تصادف في شهر تموز من كل عام ذكرى مرور أكثر من ثورة عربية وعالمية، لعبت دوراً كبيراً في استنهاض المقهورين من الطبقات والشعوب والأمم المقهورة..
وبقدر ما تعرضت هذه الثورات لحملات تزوير وافتراء انطلاقاً من سلبيات وملاحظات مشروعة استمدتها من ثقافة روبسبير ودانتون وجورج واشنطن وخاصة في مجال التضييق على الحريات السياسية الفردية، فقد حققت هذه الثورات إنجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وفك التبعية والسيادة والكرامة الوطنية، كما أثرت الحياة الثقافية في كل مجالاتها..
فقد شهد هذا الشهر ثورة تموز المصرية بقيادة جمال عبد الناصر التي أقامت السد العالي وأممت شركة قناة السويس وأطلقت حركة الإصلاح الزراعي والصناعة الكبيرة ووسعت التعليم وحقوق المرأة ودعمت حركات التحرر في كل مكان. كما شهد هذا الشهر ثورة تموز العراقية التي وضعت العراق على طريق التحولات الاقتصادية - الاجتماعية والوطنية الكبرى وذلك في محطاتها الثلاث، محطة عبد الكريم قاسم المقرب من الشيوعيين، د. عبد السلام عارف الناصري، ومحطة حزب البعث العربي الاشتراكي..
وكما استفزت ثورة يوليو المصرية أعداء الأمة من أمريكان وصهاينة ورجعيين وإسلام أمريكي وليبراليين فتكالبوا عليها في حزيران 1967 ثم في انقلاب السادات، تعرضت ثورة العراق لتكالب مماثل من عدوان 1990 إلى غزوه واحتلاله 2003، وقد تجلى العدوان الخارجي وأدواته المحلية في كل مرة بالحملة على الهوية القومية العربية والقطاع العام وثقافة المقاومة والسيادة والجيش المركزي، ولا يزال أعداء الأمة يواصلون مؤامرتهم عليها (قوى الاستعمار القديم والجديد، الأمريكان والأوروبيون، والصهاينة والليبراليون والرجعية وجماعة الإسلام الأمريكي).
ومن ثورات تموز العالمية ثورة كوبا ونيكاراغوا وتحرير وتوحيد فيتنام.. ومن المؤسف ان ثورات تموز الفرنسية (ضد الإقطاع) والأمريكية ضد الاستعمار البريطاني، تحولت بسرعة إلى ثورات مضادة - إمبريالية لنهب الشعوب واستعمارها واستخدام كل أدوات الإبادة ضدها وقتل الملايين من أبنائها في الجزائر وفيتنام والعراق وغيرها، وها هي تسعى لتحويل الحراك الشعبي العربي في كل مكان إلى ثورات مضادة، رجعية تكفيرية مذهبية وبرتقالية مشبوهة.