست جديدة، ولن تصير قديمة لأنها متجددة دائما. فالعالم العربي له جيوشه التي لها عقيدتها، كانت في السابق عقيدة موحدة لا أدري اليوم بعد التطورات المتعاقبة ما الذي حصل لها. ومع ذلك، هنالك ما يشبه المعلومة التي تؤكد انهم يريدون من جيش مصر شعبا، ضد شعب آخر هم المصريون غير الجيش. ويريدون من جيش سوريا ان يظل يقاتل جزءا من شعبه إلى ان يصير هذا الجزء كلاً. ويريدون من لا جيش ليبي ان يقاتل جيشه كما هو الحال في آخر صدام حين أسقط مسلحون عددا من الجيش النظامي الليبي في معركة عجائبية. وينطبق ذلك على الجيش اللبناني الذي يفلح بين الفينة والأخرى من دحر جزء من شعبه يسعى لتخريب الحالة اللبنانية، لكنهم يريدون منه ان ينقسم إلى مذاهب وطوائف كي يلتحق بقسمة الشعب اللبناني فيصير جيوشا تتقاتل فيما بينها. وكذلك هو الحال مع بقية الجيوش.
تولد الجيوش من الضرورات وليس فقط من الحاجة إليها .. كل فرد في الجيش مكلف للغاية كي يصبح محترفا ما فيه الكفاية. هنالك دول رئيسية بعدد الاصابع من تنتج سلاحا، والباقي يشتري ليملأ خزائنه احيانا بما لا يستعمله كي يصدأ في النهاية كما وجدوا دبابات للقذافي لم تتحرك من مكانها منذ ان تم شراؤها، من يبيع السلاح يفرض شروطه السياسية في نهاية الأمر. هذه الفكرة لا تحتاج للكثير من التأمل، لعلها بانت قبلا في مواقف حاسمة. لكن ايضا ثمة من يشتري السلاح من اجل المزيد من السمسرة، عرفنا في العالم عدة اسماء كانوا من اثريائه، فإذا بهم تجار سلاح من الطراز الرفيع.
فكرة ان السلاح زينة الرجال ليست موجودة الا عندنا نحن العرب.. قال لي أحدهم ذات مرة وانا أحمل كتابا، “ليتك تبدله ببارودة” .. كانت كلمة قاسية علي اكتشفت بعدها صحة اقواله حين تخربت المجتمعات العربية وصار لزاما على كل بيت ان يقتني انواعا من السلاح وليس نوعا واحدا فقط.
نعود إلى قصة الجيوش، هي موهوبة بتنفيذ الأوامر، لا تتراجع عندما يأتيها الأمر بالتنفيذ .. دورها في الداخل ضروري، لكنه مشكلة لاحقة .. اما من كان وضعه كالوضع السوري فله كل الحق استعمال جيشه والاستعانة بجيوش أخرى ان تتطلب الأمر . في سوريا لا يقاتل الجيش العربي السوري جزءا من شعبه ومن شعوب مختلفة بل عدو بكل معنى الكلمة.
ومع ذلك نحن مع الجيوش سواء قاتلة أو مقتولة، هي الأمل الذي لا أمل بعده ولا قبله .. هي الحي الذي يسمح لنا بالحياة لأنه لا يموت بل يتوالد بالضرورة، وهو المتراس الذي يحمي الشعب عندما تتحسس المؤامرات رأسه.
الأربعاء 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
الجيوش
الأربعاء 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
99 /
2188053
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
18 من الزوار الآن
2188053 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 20