لعل ما يلفت الانتباه في هذه المرحلة، أن القضية الفلسطينية تغيب عن الحراك العربي، على المستويات كافة، فهي خارج الشعارات التي نسمعها عن الحرية والديمقراطية والعدالة، وأيضاً خارج الحراك الشعبي السلمي وغير السلمي رغم ما تشهده القضية من عدوان يومي صارخ عليها من جانب «إسرائيل» التي تمعن في استفزازاتها، وتحثّ الخطى على طريق التهويد بإقامة المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم القرى، فضلاً عن التهديدات التي تتعرض لها مدينة القدس وفي قلبها المسجد الأقصى في مسعى لمسح تاريخها وعروبتها وتراثها الديني. هكذا تبدو القضية الفلسطينية كأنها خارج الاهتمام، إذ لم نشهد تحركاً جاداً ضد الممارسات الصهيونية العدوانية، ولا تتخذ القيادات الجديدة موقفاً يبشر بانعطافة عربية تدل على انتقال القضية من المواقع الخلفية والمخفية إلى مواقع متقدمة من الاهتمام، على النقيض من المواقف المشكوك فيها التي كانت متهمة بتضييع القضية أو تمييعها أو وضعها على الرف.
ويكبر حجم السؤال، عندما نعود إلى أدبيات الأحزاب الحاكمة حالياً التي كانت قبل ذلك في المعارضة، تقرأ علينا درس فلسطين يومياً، باعتباره الدرس الذي لا بد منه ولا غنى عنه في مجرى الصراع مع العدو «الإسرائيلي».
إن شعارات الكرامة والعدالة والديمقراطية، هي شعارات تستحق بذل كل الوقت من أجلها، لكن صدقيتها يجب أن تتأكد من خلال الموقف من الصراع مع العدو «الإسرائيلي». لهذا يبدو لافتاً أن الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة، تحاول محاصرة التحركات العربية وفرض شروط سياسية واقتصادية وأمنية لمنع انخراطها في الهمّ القومي، ومنع التواصل بينها، وممارسة الضغوط لإلزامها بكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية، لتحقيق الفصل بينها وبين فلسطين المحتلة. الأمل ألا يطول الانتظار لإعادة قضية فلسطين والصراع مع العدو إلى الواجهة، بدل دفنها، مع الوقت، في ملفات النسيان.
[rouge]-[/rouge] [bleu]افتتاحية جريدة «الخليج» الإماراتية.[/bleu]